نوفمبر 12, 2015
وحدات (المستعربين) في قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى الأهلي في الخليل  وتقتل مدنياً بدم بارد، وتعتقل أحد الجرحى
مشاركة
وحدات (المستعربين) في قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى الأهلي في الخليل  وتقتل مدنياً بدم بارد، وتعتقل أحد الجرحى

المرجع: 72/2015
التاريخ: 12 نوفمبر 2015
التوقيت: 14:00 بتوقيت جرينتش

مع استمرار سياسة الصمت الدولي على الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، اقترفت تلك القوات في ساعة مبكرة من فجر هذا اليوم، الخميس الموافق 12/11/2015، جريمة جديدة من جرائم القتل بدم بارد. نفّذت هذه الجريمة داخل مستشفى الأهلي في مدينة الخليل مجموعة من وحدات (المستعربين) التي اُشْتُهِرَتْ بتنفيذ عشرات حالات القتل خارج إطار القانون إبّان انتفاضة الأقصى. يؤكد المركز على أنّ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المذكورة يشكّل مخالفة صريحة للمادة الثامنة عشرة من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب، والتي نصّت على أنّه (لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات). كما يؤكد المركز على ان عدم محاسبة مقترفي تلك الجرائم من قبل المجتمع الدولي جعل من إسرائيل دولة فوق القانون.

واستناداً لتحقيقات المركز حول الجريمة، ففي حوالي الساعة 2:43 فجر هذا اليوم، اقتحمت مجموعة من وحدات (المستعربين) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي يتشبّه أفرادها بالمدنيين الفلسطينيين، مستشفى الأهلي في مدينة الخليل. تتكون المجموعة من (21) فرداً، كان اثنان منهم يرتديان ملابس نسائية، وكان شخص ثالث يجلس على كرسي متحرك، فيما كان آخرون يضعون ذقوناً مستعارة، ويلفّون الكوفية الفلسطينية حول أعناقهم. توقف ثلاثة منهم في ممر مدخل المستشفى، ومنعوا موظفي وطاقم التمريض من التحرك، فيما صعد الآخرون عبر درج المستشفى إلى قسم الجراحة في الطابق الثالث، واحتجزوا الطاقم التمريضي والطبي. وفي حوالي الساعة 2:45 فجراً، دهم خمسة منهم، من بينهم الشخصان اللذان كانا يرتديان ملابس نسائية إلى إحدى الغرف، وعلى الفور سُمِعَ صوت أربعة أعيرة نارية. وفي أعقاب ذلك، خرج أفراد المجموعة، وكانوا يقتادون المواطن عزام عزات شعبان شلالدة، 20 عاماً، من بلدة سعير، شرقي مدينة الخليل، على كرسي متحرك. وفور مغادرتهم دخل عدد من العاملين في القسم إلى الغرفة، فوجدوا المواطن عبد الله عزام شعبان شلالدة، 28 عاماً، مقتولا. وبعد إجراء المعاينة الأولى لجثمانه، تبيّن إصابته بثلاثة أعيرة نارية في الجهة اليسرى من الرأس، والصدر وساعد اليد اليمنى. وفي حوالي الساعة 4:52 فجراً، انسحبت المجموعة من المستشفى مقتادة معها المعتقل المذكور، وشوهد أفرادها يصعدون إلى سيارتي شحن صغيرتين تحملان لوحتي تسجيل فلسطينيتين، وكانتا مغطاتين.

يشار إلى أن المواطن عزام شلالدة أصيب بتاريخ 25/10/2015 بسبعة أعيرة نارية أطلقها أحد المستوطنين عليه، وادعت قوات الاحتلال آنذاك أنه حاول طعن أحد المستوطنين، بعد إلقاء الحجارة على سيارة المستوطن وتحطيم زجاجها.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة اقتحام مستشفى الأهلي في مدينة الخليل، وجريمة قتل المواطن عبد الله شلالدة التي تؤكد على استمرار قوات الاحتلال بالاستهتار بأرواح المدنيين الفلسطينيين، وكذلك اعتقال المواطن عزام شلالدة، وهو مصاب وقيد العلاج.

وبناءاً عليه، يدعو المركز مجدداً المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *