حنين زكي عبد فروانة، 33 عامًا، متزوجة، وأم لخمسة أطفال، سكان خانيونس.
أعطيت هذه الإفادة لطاقم المركز في 28/12/2023
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7/10/2023، ونحن نعيش أجواء رعب نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف جدًا، وكان أطفالي، وأكبرهم طفلة عمرها 11 عاما، يصرخون مع سماع الانفجارات. وعانينا من انقطاع الكهرباء المتواصل، وصعوبة الحصول على الماء، وكنا نحاول أن نتعايش مع كل ذلك الألم والمعاناة.
في 15/11/2023، وبسبب القصف المتكرر في محيطنا، اضطررت للنزوح من منزلي إلى منزل أهلي، غرب القرارة، على اعتقاد أنها أكثر أمناً. وفي 23/11/2023، ألقت طائرات الاحتلال منشورات علينا لإخلاء المنطقة، فاضطررت للنزوح مجددا مع أطفالي إلى منزل شقيقتي وسط خانيونس، ولكن حدث لاحقا قصف من طائرات الاحتلال لمنزل مجاور فاضطررنا للنزوح مجددًا بعد أن فقدنا الكثير من أغراضنا.
توجهت هذه المرة إلى منزل شقيقة زوجي في مخيم خانيونس وأمضينا هناك عدة أيام حتى وصل القصف وأوامر التهجير إلى المنطقة المجاورة، فنزحت أنا وأطفالي إلى منطقة قيزان النجار في خانيونس حيث يوجد منزل لعمي وأسرة والدي نزحت إليه. أمضينا هناك حوالي أسبوع بعدها ألقت طائرات الاحتلال منشورات تطالب بإخلاء المنطقة علمًا أن كل المناطق التي كنا ننزح إليها لا يتوقف سماعنا للقصف وتدمير المنازل واستشهاد المواطنين.
كنا دوما نشعر بالرعب وأجد صعوبة في تهدئة أطفال، ونحاول أن نتعايش حتى مع الجوع ونقص الاحتياجات الشديد. هذه المرة نزحنا إلى منطقة المواصي غرب خانيونس، حيث انتقل عدد كبير من أسرة زوجي في حوش وخيام في منطقة قريبة من البحر، وكانت الأجواء باردة جدًا، وفي كل المحطات هذه كنا نعتمد على النار في الطبخ والخبز.
وفي 26/12/2023، وبينما كنا في خيام نزوحنا أطلقت دبابات الاحتلال المتمركزة في منطقة القرارة والسطر الغربي عشرات القذائف في محيط المكان الذي نتواجد به ويتواجد به مئات النازحين. كانت لحظات رعب وتطايرت الشظايا في المكان الذي نجلس فيه، ونجونا بلطف الله.
شعرنا بالخوف من تكرار القصف فنزحت مجددا أنا وزوجي وأطفالي وشقيقة زوجي إلى مستشفى ناصر في خانيونس بالتزامن مع أوامر نزوح جديدة استهدفت المنطقة المجاورة للمستشفى، لكن قررنا الذهاب للمستشفى مهما حدث؛ إذ لا يوجد مكان بديل نذهب إليه، وفي كل قطاع غزة لا يوجد مكان آمن، فالاحتلال يطلب منا ومن السكان أن نذهب لمنطقة ثم يكرر قصفه فيها ضد المنازل والشوارع وحتى مدارس الإيواء، ثم يصدر أوامر تهجير جديدة لإخلائها لزيادة معاناتنا. القصف والمنشورات التي تحمل أوامر تهجير تلاحقنا من مكان لآخر، لقد تشتتنا وعانينا بما فيه الكفاية، أصبحنا أجسادا بلا أرواح من كثرة انتقالنا من مكان إلى آخر، ومع الأحزان التي ملأت قلوبنا بعدما فقدنا الكثير من أحبتنا شهداء فيما يعاني آخرون من إصابات ولنا أقارب لا نعرف مصيرهم بقوا في المناطق التي توغلت فيها قوات الاحتلال في القرارة والسطر الغربي، وفوق ذلك لا نعرف ماذا حدث في بيتنا هل بقي أم تعرض للتدمير، مطلبنا وقف النار لنعيش بكرامة. أطفالي يصرخون مع سماع كل ضربة قذيفة أو صاروخ. نتمنى من الجميع أن يعملوا على وقف هذه الحرب المجنونة لنعود إلى حياتنا حتى لو كانت الظروف صعبة وقاسية.
نسخة تجريبية