تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الوسع في قطاع غزة، بما في ذلك قصف مراكز الإيواء والمنازل وخيام النزوح، وارتكاب جرائم قتل جماعية فيها، مع الاستمرار في التدمير الممنهج بما تبقى من مباني وبنى تحتية لخلق واقع يستحيل معه العيش، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهرين العشرين على التوالي.
وتترافق هذه الجرائم مع استمرار الاحتلال في فرض قيود على دخول المساعدات الإنسانية، ولا سيما الغذاء والدواء والوقود، واستخدام التجويع كسلاح حرب جماعي، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع السكان المدنيين واستئصال وجودهم.
وضمن أحدث ما تمكنت طواقمنا من رصده، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 01:00 من اليوم الاثنين 26 مايو 2025، بثلاث طائرات مسيرة مفخخة، مدرسة فهمي الجرجاوي في منطقة الصحابة بحي الدرج شرق مدينة غزة، التي تؤوي نازحين، ما أدى إلى اشتعال النيران في الفصول المستهدفة. أسفر ذلك عن مقتل 31 مواطنًا بينهم 18 طفلاً و6 نساء، تفحمت أجساد غالبيتهم، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح وحروق.
وفجر اليوم، نفسه، هاجمت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة عبد ربه في جباليا شمال غزة، ما أدى مقتل 19 مواطنًا، بينهم عدد من النساء والأطفال.
كما هاجمت طائرات الاحتلال في وقت مبكر صباح اليوم نفسه، منزلاً لعائلة شراب جنوب شرقي خانيونس، ما أدى إلى مقتل زوجين من عائلة شراب و4 من أبنائهما وصهرهما من عائلة الأغا.
وهاجمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 03:00 من يوم الأحد 25 مايو 2025، منزلاً لعائلة شحادة في جباليا دوار النزلة شمال غزة، ما أدى إلى مقتل أم وطفليها، وإصابة آخرين. والقتلى هم: آلاء بكر أحمد شحادة، 33 عاما، ووطفليها أمير وفارس محمد جمال شحادة، 5 و4 أعوام.
وهاجمت طائرة مسيرة لقوات الاحتلال، عند حوالي الساعة 10:30 من يوم الأحد 25 مايو 2025، خيمة لنازحين من رفح عائلة شلبي، غرب دير البلح في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل 6 منهم، بينهم مواطن وأبنائه الأربعة، وإصابة آخرين بجروح.
وهاجمت طائرة مسيرة لقوات الاحتلال عند حوالي الساعة 11:35 من اليوم نفسه، منزلًا لعائلة أبو نار، جنوب مخيم النصيرات، في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل المواطن أشرف حسن أبو نار مدير إدارة العمليات المركزية في المديرية العامة للدفاع المدني وزوجته سعاد أحمد أبو نار.
وقصفت طائرة مسيرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 01:30 من فجر يوم السبت الموافق 24 مايو 2025، خيمة لعائلة أبو أمونة قرب محطة العطار، في مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل المواطنة إسلام محمد موسى ماضي، 32 عاماً، وطفلة شقيق زوجها مسك محمود فريد ماضي، عامان وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة.
وهاجمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 14:05 مساء يوم الجمعة الموافق 23 مايو 2025، منزلا لعائلة النجار من 4 طوابق في قيزان النجار جنوب خان يونس، ما أدى إلى دمار المنزل، وانهياره على منزل مجاور واشتعال النيران فيه. أسفر ذلك عن مقتل 10 مواطنين، منهم 9 أطفال أشقاء، وأصيب والدهم حمدي يحيى النجار، وهو طبيب، بجروح خطيرة، وكذلك شقيقهم الناجي الوحيد الطفل آدم، وبقي اثنان من الأطفال التسعة تحت الأنقاض. واستقبلت والدة الأطفال وهي طبيبة أطفال في مستشفى ناصر، جثامين أطفالها المتفحمة في مشهد مؤثر.’
كما أفاد باحثونا، أن قوات الاحتلال تواصل عمليات نسف واسعة للمنازل، خاصة في شرقي خانيونس، وشرقي غزة، وشمال غزة، حيث تقوم بعملية تدمير شاملة للمباني ومحوها بالكامل من الوجود بواسطة روبوتات مفخخة، وزراعتها بالمتفجرات، وكذلك بقصفها من الجو، كل ذلك يجري دون أي أعمال قتالية، بما يؤكد أن الهدف هو التدمير في حد ذاته، ومحو الوجود الفلسطيني وجعل الحياة مستحيلة في المنطقة مستقبلا، ضمن سعي إسرائيل لإعدام سبل العيش في القطاع وإجبار سكانه على مغادرته قسرًا.
يجدد المركز مطالبته باتخاذ تدابير فورية وجادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم أمام العدالة الدولية. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.