المرجع: 122/2022
التاريخ: 30 سبتمبر 2022
التوقيت: 14:30 بتوقيت جرينتش
توفي طفل فلسطيني، مساء أمس الخميس، بعد توقف قلبه خلال مطاردته من جنود الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية. المركز يطالب بتحقيق جدي في ممارسات جنود الاحتلال التي أفضت إلى ترويع طفل لم يتجاوز السابعة من عمره وتسببت بوفاته. ويؤكد المركز أن ما حدث امتداد لعمليات الترويع والترهيب التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين خلال ملاحقتهم أو اعتقالهم في الشوارع أو داخل منازلهم.
في حوالي الساعة 1:20 مساء يوم الخميس الموافق 29\9\2022، أعلنت الطواقم الطبية في مستشفى بيت جالا الحكومي وفاة الطفل ريان ياسر علي سليمان، 7 أعوام، من بلدة تقوع، شرقي مدينة بيت لحم، عقب فشل جميع المحاولات لإنعاش قلبه.
وحسب تحقيقات المركز وما أفادت به عائلة الطفل وشهود العيان لباحثة المركز، فإن 4 جنود من قوات الاحتلال مدججين بالأسلحة طاردوا مجموعة من الطلبة الفلسطينيين، معظمهم لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام، عقب خروجهم من مدرسة الخنساء الأساسية، بحجة رشقهم الحجارة تجاه الشارع الالتفافي 3156 المحاذي لمحيط مجمع المدارس في حي خربة الدير في بلدة تقوع، في بيت لحم. وفور وصول الأطفال، بينهم الطفل ريان وأبناء عمومته وجيرانه، إلى منازلهم المتجاورة في الحي، لاحظهم ياسر سليمان، والد الطفل ريان، ومنع جنود الاحتلال الذين كانوا يطاردونهم من اقتحام المنازل. وخلال نقاش سليمان مع جنود الاحتلال الذين استمروا في التمركز في محيط المنازل لمدة نصف ساعة بحثًا عن الأطفال، دخل ريان إلى منزله بحالة من الخوف الشديد والهلع، وحاول الخروج من الباب الخلفي للمنزل، بالتزامن مع وجود أحد جنود الاحتلال بالقرب منه، وفي أثناء خروجه سقط ريان أرضًا ووجدته عائلته في مدخل المنزل، قبل أن ينقله والده بمركبته الخاصة إلى المستشفى، حيث أعلنت الطواقم الطبية أن الطفل ريان وصل متوفيًّا إلى المستشفى بعد توقف قلبه، وأن جميع المحاولات لإنعاشه باءت بالفشل.
وأفاد والد الطفل لباحثة المركز، أن جنود الاحتلال أوقفوا مركبته أثناء نقله طفله للمستشفى، وصوبوا البندقية باتجاه رأسه، وعرقلوا تحركه، بدعوى اختباء الأطفال داخل منزله، ما أعاق سرعة وصوله إلى مستشفى بيت جالا الحكومي. وأضاف والده أن الأطباء في المستشفى أبلغوه أن سبب الوفاة توقف قلب طفله نتيجة الخوف الشديد.
وقررت النيابة العامة والشرطة الفلسطينية تحويل جثمان الطفل ريان إلى التشريح للوقوف على أسباب الوفاة.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال في بيانٍ له أن عددًا من المشتبه فيهم ألقوا الحجارة على الطريق العام بالقرب من تقوع، على إثرها أجرى أفراد الجيش أعمال تفتيش بحثا عن المشتبه فيهم الذين لاذوا بالفرار الى القرية. وادعى جيش الاحتلال أنه لا توجد علاقة بين وفاة الطفل ريان وبين نشاطات الجيش في المنطقة.
وأفادت باحثة المركز أن طلبة المدارس في بلدة تقوع يعانون باستمرار من اعتداءات جنود الاحتلال الذين يطبقون إجراءات شبه يومية بحقهم سواءً لدى التحاقهم بمقاعدهم الدراسة صباحًا أو لدى مغادرتهم إلى منازلهم من تضييق عليهم ومطاردتهم. وتشمل هذه الاعتداءات إطلاق الأعيرة المختلفة وقنابل الغاز والصوت تجاه الطلبة وملاحقتهم واعتقال بعضهم.
يطالب المركز بفتح تحقيق جدي في ظروف وفاة الطفل ريان، بما في ذلك عمليات الترويع غير المبررة التي يمارسها جنود الاحتلال خلال ملاحقة الأطفال.
ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل بشكل جدي في الوضع الفلسطيني.
ويطالب المركز المجتمع الدولي بإجراءات فعالة لضمان حماية الأطفال وعموم المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة، ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.