ماهر إبراهيم صابر، 46 عاماً، متزوج وعدد أفراد أسرتي 7 أفراد منهم 2 أطفال، وأسكن في شقة بعمارة سكنية عند مفترق القرم، شمال غزة.
يوم السبت 7 أكتوبر 2023 بدأ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة من خلال القصف المستمر والأحزمة النارية بشكل كبير ومتواصل. ورغم ازدياد الهجمات والقصف المدفعي والصاروخي، إلا أننا بقينا في منزلنا. بتاريخ 24/10/2023، كنت متواجدا بجانب مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وبالتزامن من وجودي هنالك حدث قصف إسرائيلي، وأصبت إصابة بكتفي وصدري الأيمن وجرح بالرأس. قدمت لي الاسعافات الأولية في المستشفى، وبعدها تم تحويلي الي مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة حيث مكثت فيها 3أيام، وبعدها تم تحويلي الي مستشفى الأوروبي لتلقي العلاج وعمل عملية بالكتف الأيمن، وكان معي ابني يوسف يرافقني.
وفي تاريخ 28/10/2023، حاولت الرجوع الي شمال قطاع غزة، ولكن وفي طريقي وأنا عند مفترق نيتساريم حدث حزام ناري وأنا بمنتصف الطريق، وكان هنالك شهداء وجرحي بشكل كبير مما اضطررني للرجوع إلى مستشفى الأوروبي.
في اليوم التالي وأنا متجه مجددا إلى شمال القطاع بسيارة، ونحن بالطريق كانت أمامنا سيارتان. وفجأة ظهرت دبابة إسرائيلية على شارع صلاح الدين، جنوب مدينة غزة، وقصفت أول سيارة. توقفت السيارة الثانية وكانت للصحافة، وأنا كنت بالسيارة الثالثة، حيث قاموا بتحذيرنا وأبلغونا بالرجوع وقام السائق بالرجوع بنا إلى مستشفى الأوروبي. وبقيت أنا وابني يوسف في منطقة الأوروبي، فرجعت وأقمت خيمة في المستشفى الأوروبي. ومع فصل غزة والشمال عن الجنوب، بقيت أنا وابني يوسف في هذه المنطقة، وبقيت زوجتي و4 من أبنائي معها في محافظة الشمال يمكثون في مدرسة للإيواء في معسكر جباليا.
بعد أسبوعين أبلغت بإصابة ابني عمر، 20عاما، وهو بمدرسة الإيواء ونقله إلى مستشفى كمال عدوان ولم أكن معه، ولا يوجد لدي مقدرة لإحضارهم معي إلى جنوب القطاع. وبعدها فقدت الاتصال بعائلتي منذ شهرين بالكامل وعدم وجود اتصال او شبكة او انترنت عندهم، الأمر الذي يفاقم من حالتي الصحية والمرضية. هذا كله بجانب البرد الشديد وعدم توفر الغطاء والفراش اللازم، والوضع المالي الصعب بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار وعدم المقدرة على توفير الغذاء والماء، وعدم القدرة على توفير الملبس، أو توفير الدواء بشكل كامل. كل ذلك يفاقم الحالة الصحية والنفسية في ظل تشتت أسرتي وتجزئها وخوفي على باقي أبنائي.
لكل ذلك نأمل أن تنتهي هذه الحرب وأن نرجع لعائلاتنا وابنائنا وأن يلتم شملنا، ويكفي ما عايشناه من ذل وقهر وجوع وخوف بشكل كبير.