مارس 30, 2003
إخـراس الصحافـة: تقرير خاص عن الاعتداءات الإسرائيلية على الصحافيين 1/10/2002 – 31/3/2003
مشاركة
إخـراس الصحافـة: تقرير خاص عن الاعتداءات الإسرائيلية على الصحافيين 1/10/2002 – 31/3/2003

“لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها للآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود”.

(المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948)

“لكل فرد الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها للآخرين دونما اعتبار للحدود سواء على شكل مكتوب أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى”.

(المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966)

“يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مدنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة أشخاصاً مدنيين…..يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا البروتوكول شريطة ألا يقوموا بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين.”

(المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب للعام 1949)

مقدمـــة

 ما تزال الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية تشكل عنصراً بارزاً في سياق جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تواصل قوات الاحتلال اقترافها بحق المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.  ورغم أنهم يتمتعون بحصانة خاصة في القانون الدولي الإنساني، ما يزال الصحفيون هدفاً لرصاص وإجراءات قوات الاحتلال التعسفية وعرضة لأساليب القمع والتنكيل والمعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.  ولا يمكن تفسير هذه الاعتداءات إلا ضمن إجراءات قوات الاحتلال للتغطية على جرائمها ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ولفرض العزلة الإعلامية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 وأمام التصعيد المستمر في هذه الانتهاكات، استحدث المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان سلسلة تقارير خاصة بعنوان “إخراس الصحافة،” تسلط الضوء على اعتداءات وجرائم قوات الاحتلال ضد الطواقم الصحفية، والعاملين في وكالات الأنباء المحلية والعالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.  كما تسعى هذه التقارير إلى لفت أنظار العالم إلى ما يدور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعكس الاعتداءات على الصحفيين جانباً مما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم ضد المدنيين.

 وسبق أن صدر من هذه السلسلة ثمانية تقارير تغطي فترة عامين، أي الفترة الممتدة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 29/9/2000 وحتى 30/9/2002.  وخلال هذه الفترة رصد المركز 344 حالة انتهاك اقترفتها قوات الاحتلال ضد الصحفيين.

 أما هذا التقرير، هو التاسع من نوعه، فيغطي الفترة الممتدة من 1/10/2002 وحتى 31/3/2003.  وقد شهدت هذه الفترة استمراراً للاعتداءات التي تقترفها قوات الاحتلال ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.  ووصل عدد الاعتداءات التي تمكن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من توثيقها ومتابعتها خلال الفترة المذكورة 46 اعتداء.  وبالتالي، بلغ مجمل اعتداءات قوات الاحتلال ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام المحلية والعالمية منذ انطلاق الانتفاضة الفلسطينية بتاريخ 29/9/2000 وحتى 31/3/2003، وفقاً لما وثقه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، 390  اعتداء.

 وتتراوح حالات الاعتداء التي يوثقها هذا التقرير ما بين إصابة صحفيين برصاص قوات الاحتلال، أو تعرضهم للاحتجاز والضرب والإهانة، أو لمصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية للتكتيم على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.    ويوضح التقرير أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الصحفيين مما أدى إلى إصابة ثمانية منهم بجراح.  وفي أربع حالات أخرى نجا الصحفيون من الرصاص الذي أطلق باتجاههم من قبل تلك القوات.  علماً بأن الصحفيين كانوا يضعون علامات واضحة ومميزة تبين أنهم صحفيين في جميع الحالات.  كما شهدت الفترة قيد البحث 15 حالة تعرض فيها الصحفيون للاعتقال والاحتجاز؛ 7 حالات تعرض خلالها صحفيين للضرب والإهانة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ 3 حالات تعرضت فيها محطات إذاعية وتلفزيونية ومقرات صحفية للمداهمة والعبث في محتوياتها والإغلاق؛ 4 حالات تمت فيها مصادرة بطاقات صحفية أو أجهزة ومعدات ومواد صحفية؛ حالتا مداهمة منازل صحفيين وتفتيشها؛ و3 حالات منع خلالها صحفيون من ممارسة عملهم.

 جدير ذكره أن العام المنصرم 2002، كان قد شهد تصعيداً خطيراً في اعتداءات وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين والأجانب على حد سواء.  تزامن ذلك مع أعنف عمليات الاجتياح التي تنفذها قوات الاحتلال المعززة بالدبابات والآليات العسكرية في عمق الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.  وفي الضفة الغربية على نحو خاص، اجتاحت قوات الاحتلال جميع المدن الفلسطينية باستثناء مدينة أريحا وأعادت فرض سيطرتها المباشرة عليها.  ونفذت قوات الاحتلال المزيد من جرائم الحرب خصوصاً خلال العملية العسكرية التي أطلقت عليها اسم “السور الواقي،” والتي بدأت في 28/3/2002.

 وفي هذا الإطار قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحفيين، خلال العام 2002، وهم: الصحفي الإيطالي رفايلي تشرييلو “Raffaele Ciriello ويعمل مصوراً فوتوغرافياً مستقلاً بتاريخ 11/3/2002؛ الصحفي عماد صبحي أبو زهرة ويعمل مديراً لمكتب النخيل للصحافة والإعلام في مدينة جنين بتاريخ 12/7/2002؛ والصحفي عصام مثقال حمزة التلاوي ويعمل مذيعاً في إذاعة صوت فلسطين بتاريخ 22/9/2002.  كما أصيب 34 صحفياً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2002.