المرجع: 123/2022
التاريخ: 2 أكتوبر 2022
التوقيت: 11:25 بتوقيت جرينتش
قتل فتى فلسطيني، مساء أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة العيزرية شمال شرقي مدينة القدس الشرقية، في إطار الجرائم الناجمة عن الاستخدام المفرطة للقوة. تحقيقات المركز تؤكد أن القتل كان بقصد، وانه تم استهداف الفتى بشكل مباشر دون أي مبرر على الإطلاق. تدلل هذه الجريمة من جديد على تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار، والتي تأتي ضمن سلسلة من الأوامر من اعلى المستويات العسكرية، والتي تعني الإصابة بهدف القتل، رغم عدم وجود خطر أو تهديد جدي على تلك القوات.
ووفق تحقيقات المركز وإفادة شاهد عيان لباحثة المركز، ففي حوالي الساعة 2:00 مساء يوم أمس السبت الموافق 1/10/2022، احتشد العشرات من الشبان والفتية الفلسطينيين بالقرب من جدار الضم في منطقة رأس كبسة الواقعة بين بلدتي أبو ديس والعيزرية، جنوب شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، وشرعوا بتحطيم بوابة مثبتة في الجدار، وتمكنوا من اختراقه. إثر ذلك، اقتحمت عدة دوريات لقوات الاحتلال الإسرائيلي الشارع الرئيسي لبلدة العيزرية ومدخل بلدة أبوديس، وشرعت بإطلاق أعيرة نارية وأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط في المكان، وسط اندلاع مواجهات مع العشرات من الشبان والفتية الفلسطينيين. وعند حوالي الساعة 4:00 مساءً، وأثناء تمركز قوات الاحتلال بالقرب من مسجد المرابطين وسط بلدة العيزرية، أطلق أحد جنود الاحتلال النار تجاه الفتى فايز خالد دمدوم، 18 عاما، أثناء قيادته دراجته النارية لدى اقترابه من جيب عسكري لقوات الاحتلال في المكان، ما أدى إلى إصابة المواطن دمدوم بعيار ناري في عنقه، سقط إثره أرضًا غارقًا بدمائه، وبقي في مكانه لدقائق، قبل أن يشرع الجنود بفحص إصابته، ثم سمحوا لمركبة إسعاف بنقله الى عيادة جمعية المقاصد في بلدة أبو ديس، حيث أعلن عن وفاته متأثراً بجراحه بعد دقائق من وصوله إلى العيادة.
وادعت شرطة الاحتلال في تصريح صحفي أن “أعمال شغب وقعت في بلدة العيزرية وتم خلالها تحييد مهاجم”، كما ذكرت قناة كان الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول أمني إسرائيلي، أن فلسطينيًّا حاول إلقاء زجاجة حارقة على القوات الإسرائيلية في بلدة العيزرية، فأطلقت شرطة الحدود الإسرائيلية النار عليه.
وبخلاف ادعاءات الاحتلال، تظهر تحقيقات المركز، أن الشاب دمدوم لم يكن بحوزته حجارة أو زجاجة حارقة أثناء سقوطه من دراجته النارية، وأن منطقة وسط البلدة التي أصيب فيها لم تشهد مواجهات لحظة إطلاق النار عليه. كما وثقت الفيديوهات التي نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، سقوط الشاب بالقرب من دراجته النارية التي كان يقودها.
كما أن قيام جنود الاحتلال بفحص الشاب ومحاولة إسعافه، ومن ثم السماح لسيارة إسعاف فلسطينية بنقله يدلل على أنه غير متورط في أي هجوم على تلك القوات، حيث جرت العادة أن يحتجز الجنود الأشخاص المشتبه بتنفيذهم هجمات ضدها، وعدم السماح لطواقم الإسعاف الفلسطينية بالوصول إليهم.
”
ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 130 مواطنا، بينهم 89 مدنياً، منهم 27 طفلاً و8 نساء، ومواطنان قتلهما مستوطنون، والبقية ناشطون، منهم 15 قضوا في عمليات اغتيال، فضلا عن إصابة المئات منهم نساء وأطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل بشكل جدي في الوضع الفلسطيني. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.