جوري زاهر صبيح، ١٦ عاما، سكان جباليا شمال غزة
تلقى طاقم المركز هذه الإفادة في 28/12/2024
كنت أسكن في منزلي الذي يقع في شمال بيت لاهيا، كان يأوي ١٢ شخصاً، هم والديّ وإخوتي وأخواتي، انتقلنا له حديثاً بعد عناء التنقل بين بيوت الإيجار.
منذ اندلاع الحرب بتاريخ ٧/١٠/٢٠٢٣، قررنا الخروج من المنزل بسبب قربه من المنطقة الحدودية، وتوجهنا لمنزل جدي الذي يقع بحي تل الهوا بمدينة غزة، وهناك حيث بيتنا تم قصف المنطقة بشكل عنيف جدا من طائرات الاحتلال، وما لبث إلا وقد سُوّيَ بالأرض كما علمنا.
بتاريخ ١٣/١٠/٢٠٢٣، تلقينا في تمام الساعة الثانية فجرا اتصالات من جيش الاحتلال (تسجيل صوتي) تطالبنا بإخلاء مدينة غزة وشمالها والتوجه إلى جنوب وادي غزة. ومن هنا تبدأ المعاناة اليومية بل المعاناة الساعية لنا. قمنا بالنزوح والتوجه الى مركز الوكالة الرئيسي في خانيونس (الصناعة )، فلم نستطع الحصول على ادنى مقومات الحياة في هذا المكان من مأوى ومأكل ومشرب وملبس. كنت أنا وأخواتي البنات ننتظر حلول المساء والليل للتوجه إلى الحمام العام الذي يفتقر إلى المياه والخصوصية.
بعد هذه المعاناة التي لا يمكن تحملها، اتخذنا قراراً بالنزوح لمحافظة رفح، حيث منزل مكون من طبقات الاسبستوس أجرته مرتفعة. أصبحت أنتظر ساعات على طابور المخبز حتى أحصل على بعض الخبز. وبالفعل بدأت اعتاد على تعب ومشقة هذه الحياة البدائية والمعاناة الكبيرة التي لا زالت ملاصقة لنا طيلة أـيام هذه الحرب الضروس.
وكانت الفاجعة الكبرى بتاريخ ٤/١٢/٢٠٢٣ مجيء خبر استشهاد عمتي وأبنائها و٤٠ شخصاً من عائلة صافي في قصف محافظة الوسطى تحديدا دير البلح. كُتِبَ لاثنتين من بنات عمتي الحياة والسلامة بعد إنقاذهم من تحت أنقاض المكان المستهدف، وهما الآن تقطنان عندنا في منزلنا الذي ننزح فيه برفح، ولا تزالان حتى يومنا هذا تعيشان مأساة الحدث الذي تعرضتا له، فبكاؤهما الهستيري لا يتوقف وصدمتهما النفسية شديدة جدا لفقدانهما جميع أفراد أسرتهما.
نعاني هنا أشد المعاناة نتيجة للمياه الملوثة والطعام غير الصحي والضئيل جدا. وفي الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما نأكله بسبب عدم وجود مصدر دخل، حيث إن والدي كان يعمل عمل خاص به، انعدم هذا العمل ومصدر الدخل منذ أول يوم في الحرب ولا يوجد مياه للنظافة أو صالحة للشرب.
نأمل ان يتم التحرك دوليا وتطبيق قواعد القانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف لحماية المدنيين ووقف آلة الموت هذه التي تعمل على الابادة الجماعية والتهجير وقتل الاطفال والنساء.
نسخة تجريبية