المرجع: 115/2022
التاريخ: 7 سبتمبر 2022
التوقيت: 08:48 بتوقيت جرينتش
قتل مواطن فلسطيني، صباح اليوم، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس، في الضفة الغربية. تدلل هذه الجريمة الجديدة، وهي الثالثة خلال هذا الأسبوع، على تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار، والاستخدام المفرط للقوة المسلحة تجاه الفلسطينيين، رغم عدم وجود خطر أو تهديد جدي على تلك القوات.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 5:30 صباح اليوم الأربعاء الموافق 7/9/2022، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الفارعة للاجئين، جنوب مدينة طوباس. تمركزت القوة على مدخل طوباس الشمالي (على الشارع الرئيسي طوباس -الفارعة)، واعتلى قناصتها أسطح عدد من المنازل في المنطقة، فيما حاصرت تلك القوات منزل عائلة المواطن: عدي حسن محمود تايه، 27 عاماً، قبل اقتحام بعض أفرادها المنزل وشروعهم في أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته. أثناء عملية التفتيش وبحدود الساعة 5:45 صباحاً أطلق أحد قناصة الاحتلال المتمركزين على أسطح المنازل المجاورة النار تجاه شاب في منطقة الجبل على بعد حوالي 300 متر من مكان تمركز الجنود، وأصابه إصابة مباشرة وسقط أرضاً. وفي أعقاب إصابته توجه إليه جنود الاحتلال وأحاطوا به، علمًا أن منطقة الجبل هي منطقة جبلية خالية من المنازل تقريبًا، وتبعد حوالي 300 متر عن الشارع الرئيسي. بعد حوالي 15 دقيقة، وصلت سيارة إسعاف للهلال الأحمر الفلسطيني للمنطقة بعد تلقيها بلاغاً من المواطنين بوجود إصابة. لم يسمح جنود الاحتلال الذين كانوا يحيطون بالمصاب بالتقدم نحوه. وبعد حوالي عشرين دقيقة أي بحدود 6:20 صباحًا، نادى أحد الجنود على ضابط الإسعاف الذي توجه وهو يحمل حمالة، إلى مكان الجنود، فوجد شابًّا ملقىً على وجهه والدماء تخرج من فمه وصدره، وطلب منه الجندي أن يفحصه، حيث تفقده وتبين له أنه أصيب بعيار ناري اخترق ظهره ونفذ من صدره. وأبلغ الجندي أن الشاب قتيل، عندها التقط الجندي صورة للقتيل بهاتفه النقال، ومن ثم سمح للمسعف بنقله بمساعدة مسعف آخر إلى سيارة الإسعاف التي نقلته بدورها إلى مستشفى طوباس التركي جثة هامدة.
تبين لاحقاً أن القتيل يدعى يونس غسان حسن محمود تايه،21عاماً، وهو ابن شقيق المواطن عدي حسن محمود تايه، 27 عاماً، الذي اعتقلته قوات الاحتلال بعد محاصرة منزل عائلته.
وأفاد باحث المركز، أنه لم يتضح سبب تواجد الشاب يونس في تلك المنطقة، فيما تدلل التحقيقات الميدانية أنه لم يكن يشكل أي خطر أو تهديد على حياة الجنود لحظة استهدافه، حيث لم يكن معه أو قربه أي أسلحة عند ما نقلته طواقم الإسعاف، ويوجد مسافة كبيرة بينه وبين مكان تمركز الجنود.
وفي أعقاب الإعلان عن مقتل يونس تايه، تجمع عدد من المواطنين ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة قوات الاحتلال، واندلعت مواجهات عنيفة. على الفور، أطلقت قوات الاحتلال أعيرة نارية، وأعيرة معدنية مغلفة بطبقة رقيقة من المطاط، وقنابل الصوت والغاز، تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن إصابة العديد منهم بحالات اختناق وعولجوا ميدانياً، وانسحبت تلك القوات قرابة الساعة 7:00 صباحاً.
ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 115 مواطنا، بينهم 84 مدنياً، منهم 24 طفلاً و8 نساء، ومواطنان قتلهما مستوطنون، والبقية ناشطون، منهم 15 قضوا في عمليات اغتيال، فضلا عن إصابة المئات منهم نساء وأطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل بشكل جدي في الوضع الفلسطيني. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.