سبتمبر 8, 2024
إصابة الزميل إيهاب فيصل وزوجته وطفلتيهما واستشهاد شقيقي زوجته بقصف قوات الاحتلال منزلهم في غزة
مشاركة
إصابة الزميل إيهاب فيصل وزوجته وطفلتيهما واستشهاد شقيقي زوجته بقصف قوات الاحتلال منزلهم في غزة

7 سبتمبر 2024

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصف شقة زميلنا إيهاب مروان كمال فيصل، وهو مساعد إداري في المركز، على رؤوس ساكنيه، مما أدى إلى إصابته وزوجته وطفلتيهما، واستشهاد شقيقي زوجته وأحدهما طفل، في مدينة غزة، وذلك في إطار استمرار الاحتلال في قصف المنازل السكنية على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق.

ووفق المعلومات التي توفرت لباحثينا، بما في ذلك إفادة الزميل إيهاب فيصل،، ففي حوالي الساعة 12:10، ظهر الخميس 5 سبتمبر/أيلول 2024، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في عمارة عجور بالقرب من مفترق العباس بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين من السكان من عائلة الدحدوح، وإصابة الزميل إيهاب وزوجته وطفلتيهما بجروح متوسطة.

وقد أفاد زميلنا إيهاب فيصل، 33 عامًا، لمحامي المركز:

بينما كنت متواجدًا في غرفة نومي في شقتي في الطابق الرابع في عمارة عجور في مفترق العباس في مدينة غزة، وبجانبي طفلتي ريم، 6 أعوام، ونجمة، 3 أعوام وزوجتي حنين جمال الدحدوح، 29 عاما، فجأة سمعت صوت انفجار قوي، وتطايرت علينا الحجارة وركام الشقة من كل مكان، عدا عن الدخان والغبار اللذان انتشرا في المكان من جميع الجهات. لم أعلم ماذا يحدث داخل الشقة، لتسقط علينا خزانة الغرفة والجدار الذي خلفها ونحن متمددين على سرير الغرفة. في تلك اللحظات شعرت بشيء غريب في جسدي وكأني بدأت أفقد الوعي. ولم أستطيع فتح عيني من كثرة الرماد والغبار، إلاّ أنني تحملت ذلك من أجل محاولة إنقاذ طفلتيّ وزوجتي حيث وجدنا أنفسنا على أرضية الغرفة وقد تحطم السرير، وتفقدت زوجتي وطفلتي ريم ونجمة وتبين لي أنهم فقدوا وعيهم تماما. بعد دقائق معدودة دخل الجيران وسكان البناية للشقة، وأنقذونا وأخرجونا من تحت ركام الغرفة. في البداية تم انقاذ طفلتي ريم ونجمة وزوجتي حنين والنزول بهم الى أسفل البناية، حيث نقلوا إلى قسم الطوارئ الجديد في مستشفى الشفاء، ومن ثم تم النزول بي من الشقة. لم أفقد وعيي تماما، لكني كنت غير قادر على الحركة نتيجة الرضوض التي تعرض لها جسمي من الركام والحجارة. وتم العثور على جثتي شقيقي زوجتي اللذان كانا يقيمان معنا، حيث عثر على جثمان خليل الدحدوح، 20 عامًا، في الأرض المجاورة لبناية البحطيطي الملاصقة لعمارة عجور، حيث طارت جثته من قوة الانفجار، بينما تم انتشال جثمان شقيقه بشار، 17 عامًا، من داخل الشقة عبارة عن أشلاء مقطعة ومحترقة بالكامل.

وإذ نتمنى السلامة التامة للزميل إيهاب وزوجته وطفلتيه، ونترحم على الشهداء، فإننا نشير إلى أنه سبق أن فقد شقيقه: نور الدين، 23 عامًا، وكمال، 34 عاما، في قصف استهدف قاعة تأوي نازحين، في مخيم النصيرات في 30/10/2023. ونشير أيضاً إلى أنه سبق أن استشهدت زميلتانا المحامية نور أبو النور، والمحامية دانا ياغي، مع العشرات من عائلتيهما، جراء قصف إسرائيلي دون سابق إنذار على مبانٍ سكنية، في حين استشهد العشرات من ذوي موظفينا، الذين فقد غالبيتهم منازلهم أيضًا جراء سياسة التدمير الإسرائيلي الواسعة التي طالت نحو 70 % من مباني قطاع غزة.

وتدلل هذه الجرائم من جديد، أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة، وأن قوات الاحتلال تواصل استهداف ما تبقى من منازل لجأ إليها السكان والنازحون، وتدميرها على رؤوس من فيها.

ويجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي، خصوصاً الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامي لحقوق الإنسان، باتخاذ تدابير فورية لوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة وملاحقة مقترفي هذه الجريمة، وكذلك تقديم الحماية للمدنيين الفلسطينيين.

كما يحذر المركز شركاء إسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية، سواء بدعمهم العسكري والسياسي غير المحدود لدولة الاحتلال أو بصمتهم، وتطالبهم بالوفاء بالتزاماتهم القانونية قبل فوات الأوان، وتطالبهم باتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين ووقف عمليات القتل الجماعي ومنع استكمال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في شهرها الحادي عشر.