تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، عبر الجو والبر والبحر، لليوم الـ 286 على التوالي بما في ذلك قصف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين وخيامهم على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق وارتكاب جرائم قتل جماعي، مع تعاظم معاناة مئات آلاف النازحين/ات، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
ويدلل تكثيف الاحتلال سياسة القتل والتدمير والتهجير القسري والتجويع في كل أنحاء قطاع غزة، لا سيما ضد المدنيين والأعيان المدنية إما بقتلهم أو إيذاءهم بصورة لا تحتمل، للشهر العاشر على التوالي، على سعي دولة الاحتلال لإيصال السكان إلى مستوى من الخوف الإنساني والاستنزاف والانهيار النفسي والشعور بعدم الأمان المطلق، من خلال جعل الحياة واستمرارها في غزة مهمة مستحيلة؛ بما يؤثر عليهم لأجيال قادمة، وبالتالي دفعهم قسرا إلى مغادرتهم الوطن.
وضمن سياق أوسع من الجرائم، تمكن باحثونا من توثيق عدد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة خلال المدة من 15– 17 يوليو/تموز الجاري، على النحو الآتي:
الاثنين، 15 يوليو/تموز 2024
في حوالي الساعة 1:00 مساء، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة ثابت في شارع السلام وسط مدينة دير البلح، في المحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من سكانه، هم مسن وطفلان، وتضرر الطابق الأرضي من المنزل بشكل بالغ.
في حوالي الساعة 3:00 مساءً، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال مجموعة من السكان في حي الزهور في مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم.
في حوالي الساعة 5:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة سلامة في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى إلى سقوط 4 شهداء من سكانه، وهم: زوجان وطفليهما، وتدمير المنزل.
في حوالي الساعة 8:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً من طابقين لعائلة حمد، في مخيم 1 في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد 11 من سكانه، بينهم 4 أطفال و3 نساء ومسن، وتدمير المنزل بالكامل.
الثلاثاء، 16 يوليو/تموز 2024
في حوالي الساعة 1:50 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو طير في عبسان الكبيرة شرق خانيونس، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد 4 من سكانه، هم أب وزوجته واثنين من أبنائهما، أحدهما طفل، وإصابة ثلاثة آخرون، من بينهم طفلة. كما أدى القصف إلى تدمير المنزل.
في حوالي الساعة 3:00 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلين لعائلة زقوت في بلوك C في المخيم 1 في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيهما دون إنذار مسبق. أسفر قصف المنزل الأول عن استشهاد أب وطفلته. كما أسفر قصف المنزل الثاني عن استشهاد 7 من سكانه، هم امرأتان إحداهن مسنة، و5 أطفال.
في حوالي الساعة 8:00 صباحًا، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان في حي خربة العدس في مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد 5 منهم.
في حوالي الساعة 1:00 مساءً، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال تجمعاً للسكان على دوار زايد شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد 4 منهم امرأة، وإصابة 4 آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 2:00 مساءً، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال سيارة في منطقة العطار في المواصي غرب خان يونس، خلال سيرها في المنطقة المكتظة بخيام النازحين. أسفر القصف عن استشهاد 17 فلسطينيا، منهم 6 أطفال وامرأتان، وإصابة 58 آخرين معظمهم من الأطفال. وأفاد والد طفل من المصابين لباحثينا، أنهم كانوا يتجمعون عند نقطة لشحن الهواتف المحمولة والبطاريات وفجأة استهدفت طائرة مسيّرة سيارة كانت تمر في الشارع بين خيام النازحين في المنطقة التي تشهد حركة نشطة للنازحين.
في حوالي الساعة 2:15 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال غرفة مقصف ومعرشات في الناحية الجنوبية من مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية “أ” التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، والتي تأوي نحو 6 آلاف نازح/ة، دون إنذار مسبق. أسفر القصف عن دمار كبير واستشهاد 23 فلسطينيا، بينهم امرأة و5 أطفال، إضافة إلى إصابة ما يزيد عن 80 آخرين من النازحين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
في حوالي الساعة 3:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزل لعائلة أبو عكر غرب حي الأمل في خان يونس، دون إنذار مسبق على رؤوس ساكنيه. أسفر القصف عن استشهاد جمال أبو عكر وحفيدتيه ماريا وميرال بلال أبو عكر، 5 و6 أعوام. يذكر أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت جمال أبو عكر خلال هجومها البري في خانيونس، وأفرجت عنه قبل نحو شهرين.
في حوالي الساعة 11:00 ليلاً، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة دياب في مخيم 2 في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى إلى تدمير المنزل المكون من طابقين واستشهاد 6 من سكانه، منهم 4 أشقاء، بينهم فتاتان وطفلة.
الأربعاء، 17 يوليو/تموز 2024
في حوالي الساعة 12:45 بعد منتصف ليلة الأربعاء، قصفت طائرات الاحتلال بصاروخين مسجد عبد الله عزام في مخيم 5 بمخيم النصيرات، ما أدى لتدمير المسجد بالكامل، واستشهاد اثنين من السكان داخل منازلهم المجاورة؛ نتيجة تطاير الركام عليها. وتسبب قصف المسجد بإحداث دمار واسع في المنازل في المنطقة.
في حوالي الساعة 3:30 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال الطابق العلوي من منزل لعائلة العيسوى في مخيم 1 بمخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى تدمير الطابق وإلحاق أضرار بالغة في المنزل والمنازل المجاورة، واستشهاد أحد سكان المنزل وإصابة آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 9:00 صباحًا قصفت طائرة مسيرة للاحتلال مجموعة من السكان في شارع المحررات في منطقة المواصي غرب مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم.
في حوالي الساعة 1:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال تجمعًا للسكان قرب بوابة مدرسة القاهرة في حي الرمال في مدينة غزة التي تأوي نازحين/ات، ما أدى إلى استشهاد 9 منهم وإصابة آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 1:30 مساءً، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال منزلاً لعائلة ابو عليان في بلدة عبسان الكبيرة، شرق خان يونس. أسفر القصف عن استشهاد 3 من سكانه على الأقل، منهم امرأة وطفلان، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
في حوالي الساعة 5:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من السكان أثناء وجودهم في نقطة إنترنت، على شارع البحر بمنطقة الشاطئ الشمالي شمال مدينة غزة. أسفر ذلك عن استشهاد خمسة وإصابة آخرين بجروح.
وخلال هذا اليوم، انتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين 4 شهداء من حي تل السلطان غرب مدينة رفح بعد أن قتلهم قوات الاحتلال في هجمات سابقة، ونقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
الخميس، 18 يوليو/تموز 2024
في حوالي الساعة 7:30 صباحا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الطهراوي في منطقة بلوك 7 بمخيم البريج بالمحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى على استشهاد اثنين من سكانه وإصابة 7 آخرين بجروح.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها عبر الجو والبر والبحر، على جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك المناطق اتي أعلنتها مناطق آمنة وإنسانية، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات وتفشي المجاعة في شمال القطاع.
تجدد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، تأكيدها أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، فضلاً عن التواطؤ في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.
وتؤكد أن هذا الصمت الدولي الرسمي واستمرار تزويد إسرائيل بالسلاح لاستخدامه في قتل وسحق المدنيين/ات وتدمير كل مقومات الحياة هو تواطؤ مع الجرائم الخطيرة المرتكبة بحق شعبنا.
وبناء عليه نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية لوضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الابادة الجماعية.
وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق الضالعين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر جريمة الإبادة الجماعية.
نسخة تجريبية