1 أغسطس/آب 2024
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، عبر الجو والبر والبحر، لليوم الـ 300 على التوالي بما في ذلك قصف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين وخيامهم على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق وارتكاب جرائم قتل جماعي، وإصدار أوامر تهجير قسري، وتنفيذ عمليات تدمير واسعة للمنازل والمباني والبنى التحتية، مع تعاظم معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
وبرز خلال هذا الأسبوع قتل قوات الاحتلال ثلاثة صحفيين خلال تغطيتهم الصحفية، في تكريس لسعي إسرائيل عبر قتل الصحفيين/ات وتغييبهم إلى احتكار الرواية، حيث لا تريد أن يرى العالم الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، في وقت تمنع فيه الطواقم الصحفية الدولية من الوصول إلى غزة وتغطية الجرائم، وكل ذلك في إطار عملية شاملة تمارس فيها الإبادة الجماعية ومجموعة جرائم دولية أخرى تحاول من خلالها ترسيخ نكبة ثانية ضد 2.3 مليون فلسطيني/ة في قطاع غزة منذ 10 أشهر.
وضمن سياق أوسع من الجرائم، تمكن باحثونا من توثيق عدد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة خلال المدة من 29– 31 يوليو/تموز الجاري، على النحو الآتي:
الاثنين، 29 يوليو/تموز 2024
في حوالي الساعة 11:30 صباحًا، قصفت قوات الاحتلال مجموعة من السكان قرب دوار الكويت في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 11:50 صباحًا، قصفت طائرة مسيرة للاحتلال مجموعة من السكان أحدهم صحفي في محيط دوار أبو حميد في مدينة خان يونس. أسفر ذلك عن استشهاد 5 مواطنين، أحدهم المحامي والصحفي محمد ماجد أبو دقة.
في حوالي الساعة 1:00 مساءً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان قرب مدرسة الفردوس في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين، أحدهم طفل.
في حوالي الساعة 04:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الشاعر في منطقة بطن السمين بخان يونس، ما أدى إلى تدميره.
في حوالي الساعة 6:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة حلس بالقرب من برج “الوحدة” غرب مدينة غزة، ما أدى إلى دمارها واشتعال النيران فيها، واستشهاد ثلاثة من سكانها، من بينهم فتاة، وإصابة 4 آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 8:45 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة العواودة الواقع ببلوك 6 بمخيم البريج بالمحافظة الوسطى، ما أدى لاستشهاد اثنين من سكانه وإصابة آخرين.
في حوالي الساعة 9:00 مساءً، أطلقت قوات الاحتلال قذيفة سقطت على منزل المطران التابع لكنيسة القديس برفيريوس في غزة القديمة بمدينة غزة، ويوجد به عدد من النازحين. والمبنى المستهدف عبارة عن طابقين، أصابت القذيفة الطابق العلوي واخترقته إلى الطابق السفلي ولم تنفجر. أسفر ذلك إصابة ثلاثة من النازحين بجروح متوسطة وإلحاق أضرار بالمكان.
خلال اليوم نفسه، انتشل سكان جثماني الشهيدين خالد سليمان سالم ضهير وحسين سليمان محمد ضهير من حي مصبح شمال مدينة رفح بعد قصف طائرة مسيرة إسرائيلية دراجة نارية (تكتوك) كانا على متنها أثناء نزوحهما قبل يومين.
كما انتُشلت جثامين 3 شهداء من مدينة رفح بعد قتلهم من قوات الاحتلال في استهدافات سابقة ونقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس.
الثلاثاء، 30 يوليو/ تموز 2024
في حوالي الساعة 12:00 منتصف الليل، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة المصري في محيط مسجد السلام بمنطقة التحلية شرق خان يونس.
في حوالي الساعة 1:00 فجراً، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة أبو شاويش في برج Q في مدينة حمد غرب خان يونس. أسفر ذلك عن سقوط شهيدة و6 إصابات.
في حوالي الساعة 1:30 فجراً، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة أبو دقة بالقرب من عيادة عبسان الجديدة شرق خان يونس، ما ألحق دماراً في المنزل وأوقع إصابات بين عدد من سكانه، أحدهم حالته خطيرة.
في حوالي الساعة 7:00 صباحًا، تأكد انسحاب قوات الاحتلال من بلدتي بني سهيلا والقرارة شرق خان يونس، بعد 8 أيام من الهجوم البري، تخللها تدمير واسع للمنازل والمنشآت وقتل عدد كبير من السكان وإصابة آخرين.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال، عاد السكان إلى مناطق سكناهم المدمرة، وتوجهت الطواقم الطبية والدفاع المدني لانتشال جثامين الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال، حيث وصل إلى مستشفى مجمع ناصر الطبي خلال هذا اليوم 33 شهيداً، من بينهم 7 نساء و5 أطفال. وبذلك تكون قوات الاحتلال قتلت خلال هجومها البري شرق خان يونس، الذي استمر 8 أيام، أكثر من 250 شهيدًا، إضافة إلى نحو 300 جريح.
وأظهر مقطع فيديو أن الدبابات الإسرائيلية دمرت مقبرة بني سهيلا شرق خان يونس وداست على المقابر وحطمتها وأحدثت حفريات عميقة فيها، وتسببت بخروج عدد من الجثامين منها.
في حوالي الساعة 12:15 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي نوفل ورزق في مخيم البريج في المحافظة الوسطى. أسفر ذلك عن استشهاد 4 من السكان وإصابة آخرين بجروح.
وفي حوالي الساعة 1:40 مساءً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان كانوا يستقلون عربة كارو يجرها حمار، كانت تنقل جثامين ثلاثة شهداء من ضحايا استهداف المنزلين في مخيم البريج، وتسير قرب مدخل مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى لاستشهاد 9 مواطنين وإصابة آخرين.
في حوالي الساعة 4:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة البلعاوي في شارع الجلاء شمالي مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة من سكانه، منهم امرأة وطفل.
الأربعاء، 31 يوليو/تموز 2024
في حوالي الساعة 12:15 بعد منتصف الليل، قصفت طائرات الاحتلال منزلا في عبسان الكبيرة شرق خان يونس. أسفر ذلك عن استشهاد أحد سكانه وهو شادي أبو صعاليك، وإصابة 3 آخرين بجروح، منهم زوجته.
في حوالي الساعة 6:00 فجرًا، قصفت مدفعية قوات الاحتلال منازل السكان في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين بجروح مختلفة.
في حوالي الساعة 1:00 مساءً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية اثنين من السكان كانا يقودان دراجتين هوائيتين في الحي السعودي غرب مدينة رفح، ما أدى إلى استشهادهما. وبعد وقت قصير قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان في الحي السعودي غرب مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين بجروح مختلفة.
في الوقت نفسه، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية حافلة صغيرة، على مدخل بلدة الزوايدة من ناحية شارع صلاح الدين بالمحافظة الوسطى، ما أدى لاستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين.
في حوالي الساعة 5:00 مساءً، أطلقت طائرة إسرائيلية مسيرة صاروخاً محيط تواجد عدد من الصحفيين قرب منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المدمر في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، خلال تغطيتهم ردود الأفعال على اغتياله في اليوم نفسه خلال وجوده في إيران. وعلى إثر ذلك، غادر الصحفيون المنطقة. وبعد عدة دقائق، أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية صاروخًا تجاه سيارة صحافة خاصة بقناة الجزيرة كانت تغادر المنطقة عبر شارع عايدية، غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد الصحفيين إسماعيل الغول، مراسل قناة الجزيرة في غزة، ومصور القناة، رامي الريفي، والطفل خالد سائد الشوا، الذي كان يمر من المكان بالصدفة على دراجته الهوائية.
ووفق ما ذكره مراسل الجزيرة، أنس الشريف، في مداخلة مع القناة، فإن زميليه استشهدا في “ضربة مباشرة”، وهما في سيارة قناة الجزيرة المعروفة التي يتحركان بها طيلة الوقت، والتي يعتليها شعار “TV”، وكانا يرتديا السترة الخاصة بالصحافة. (تفاصيل إضافية عن استهداف الصحفيين في هذا البيان).
وفي حوالي الساعة 11:40 ليلاً، قصفت طائرات الاحتلال سيارة على مدخل مخيم المغازي في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى سقوط 5 شهداء تحولت جثامينهم إلى أشلاء ونقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
خلال اليوم نفسه، انتُشل جثمانا الشهيدتين أمل نعيم أبو حميدة وطفلتها ريهام هيثم أبو حميدة، من تحت أنقاض منزلهما في حي مصبح شمال مدينة رفح، ونقلتا إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلهما قبل 5 أيام، ولا يزال البحث مستمر عن مفقودين تحت أنقاض المنزل بينهم طفلتان من عائلة أبو حميدة.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها عبر الجو والبر والبحر، على جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي أعلنتها مناطق آمنة وإنسانية، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات وتفشي المجاعة في شمال القطاع.
تجدد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، تأكيدها أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، فضلاً عن التواطؤ في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.
وتؤكد مؤسساتنا أن هذا الصمت الدولي الرسمي واستمرار تزويد دولة الاحتلال بالسلاح لاستخدامه في قتل وسحق الفلسطينيين/ات وتدمير كل مقومات الحياة هو تواطؤ مع الجرائم الخطيرة المرتكبة بحق شعبنا. وبناءً عليه، نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية ووضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مسؤوليها عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الابادة الجماعية.
وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤوليها الضالعين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر، جريمة الإبادة الجماعية.
نسخة تجريبية