منذ بداية هجومها العسكري على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 استخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح للحرب، وأدى ذلك إلى حصول مجاعة حقيقة في بعض مناطق القطاع، وإلى وفاة العديد جوعًا، من بينهم أطفال. يسلط هذا التقرير الضوء على جريمة الإبادة الجماعية واستخدام التجويع كسلاح حرب، من خلال عرض بعض من الشهادات التي قدمها فلسطينيون وفلسطينيات لمؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية الثلاث، مركز الميزان، ومؤسسة الحق والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي في معرض تحضيرها لهجومها البري على قطاع غزة إلى عزل منطقة شمال قطاع غزة عن الجنوب من خلال قصف الطرق والجسور وإنشاء حواجز عسكرية على الطريق الساحلي وطريق صلاح الدين، وأًصبح الأمر يتطلب الحصول على الموافقة الإسرائيلية للسماح للشاحنات بالوصول إلى منطقة شمال قطاع غزة الذي يتواجد فيه نحو (300,00) [1] فرد.
وشكل تشديد حصار وإغلاق قطاع غزة ومنع الحركة والتنقل بما في ذلك منع وعرقلة عمليات الإغاثة وتزويد السكان بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية والمقويات اللازمة للأطفال خاصة الحليب المخصص للرضاعة، وقطع التيار الكهربائي وحظر دخول المحروقات والسولار بكميات كافية لتشغيل المنشآت والخدمات الأساسية، أسلوبا جوهريا لإبادة السكان ودفعهم للهجرة القسرية من قطاع غزة وخاصة من مدينة غزة وشمالها.
وتكشف أعداد شاحنات المساعدات الإغاثية التي تدخل إلى قطاع غزة مدى صعوبة الإجراءات التقييدية التي تفرضها سلطات الاحتلال على قطاع غزة منذ بداية الهجوم العسكري، حيث قدرت المؤسسات الدولية معدل الشاحنات اليومي الذي دخل القطاع في شهر فبراير/ شباط 2024، بنحو (97) شاحنة، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى، والذي قدِّر بنحو 500 شاحنة في اليوم قبل العدوان. الأمر الذي حال دون تلبية حاجة أكثر من مليوني فلسطيني/ة في قطاع غزة الذين باتوا يواجهون تهديد حقيقي على بقائهم.
تسبب منع مرور المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية إلى شمال قطاع غزة في انتشار الجوع على نطاق واسع، حيث حرم الآلاف من الحصول على الغذاء والماء الذي يبقيهم على قيد الحياة، وتسببت المجاعة في تدهور صحة الأطفال والحوامل والمرضى المزمنين وكبار السن بشكل أكبر من غيرهم. وبحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، يوم الثلاثاء، 12 مارس/آذار 2024، ارتفع عدد الوفيات بسبب سوء التغذية والجفاف في شمال القطاع إلى (27) شخص، الأمر الذي دفع بعض السكان إلى المغامرة والهروب إلى جنوب القطاع في ظروف قاهرة بحثاً عن الطعام والشراب.
وبرز خلال الأسابيع الأخيرة، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار المتعمد تجاه آلاف السكان الجائعين الذين دفعهم الجوع ونفاد كل المواد الغذائية في محافظة غزة وشمال غزة، إلى التوجه إلى أماكن قريبة من الحاجزين الإسرائيليين على شارع صلاح الدين وشارع الرشيد جنوب غزة، حيث تصل أحيانا شاحنات تحمل بعض المساعدات وتتوقف قرب الحاجز، ليجدوا أنفسهم عرضة للاستهداف، وهو ما أدى إلى وقوع مئات الشهداء والجرحى.
يتناول التقرير مجموعة من الإفادات التي صرح بها النازحون والنازحات الفارون من المجاعة لباحثي المؤسسات الثلاث.
لقراءة التقرير كاملاً اضغط هنا
[1] تقرير دولي: المجاعة وشيكة في شمال غزة وجميع السكان يواجهون أزمة جوع كارثية. 18 آذار/مارس 2024 https://news.un.org/ar/story/2024/03/1129331?fbclid=IwAR25_eoYzMFJP3C6Z0Q-eLc5n4YX653hpEFe58W6MEZ-g_ZghVRT9jgx6X0
نسخة تجريبية