سبتمبر 30, 2012
مقتل صياد وإصابة شقيقه أثناء مزاولتهما مهنة الصيد ، المركز يدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة
مشاركة
مقتل صياد وإصابة شقيقه أثناء مزاولتهما مهنة الصيد ، المركز يدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة

المرجع: 103/2012
التاريخ: 30 سبتمبر 2012
التوقيت: 12:50 بتوقيت جرينتش

قتلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي الصياد فهمي صالح فهمي أبو رياش، وأصابت شقيقه بجراح أثناء قيامهما بالصيد على بعد عدة أمتار من شاطئ مياه شمال غزة برفقة مجموعة أخرى من الصيادين كانوا يهمون بسحب شباك الصيد التي كانوا قد نصبوها في ساعات صباح يوم أول من أمس. يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، ويعرب عن قلقه العميق جراء تصاعدها في الآونة الأخيرة، والتي تنتهك حق صيادي القطاع في الحياة وممارسة الصيد بحرية في مياه القطاع.

ووفقاً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 9:30 من صباح يوم الجمعة الموافق 28/9/2012، اقتحمت قوة راجلة من جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي السياج الحدودي، الذي يفصل القطاع عن إسرائيل، من الناحية الشمالية الغربية، وتقدمت لمسافة تقدر بنحو 20 متراً في داخل حدود القطاع الساحلية شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وتمركزت تلك القوات خلف تلة صغيرة على الشاطئ مقابل مجموعة من الصيادين الفلسطينيين الذين كانوا يصطادون على بعد أمتار من الشاطئ، وشرعت بإطلاق النار باتجاههم. وقد تمكن الصيادون المتواجدون في المنطقة من الفرار باستثناء صيادين اثنين كانا على مسافة تقدر بنحو 15 متراً من الشريط الحدودي الذي يفصل القطاع عن إسرائيل، وعلى عمق 5 أمتار في داخل مياه الشاطئ. وأفاد صيادون كانوا في المنطقة أن الجنود بادروا بإطلاق النار مباشرة تجاه الصيادين الشقيقين، ما أدى إلى إصابتهما بعدة أعيرة. والصيادان هما: فهمي صالح فهمي أبو رياش، 22 عاماً، وأصيب بعدة إصابات في الفخذ والبطن، وشقيقه الصياد يوسف، 19 عاماً، وأصيب بشظية عيار ناري في اليد اليسرى. وقد تمكن الصيادون لاحقاً من إجلاء الصيادين الشقيقين المصابين، وحملاهما إلى سيارة إسعاف، تابعة لجهاز الدفاع المدني، كانت تقف على بعد نحو 350 متراً من منطقة الحادثة، ونقلتهم إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لتلقى العلاج.

ووفقاً لتقرير الحوادث القضائية، الصادر عن مستشفى الشهيد كمال عدوان، فقد وصل الصيادان المصابان إلى المستشفى عند الساعة 55: 10 صباحاً، وأن الصياد فهمي أبو رياش أصيب بعيارين ناريين، أحدهما في الإلية من الناحية اليسرى، واستقر في منطقة الحوض، ما أدى إلى إحداث نزيف حاد في المنطقة السفلى من البطن نتيجة لتقطع عدد من الأوردة و الشرايين، وأصاب العيار النار الآخر الفخد الأيسر ” مدخل ومخرج”. كما أصيب شقيقه الصياد يوسف، 19 عاماً، بشظية عيار ناري في اليد اليسرى. وفي حوالي الساعة 3:30 مساء نفس اليوم، أدخل الصياد فهمي لغرفة العمليات، وخضع لإجراء عملية جراحية استمرت ساعتين متواصلتين، ونقل بعدها إلى قسم العناية المكثفة في المستشفى، إلى أعلن عن وفاته في حوالي الساعة 10:30 مساءً. كما عولج شقيقه يوسف وغادر المستشفى بعد ظهر نفس اليوم.

وأفاد الصياد يوسف محمد أحمد زايد، 19 عاماً، من سكان بلدة بيت لاهيا، باحث المركز، بما يلي:

“في حوالي الساعة 5:00 صباحاً من يوم الجمعة، الموافق 28/9/2012، توجهت برفقة شقيقي هيثم، 22 عاماً، وأبناء خالتي فهمي، يوسف وأحمد صالح أبو رياش، للصيد قبالة شاطئ بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. وباشرنا الصيد على مسافة تقدر بنحو 70 متراً من السياج الحدودي الفاصل، حيث ألقينا شباك الصيد في تلك المنطقة نظراً لوجود أسماك البوري فيها. وبعد شروق الشمس اقتربنا من السياج الحدودي الفاصل لمسافة تقدر بنحو 15 مترا لتوافر الأسماك في تلك المنطقةً. وفي تمام الساعة 9:30 صباحاً، سمعت صوت إطلاق نار كثيف في المنطقة، فنظرت خلفي، فإذا بحوالي 9 من جنود الاحتلال يعتلون تلة رملية، تبعد حوالي 20 متراً من الشاطئ شرقا. وفوراً ركضت أنا وهيثم وابن خالتي أحمد، واختبأنا خلف تلة رملية، فيما ظل الصيادان فهمي وشقيقه يوسف عالقان في المكان داخل المياه بنحو 5 أمتار فقط. وكان الجنود يصرخون عليهما، وشاهدت ابن خالتي فهمي يحاول الهرب، وفجأة أطلق أحد الجنود النار تجاهه، ما أدى لإصابته بعيار ناري في الفخذ الأيسر. وحاول شقيقه يوسف، الذي كان بجواره، التوجه نحوه لمساعدته فأصيب هو الآخر بشظية عيار ناري في يده اليسرى. شاهدت فهمي وهو يحاول الوقوف مرة أخرى والركض، غير أن جندي أطلق النار تجاهه مرة أخرى، فأصيب بعيار ناري في الإلية. وفي هذه الأثناء توجه مجموعة من الصيادين المتواجدين في المكان نحو الصيادين المصابين، وقاموا بحملهما والتوجه بهما نحو سيارة الإسعاف التابعة للدفاع المدني، ومن هناك نقلا إلى مستشفى كمال عدوان لتلقى العلاج. وقد أعلنت المصادر الطبية في حوالي 10:30 مساءً وفاة الصياد فهمي صالح أبو رياش.”

جدير بالذكر أن القوات الإسرائيلية المحتلة شددت قيودها على عمل الصيادين في بحر غزة، بما في ذلك حرمانهم من حقهم في ركوب البحر وممارسة مهنة الصيد منذ العام 2000، إلى أن وصلت حرمانهم من الإبحار لأكثر من 3 أميال بحرية فقط، عوضاً عن مسافة 20 ميل بحري، وذلك منذ العام 2009، خلافاً لاتفاقية أوسلو الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. كما تمنع القوات البحرية المحتلة الصيادين الفلسطينيين من ركوب البحر وممارسة الصيد بحرية على مسافة ميل ونصف بحري من الحدود الشمالية لمياه لقطاع، ومسافة ميل بحري من الحدود الجنوبية لمياه القطاع، وذلك منذ توقيع اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، رغم أنها تقع ضمن نطاق الولاية القانونية للسلطة الفلسطينية لتزيد من تقليص المساحة المسموح للصيادين الصيد فيها.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين جريمة قتل الصياد فهمي أبو رياش وإصابة شقيقه، ويرى أن الجريمة الجديدة تمثل تصعيداً جديداً في مسلسل الانتهاكات الجسيمة لقوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي ضد الصيادين الفلسطينيين، ويرى المركز أنها تأتي في إطار تصعيد العقوبات الجماعية ضد السكان المدنيين، وأنها تندرج في سياق محاربة السكان المدنيين في وسائل عيشهم، والمحظورة بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ويرى المركز أن استهداف الصيادين المدنيين في تلك الحادثة، خاصة وأنهما كانا على مسافة قريبة، وكانا مميزان كصيادين مدنيين، ويمارسان حقهما في الصيد في مياه غزة الإقليمية، يمثل استخداماً مفرطاً للقوة، حيث كان بإمكان القوات المحتلة اتخاذ تدابير أخرى، كاعتقالهما مثلاً، حيث لم يشكلا أي نوع من الخطر على حياة هؤلاء الجنود.
ويدعو المركز سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي إلى:

  • الوقف الفوري لسياسة الاعتداء على الصيادين والمس بحقهم في الحياة والأمان والسلامة، والسماح لهم بالصيد بحرية في مياه القطاع دون قيود أو عوائق.
  • التحقيق في ملابسات الحادثة وظروف استهداف صيادين مدنيين على مسافة قريبة جداً، ونشر نتائج التحقيق، وملاحقة الجنود الذين أطلقوا النيران تجاه الصيادين المدنيين دون أن يشكلوا خطراً على حياة الجنود أنفسهم، بل كانوا يحملون شباك الصيد الخاصة بهم.
  • وقف ملاحقة واعتقال الصيادين الفلسطينيين، والسماح لهم بركوب البحر وممارسة عملهم بحرية في مياه بحر غزة دون أية قيود أو عوائق.
  • رفع سياسة الحصار البحري، والذي يمثل شكلاً من أشكال العقاب الجماعي، وجريمة حرب بموجب قواعد القانون الإنساني الدولي.
  • يطالب بتعويض ضحايا الانتهاكات عن الأضرار الجسدية والمادية التي لحقت بالصيادين ووسائل رزقهم.

لمزيد من المعلومات الاتصال على المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة: تليفون: 2825893 – 2824776 8 972 +
ساعات العمل ما بين 08:00 – 15:00 (ما بين 06:00 – 13:00 بتوقيت جرينتش) من يوم الأحد ـ الخميس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *