يونيو 24, 2020
مقتل مواطن برصاص الاحتلال على حاجز الكونتينر شرق بيت لحم
مشاركة
مقتل مواطن برصاص الاحتلال على حاجز الكونتينر شرق بيت لحم

المرجع: 59/2020

التاريخ: 24 يونيو 2020

التوقيت: 09:00 بتوقيت جرينتش

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطناً فلسطينياً يوم أمس الثلاثاء الموافق 23\6\2020، بعدما أطلقت النار نحو مركبته التي اصطدمت بالجزيرة المقامة وسط حاجز “الكونتينر” العسكري، شرقي مدينة بيت لحم.  وخلافاً لادعاءات قوات الاحتلال بأن المواطن المذكور حاول تنفيذ عملية دهس، تفيد المعلومات التي توفرت لطاقم المركز بأنه كان متوجهاً لإحضار والدته للمشاركة في حفل زفاف شقيقته مساء اليوم نفسه، في بلدة أبو ديس.   ويشير المركز إلى أن قوات الاحتلال استخدمت قوة غير متناسبة، خاصة مع عدم وجود خطر حقيقي على حياة الجنود في ضوء التحصينات الخاصة بهم على الحاجز، وهو ما يندرج ضمن سياسة دأبت تلك القوات على تنفيذها ضد المدنيين الفلسطينيين، من خلال استهدافهم بالنيران بشكل مباشر وفوري.

ووفق تحقيقات المركز، وما أفاد به شهود العيان، ففي حوالي الساعة 3:53 مساء اليوم المذكور أعلاه، كان المواطن أحمد مصطفى موسى عريقات، 26 عاماً، سكان بلدة أبو ديس في القدس المحتلة، ينتظر دوره على حاجز “الكونتينر” العسكري، شرقي مدينة بيت لحم، للمرور بمركبته من نوع “هيونداي اكسنت” للوصول إلى مدينة بيت لحم، لكي ينقل والدته وشقيقاته اللواتي يتواجدن عند إحدى مصففات الشعر في المدينة، ويعود بهن الى بلدة أبوديس، شرقي مدينة القدس المحتلة، لحضور حفل زفاف شقيقته إيمان. وعند حوالي الساعة 7:00 مساء، انحرفت مركبته عند اقترابه من الحاجز العسكري للفحص، وارتطمت بالجزيرة المقابلة للغرفة الزجاجية، التي يتمركز بها جنود حرس الحدود الإسرائيلي. وعلى الفور، فتح الجنود النار باتجاه المركبة، مما أدى إلى إصابة الشاب عريقات، بعدة أعيرة نارية، في الجزء العلوي من جسده، ثم سحبوه من السيارة، وألقوه بجانبها، ومنعوا طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليه، وتقديم الإسعافات الأولية له، وتركوه ينزف حتى لفظ انفاسه الأخيرة على أرض الحاجز.

من الجدير بالذكر أن حاجز “الكونتينر” يفصل بلدات جنوب شرقي القدس الشرقية المحتلة عن شرقي مدينة بيت لحم.  وعقب الحادث، أغلقت قوات الاحتلال الحاجز، وأطلقت وابلاً من القنابل الغازية في محيطه، ومنعت مرور المركبات، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.

من جهتها بررت شرطة الاحتلال إعدامها للشاب احمد عريقات، بأنه نفذ عملية دهس، وادعت في بيان لها أن “مركبة فلسطينية وصلت إلى معبر الكيوسك، في السواحرة الشرقية، في منطقة بنيامين، بسرعة عالية، وحاول سائقها دهس شرطية من حرس الحدود، التي تعمل في المكان، ما أسفر عن اصابتها بجروح طفيفة.  وعلى إثر عملية الدهس، أطلق افراد شرطة الحدود العاملين في المكان النار على السائق وتحييده، وقامت لاحقاً الطواقم الطبية بإقرار وفاته”.

يذكر أن الشاب أحمد عريقات، عضو في المجلس المحلي الشبابي في بلدة أبوديس، وشخص ذو شعبية وسمعة طيبة بين أهالي بلدته، وكان حسب أقاربه، متلهفا لحضور حفل زفاف شقيقته، الذي كان من المقرر عقده في قاعة الرويال في البلدة، وكان يجهز نفسه لموعد حفل زفافه القريب، والذي كان قد تأجل بفعل جائحة كورونا.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة جريمة مقتل المواطن عريقات، ويرى فيها دليلاً جديداً على استهتار قوات الاحتلال بحياة المدنيين الفلسطينيين، وإطلاق النار بنية القتل تجاههم لمجرد الاشتباه بهم، ودون أن يكون هناك ما يهدد حياة الجنود بالخطر.

كما يدين المركز عدم تقديم تلك القوات الإسعاف ومنعها الطواقم الطبية الفلسطينية من الوصول إليه، وتركه ينزف حتى الموت، ما يشكل مخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني.

ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.