مارس 16, 2025
الاحتلال يصعّد جرائم القتل والتجويع في قطاع غزة استمرارًا للإبادة الجماعية
مشاركة
الاحتلال يصعّد جرائم القتل والتجويع في قطاع غزة استمرارًا للإبادة الجماعية

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم القتل دون أي مبرر والقصف العشوائي في قطاع غزة، مع مواصلتها إغلاق المعابر واستخدام التجويع كأداة حرب، في إصرار على مواصلة جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

تأتي هذه التطورات مع استمرار تنصل إسرائيل من جانب واحد من اتفاق وقف إطلاق النار، وتلويحها بتوسيع دائرة الهجمات العسكرية التي تشنها على قطاع غزة.

وفي أحدث هذه الجرائم، قتلت قوات الاحتلال 6 مواطنين، بينهم صحفيان والبقية من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، بعد استهدافهم بقصف من طائرة مسيّرة في بيت لاهيا، شمال غزة.

ووفق المعلومات التي توفرت لباحث المركز، فعند حوالي الساعة 12:00 من يوم السبت 15/03/2025، هاجمت طائرة مسيرة بصاروخ مجموعة من العاملين في العمل الإنساني، داخل مخيم الخير الذي أقامته مؤسسة الخير الخيرية، شمال منطقة العطاطرة شمال غربي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ولدى محاولتهم مغادرة المنطقة بمركبة، عاودت طائرة الاحتلال استهدافهم بصاروخ آخر. أسفر ذلك عن مقتل ستة مواطنين، بينهم ثلاثة من العاملين في المؤسسة الخيرية، وثلاثة في مجال الإعلام يعملون لمصلحة المؤسسة، والبقية من العاملين واحتراق أجسادهم وتحولها إلى أشلاء، وإصابة 10 مواطنين آخرين بجروح، وصفت حالة اثنين منهم بأنها بالغة الخطورة.

والقتلى هم: الصحفي محمود خالد مصباح البسوس، 20 عامًا، وهو مصور حر يعمل على التصوير بطائرة درون، ويعمل لصالح وكالة الأناضول، وبلال محمد خليل أبو مطر، 35 عامًا، ويعمل في المونتاج، ومحمود يحيى رشدي السراج، 24 عامًا، وهو مصور، ومحمد وصفي حسان الغفير، 26 عامًا، وحازم محمد إسماعيل غريب، 35 عامًا، وبلال حسام شعبان عكيلة، 28 عامًا، من مؤسسة الخير.

وأفاد أحد العاملين بمؤسسة الخير الخيرية بأن الطاقم الذي استهدفه قصف قوات الاحتلال كان يقوم بافتتاح مخيم الخير الذي أقيم لاستيعاب المئات من النازحين المهدمة منازلهم في بلدة بيت لاهيا.

وجاء هذه الجريمة في إطار حالة من تصاعد جرائم القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية، في قطاع غزة، في إطار انتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.

وكان من أبرز الجرائم التي وثقها باحثونا في الأيام الماضية ما يلي:

أطلقت الزوارق الحربية للاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في عرض البحر قبالة منطقة السودانية غرب جباليا شمال قطاع غزة، عند حوالي الساعة 17:00 من يوم الجمعة 14/3/2025، قذيفة تجاه قارب مجداف كان على متنه الصياد محمد رياض صيام، 22 عامًا، ما أدى إلى مقتله بعد إصابته بشظايا بأنحاء متفرقة، بينما كان يمارس مهنة الصيد على بعد 200 متر من شاطئ البحر.

وألقت طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 17:50 من يوم الخميس 13/3/2025، قنبلتين تجاه خيمة تؤوي المواطن كريم عزام محمود نصير، في بورة حي الأمل شمال شرقي بيت حانون شمال قطاع غزة، ما

أدى لمقتل طفله سراج، 3 سنوات، جراء إصابته بشظايا بأنحاء متفرقة من جسده. كما أصيبت والدة الطفل دينا سهيل نصير، 25 عامًا بشظية في الرأس، ووصفت المصادر الطبية جراحها ببالغة الخطورة، وأدخلت قسم العناية الفائقة بالمستشفى الاندونيسي بجباليا. وأفاد والد الطفل، أنه اضطر لإقامة الخيمة في المنطقة التي تبعد أكثر من 1000 متر عن الشريط الحدودي مع إسرائيل، بعد تدمير الاحتلال منزله.

ومساء اليوم نفسه، أطلقت طائرة مسيرة للاحتلال أعيرة نارية بشكل عشوائي تجاه حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل الطفل أمجد حازم عابد، 3 سنوات، علمًا أن والد الطفل سبق أن قتل في الأشهر الماضية خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي في منطقة كوسفيم بين القرارة وشرق قرية وادي السلقا شرق دير البلح، وسط قطاع غزة، عند حوالي الساعة 17:20 من يوم الثلاثاء 11/3/2025، نيران أسلحتها تجاه منازل المواطنين في قرية وادي السلقا، ما أدى إلى إصابة الطفلة حلا عزمي محمد أبو هداف، 13 عاما، بعيار ناري في صدرها بينما كانت تتجه إلى بقالة لشراء مستلزمات للسحور، ونقلها والدها على عربة كارة يجرها حمار، ثم بسيارة جيب قريبه، قبل استلامها من سيارة إسعاف ونقلها إلى مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح، حيث أعلن الأطباء عن مقتلها.

وأطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية ” كواد كابتر” عند حوالي الساعة 17:30 من يوم الاثنين 10/3/2025، اليوم نفسه، قنبلة تجاه مجموعة من السكان أمام منزلهم، في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح ما أدى إلى مقتل الفتى نجاد ناهض سليمان أبو سنيمة، 18 عاما.

وهاجمت طائرة مسيرة إسرائيلية، عند حوالي الساعة 14:20 من اليوم نفسه، مجموعة مواطنين شمال شرقي البريج في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل 3 أشقاء هم: محمود ومحمد وأحمد عبد الله محمود أحمد. وقد حاول عدد من المواطنين انتشالهم من المنطقة إلاّ أن طائرات الاحتلال المسيرة ألقت عدة قنابل تجاههم ما اضطرهم للتراجع أكثر من مرة، قبل أن يجري انتشالهم بعد حوالي 4 ساعات، حيث نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.

كما وثق باحثونا إصابة العديد من المواطنين، منهم أطفال ونساء برصاص قوات الاحتلال خاصة في رفح وخانيونس وشمال غزة، في الأيام القليلة الماضية، وتسبب تكرار إطلاق النار ووقوع إصابات، بنزوح مئات المواطنين إلى مناطق أكثر بعدًا عن المنطقة العازلة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، لم تتوقف جرائم القتل والغارات الإسرائيلية على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 155 مواطنًا وإصابة المئات بجروح.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال استخدام سياسة التجويع كأداة حرب في إطار جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وبدأت آثار إغلاق تلك القوات معابر غزة ومنع دخول جميع البضائع والإمدادات إلى القطاع منذ 2 مارس 2025، بالظهور، حيث بدأت العديد من المخابز بالإغلاق، وحدث تشوش على إمدادات المياه، وحركة التنقل، وبدأت البضائع تنفد من الأسواق، وهو ما يعني تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها2.3  مليون إنسان في قطاع غزة، في إطار إعدام سبل العيش والحياة، وتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، ضمن عملية مركبة تتكون من سلسلة من الجرائم، وهو ما يعبر عن طبيعة وجوهر جريمة الإبادة الجماعية.

أمام كل ذلك، يطالب المركز المجتمع الدولي بضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على استمرارية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف العدوان في الضفة الغربية، بما يضمن حماية فعالة للمدنيين، والحد من الآثار المدمرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها.

ويدعو المجتمع الدولي إلى الالتزام الكامل بأحكام القانون الجنائي الدولي ومبادئ العدالة الدولية، والعمل بحسم على محاسبة دولة الاحتلال وقادتها والمسؤولين عن ارتكاب الجرائم الدولية الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني، وتقديمهم إلى العدالة أمام المحاكم الدولية والوطنية المختصة، محذرًا من أن التقاعس عن اتخاذ هذه الإجراءات يكرس الإفلات من العقاب ويضعف سيادة القانون على الصعيد العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *