مايو 14, 2021
القصف الإسرائيلي يتسبب بدمار كبير في شبكة توزيع الكهرباء، توقف محطة توليد الكهرباء يهدد بتدهور الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة
مشاركة
القصف الإسرائيلي يتسبب بدمار كبير في شبكة توزيع الكهرباء، توقف محطة توليد الكهرباء يهدد بتدهور الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة

المرجع: 60/2021

التاريخ: 14 مايو 2021

التوقيت: 19:30 بتوقيت جرينتش

بالتزامن مع تواصل العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة عن قرب انقطاع الكهرباء عن القطاع بشكل شبه كامل، بعد التوقف الوشيك لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، لقرب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم، وبسبب تعطل عدة خطوط كهرباء رئيسية ناقلة للكهرباء من الجانب الاسرائيلي.

ووفقاً لمتابعات المركز فإن الطاقة الكهربائية المتوفرة حالياً تقدر بـ 101 ميجاوات في حين يحتاج قطاع غزة نحو 400 ميجاوات، حيث تصل نسبة العجز لنحو 74.7%.  وقد ارتفع العجز في الطاقة الكهربائية بعد تعطل 5 خطوط رئيسية نقل الكهرباء من إسرائيل إلى قطاع غزة نتيجة القصف الاسرائيلي، وتسبب ذلك في فقدان 60 ميجاوات، وهي تشكل 50% من كمية الطاقة الكهربائية الواردة من إسرائيل (120 ميجاوات).  ومن المتوقع أن ترتفع نسبة العجز في الطاقة الكهربائية إلى نحو 90% بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، وذلك إذا لم تتعطل باقي الخطوط الناقلة للكهرباء من إسرائيل، أما إذا تعطلت فإن نسبة العجز سترتفع أكثر من ذلك.

وأعلنت شركة الكهرباء أن القصف الإسرائيلي تسبب في دمار كبير بشبكة توزيع الكهرباء في قطاع غزة، فعدا عن تعطل 5 خطوط رئيسية ناقلة للكهرباء من إسرائيل، تعطلت 8 محولات رئيسية، و62 من مكونات شبكة الضغط العالي، و192 من شبكة الضغط المنخفض، وهو ما كبد الشركة خسائر بقيمة 4.97 مليون دولار.  وأشارت الشركة إلى أن هذا الوضع سيفاقم العبء والضغط على قطاع الكهرباء والطاقة، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل، وسيشكل منعطفاً حاداً وخطيراً يهدد بانهيار وشيك لأغلب القطاعات الحيوية في غزة، ومن أبرزها قطاع الصحة والمياه والبيئة والصرف الصحي والخدمات العامة.   وأكدت الشركة أن عدد المواطنين المتأثرين حالياً من الدمار الهائل الذي لحق بشبكة الكهرباء نحو 687 ألف مواطن. 

إن وقف عمل محطة توليد الكهرباء سيكون له انعكاسات خطيرة على الخدمات الأساسية التي يتلقاها أكثر من 2 مليون مواطن يعيشون في قطاع غزة، وسيؤدي إلى ارتفاع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، وإلى انقطاع إمدادات مياه الشرب عن المواطنين لفترات طويلة.  كما ستتوقف خدمات الصرف الصحي ومعالجة المياه العامة، وسيتم ضخها إلى البحر من دون معالجة. 

كما سيترك انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن المرافق الصحية تأثيراً خطيراً على الخدمات الصحية التي يحتاجها سكان قطاع غزة، خاصة في ظل العدوان الحربي الإسرائيلي، واكتظاظ المستشفيات وغرف العناية المركزة بمئات الجرحى، الذين تعرضوا للإصابة خلال عمليات القصف الإسرائيلي.  وقد أسفر العدوان حتى اليوم عن مقتل (122) مواطناً، بينهم (31) طفلاً و(20) امرأة، و(542) مصاباً، بينهم (158) طفلاً و(121) امرأة.

ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي سلباً على أداء المختبرات وبنوك الدم، ويؤدي إلى عدم انجاز الفحوصات المخبرية المطلوبة، خاصة في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا بين المواطنين في قطاع غزة.  وقد بلغ عدد إجمالي المصابين بفيروس كورونا في القطاع 105807 حالة، تعافى منها 98371 حالة، وما زالت 6456 حالة نشطة، وتوفي 980 حالة.  ومن بين الحالات النشطة يوجد في المستشفيات 106 حالات تحتاج رعاية طبية خاصة، من بينها 83 حالة خطيرة وحرجة. 

ويهدد انقطاع التيار الكهربائي عشرات المواليد المتواجدين في حضانات الأطفال السبعة في مستشفيات القطاع، والتي تعمل جميعها بالطاقة الكهربائية.  ويتسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر واستخدام الطاقة البديلة في تلف الأجهزة مثل أجهزة الإنعاش وأجهزة التنفس الصناعي للمواليد، مما يعرض حياة الأطفال حديثي الولادة للخطر، وربما يؤدي إلى الوفاة.

كذلك يؤثر انقطاع التيار الكهربائي على العمليات الجراحية المجدولة في أقسام العمليات، والتي كان يبلغ متوسطها قبل بدء العدوان الاسرائيلي 3864 عملية شهرياً، تتراوح بين صغرى ومتوسطة وكبرى، يتم إجرائها في (48) غرفة عمليات موزعه على مستشفيات قطاع غزة.  ويشكل ذلك خطراً على المرضى في أقسام العناية المركزة، التي يبلغ نسبة انشغال الأسرة فيها نحو 80%، ويعيش هؤلاء المرضى على أجهزة التنفس الصناعي.  كما يؤثر انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير على أقسام غسيل الكلى في مستشفيات القطاع، والتي يتوافر فيها 131 جهاز غسيل كلى فقط، تخدم 923 مريضاً في محافظات قطاع غزة.

إن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يجدد المركز تأكيده على أن سياسة تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنع توريد الوقود لمحطة الكهرباء، تندرج في إطار إجراءات العقاب الجماعي وأعمال الانتقام غير الإنسانية وغير القانونية ضد السكان المدنيين في القطاع، فإنه يعرب عن قلقه الشديد من الانعكاسات الكارثية التي قد تنجم عن توقف عمل محطة الكهرباء، وهو ما يمس كافة الخدمات الأساسية التي يتلقاها المواطنون، وعليه، فإن المركز:

  • يؤكد على أن المسؤولية الأولى في توفير كافة الإمدادات الأساسية لسكان قطاع غزة تقع على إسرائيل، كونها السلطة القائمة بالاحتلال بموجب قواعد القانون الإنساني الدولي.
  • يطالب المجتمع الدولي بإجبار السلطات الإسرائيلية المحتلة على الإقلاع عن استخدام سياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها على سكان القطاع.
  • يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل للضغط على إسرائيل من أجل السماح بتوريد الوقود اللازم لضمان استمرار تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *