تاريخ الإفادة: 10/9/2025
إيناس سامي سالم أبو دراز، 30 عاما، سكان شرقي خانيونس، ونازحة حاليا في المواصي
أنا من سكان بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس وحاليا نازحين قرب محطة العطار في مواصي خانيونس، متزوجة ولدي 5 أطفال.
عند حوالي الساعة 13:30 مساء يوم الثلاثاء الموافق 2/9/2025، كنت أنا وزوجي محمد إبراهيم أبو دراز، وأطفالي الخمسة نتناول وجبة الغداء في خيمتنا الواقعة قرب محطة العطار في مواصي خانيونس. بعد تناولنا للغداء أخذت طفلتاي نورسين، 10 سنوات، وهبة، 7 سنوات، دلو ماء فارغ وخرجتا به إلى جوار خيمتنا، حيث يوجد بئر ماء نعبئ المياه منه للاستخدام المنزلي. وبعد دقيقة من خروجهما بالضبط سمعت صوت انفجار كبير وصوت الشظايا تتطاير في كل مكان وذلك في حوالي الساعة 13:40 بعد الظهر.
خرجت فورا إلى الشارع وشاهدت دخانا كثيفا يتصاعد من مكان تعبئة المياه، وعندما اقتربت من المكان شاهدت قرابة 8 أشخاص ملقيين على الأرض وغارقين بالدماء. حاولت التعرف عليهم فتعرفت على ابنتيّ نورسين وهبة، وكانتا بجوار بعضهما البعض على الأرض وغارقتان بالدماء، وبدأت أصرخ وأصابتني صدمة نفسية من المشهد وأنا أصرخ بصوت مرتقع والناس خافت تقترب من المكان خشية من قصفه مرة أخرى من الطائرات الإسرائيلية.
كان الوضع صعبا للغاية وكل من كانوا يعبوا مي هم أطفال وأغلبهم كان عبارة عن أشلاء وأنا بنتي الكبيرة نورسين كانت مصابة بشظية في العين وعينها غير موجودة أما هبة فكانت تنزف من ناحية القلب، حيث أصيبت بشظية في قلبها. وأنا بناتي أطفال ما لهم ذنب بكل هاد الحرب وعندما رأيتهم أخذتهم بحضني وكنت أصرخ بلا وعي حتى جاء أخي ثائر أبو دراز وأخذهما مني وخرج بهم على الشارع العام وانتظر وصول سيارات الإسعاف ونقلهما إلى مستشفى ناصر الحكومي.
سيارات الإسعاف وصلت المكان بعد القصف بنصف ساعة تقريبا وأنا غيرت ملابسي بسرعة ولحقتهم على مستشفى ناصر، ووصلت هناك في حوالي الساعة 2:30 مساء. وطبعا انا كنت عارفة أنهما شهيدتان وفارقتا الحياة منذ أن حملتهما في مكان الحادث وبعدها قمت بوداع طفلتيّ وكذلك الأقرباء والجيران، ومن ثم أدت العائلة الصلاة عليهما قبل دفنهما في مقبرة النمساوي بالقرب من مستشفى ناصر.
تبين لي لاحقا أن طائرة مسيرة إسرائيلية ألقت قنبلة أو صاروخ تجاه مجموعة من الأطفال المتجمعين حول الصنابير لتعبئة مياه الاستخدام المنزلي (المالحة)، وهيك بكون أنا فقدت طفلتيّ في أقل من دقيقة بلمح البصر. هذه جريمة بحق أطفال أبرياء لا ذنب لهم. هذه الجريمة لم تقتصر على طفلتيّ، بل راح ضحيتها 13 شخصا أبرياء منهم 8 أطفال، غير المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفى.
نحن كعائلة عانينا كتير لأننا سكان عبسان الكبيرة (في المناطق الشرقية لخانيونس) ونزحنا منذ الأيام الأولى للحرب ولنا تقريبا عامين نتنقل من خيمة إلى خيمة في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية وبيتنا قد هدم في الأيام الأولى للحرب والحمد لله على كل حال.