نوفمبر 8, 2017
التعذيب في السجون ومراكز التوقيف الفلسطينية (أكتوبر 2016- سبتمبر 2017)
مشاركة
التعذيب في السجون ومراكز التوقيف الفلسطينية (أكتوبر 2016- سبتمبر 2017)

مقــدمـــة

استمر استخدام التعذيب والمعاملة القاسية من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية المختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، على نطاق واسع بحق المعتقلين والمحتجزين في السجون ومراكز التوقيف التابعة لها.  وتؤكد عشرات الافادات والتصاريح المشفوعة بالقسم التي يقدمها المدعون، أو ذويهم، للمركز الفلسطيني ولمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، بأن الأجهزة الأمنية استخدمت وسائل تحقيق مختلفة تعتبر شكلاً من اشكال التعذيب والمعاملة القاسية واللا إنسانية والحاطة بالكرامة.  وتفيد تلك الشكاوى بأن الممارسات وقعت ، إما داخل مراكز التوقيف والسجون التابعة للأجهزة الامنية في الضفة الغربية وغزة، خلال فترات الاعتقال والاحتجاز، أو خلال اقتيادهم للسجون أو مقرات الاحتجاز والتوقيف.

ولا يمكن الحصول على احصائية دقيقة متعلقة بحالات التعذيب والمعاملة القاسية والحاطة بالكرامة الانسانية التي تمارس بحق المعتقلين والمحتجزين في مراكز التوقيف والاحتجاز الفلسطينية في الضفة وغزة، بسبب تحفظ الكثير ممن أخضعوا للتعذيب عن إعطاء إفادات حول تعرضهم للتعذيب خشية المساءلة والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية، غير أنه بالإمكان، من خلال متابعتنا ومراقبتنا، القول بأنها تمارس على نطاق واسع في تلك المراكز.

ويورد التقرير الذي يغطي الفترة بين أكتوبر 2016- سبتمبر 2017،[1] تفاصيل (24) حالة تعذيب وغيرها من أشكال المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة، تمت على أيدي أفراد من الأمن، في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أبرزها، الشرطة، الأمن الداخلي، المخابرات العامة في غزة، والأمن الوقائي، والمخابرات العامة في الضفة الغربية.   كما يتضمن التقرير (7) حالات وفاة في السجون ومراكز التوقيف، بينهم (3) حالات في الضفة الغربية، منهم اثنان توفيا نتيجة تدهور حالتهما الصحية في مركزي توقيف بيت لحم، والقدس، وثالث توفي بعد نقله من سجن أريحا، في ظروف غير واضحة.  وفي قطاع غزة، توفي أربعة موقوفين، أحدهم توفي في مركز توقيف تابع للشرطة بمدينة دير البلح، في ظروف غير طبيعية، حيث أعلنت الشرطة عن وفاته بينما كان موقوفا، بعد وجود آثار حبل على عنقه، فيما توفي خلال شهر سبتمبر ثلاثة محتجزين، بينهم سجين في مدينة غزة، أعلن عن وفاته نتيجة سكتة قلبية، بينما توفي موقوفان آخران انتحاراً، بينهما طفل في السادسة عشر من عمره، في مركز شرطة بيت لاهيا، وفقاً لما أعلنته الشرطة، وآخر ألقى بنفسه من مبنى النيابة الجزئية في مدينة غزة، وفقا لما أعلنته النيابة العامة.