حلم صغير: أريد أن أكتب بيدي مجددًا

يوليو 12, 2025

تاريخ الإفادة: 10/7/2025

راما محمد محمد صيام، 14 عاماً، سكان دوار الكويت، شارع صلاح الدين

منذ بداية الحرب، هجرتُ منزلي في دوار الكويت بسبب القصف العنيف وسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة. نزحتُ مع عائلتي إلى منزل جدي (والد أمي) في حي الزيتون، على أمل أن نجد هناك بعض الأمان وسط هذا الجحيم.

في 13 ديسمبر 2023، كنا نجلس في بيت جدي، والأجواء مشحونة بالخوف والرعب بسبب القذائف التي كانت تتساقط حولنا في كل الاتجاهات. وفي وقت أذان المغرب، كنت جالسة مع أهلي، وأولاد خالي بجانبي، حين سمعنا دوي انفجار مفاجئ. قذيفة أصابت المنزل على بعد ثلاثة أمتار فقط منا، لتحول حياتي في لحظة إلى كابوس.

يدي اليمنى، التي كانت ترتجف من الخوف، تعرضت لإصابة بالغة تحت الكوع، حيث تم بترها فورًا من دون أن أستطيع حتى استيعاب الموقف. يدي كانت تتدلى، والجلد ممسك بالعظم المقطوع. وظهري مصاب بالشظايا ويتدفق منه دم. لم أفقد الوعي، ولكن الصدمة كانت أكبر من أن أستوعبها. لا يمكنني وصف شعور الفزع الذي أصبت به عندما رأيت يدي تتدلى على ذلك النحو.

وصل خالي فايز في تلك اللحظة، ولف يدي بالشاش، ثم حملني على عربة دفعها هو وأبناؤه. وصلنا إلى مستشفى المعمداني بعد صلاة العشاء، وهناك دخلت العملية مباشرة. بتروا يدي اليمنى من تحت الكوع، وأثناء العملية أخذت العديد من وحدات الدم، ولكن بعد العملية، كنت في حالة من الصدمة العميقة. لم أتصور أبدًا أنني سأفقد جزءًا من جسدي. خرجت من المستشفى في اليوم التالي، حيث كان المكان مكتظًا بالمرضى، ولم أتمكن من البقاء هناك.

اليوم، انا أعاني من الشعور الغريب والمزعج للكهرباء التي تعصف باليد المبتورة، أجد صعوبة في التكيف مع حالتي. أمي لا تتركني لحظة، تساعدني في كل شيء وتولي اهتمامًا كبيرًا بي، ولكن الألم النفسي الذي أعاني منه أكبر من أن يحتمله قلب بشري. قمت بعمل تحويلة طبية لعلاج الأطراف الصناعية والتركيب في الخارج، وأنا الآن في مرحلة التأهيل لتجهيز طرف صناعي يساعدني في إعادة بعض من حياتي الطبيعية.

لكن، لا يمكنني إخفاء مشاعري؛ فأنا أشعر بالضيق والاكتئاب الشديد. فقدت يدي، وفقدت جزءًا من حريتي. لا أستطيع اللعب مع أصدقائي، ولا أستطيع الكتابة كما كنت. حلمي في إكمال تعليمي أصبح الآن بعيدًا، وأشعر أن الطريق أمامي مسدود. دموعي لا تفارقني، وكل يوم أتمنى أن يتم تركيب طرف صناعي لي، ولكن لا أحد قدم لي الدعم النفسي الذي أحتاجه في هذا الوقت العصيب.

الظروف قاسية، ولكنني أتمسك بالأمل في أن أستطيع استعادة جزء من حياتي من خلال الطرف الصناعي.