أبريل 7, 2025
مقتل صحفي وإصابة 9 آخرين، أحدهم احترق داخل خيمته في استهداف لخيمة الصحفيين
مشاركة
مقتل صحفي وإصابة 9 آخرين، أحدهم احترق داخل خيمته في استهداف لخيمة الصحفيين

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم خيمة للصحفيين مقامة بجانب مستشفى ناصر الطبي بخان يونس، مما أسفر عن مقتل شخصين، أحدهما صحفي، وإصابة 9 صحفيين آخرين، أحدهم اشتعلت فيه النيران داخل الخيمة.  إن استمرار استهداف وقتل الصحفيين بشكل متصاعد يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم، وهو جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ووفق توثيق طواقم المركز، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية فجر اليوم الاثنين الموافق 7 أبريل 2025، صاروخاً على خيمة صحفيين تابعة لوكالة فلسطين اليوم، مقابل مستشفى ناصر الطبي بخان يونس، مما أدى إلى احتراق الخيمة ومقتل شخصين، أحدهما الصحفي حلمي الفقعاوي، 28 عاماً، مراسل وكالة فلسطين اليوم، وإصابة عدد من الصحفيين، أحدهم أصيب بجراح خطيرة، وهو مراسل ومحرر الوكالة، أحمد منصور، 35 عاماً، نتيجة إصابته بحروق شديدة في أنحاء جسده بعد اشتعال النار فيه. وانتشر مقطع فيديو عقب استهداف الخيمة يظهر اشتعال النار بشكل كامل في جسد الصحفي منصور، فيما يحاول زملاؤه إطفاء النار بإمكانيات بسيطة دون جدوى، ونقل للمستشفى فيما بعد وهو في حالة خطيرة.  كما أصيب عدد آخر من الصحفيين، وصفت جراح 3 منهم على الاقل بالخطيرة والآخرين ما بين متوسطة وطفيفة، عرف منهم: حسن عبد الفتاح اصليح، 29عاما؛ ايهاب اياد البرديني، 38 عاما؛ احمد سعيد الاغا، 38 عاما؛ عبد الرؤوف سمير شعث، 33 عاما؛ ماجد دياب قديح، 39 عاما؛ عبد الله فؤاد العطار، 24 عاما؛ ومحمود محمد عوض 41 عاما.

وأفاد أحد الصحفيين المصابين، عبد الرؤوف سمير شعت، 33 عاماً، صحفي حر، لطاقم المركز بما يلي:

“…شاهدت الصحفي احمد منصور، وهو صحفي يعمل في وكالة فلسطين اليوم، تشتعل به النار وهو جالس على كرسي خلف مكتب في خيمة فلسطين اليوم. صدمت من هول المنظر وتركت التصوير وذهبت مسرعاً نحوه لمحاولة اخراجه من المكان. اقتربت منه وحاولت سحبه ولكن تمزق بنطاله في يدي من شدة اللهب، وحاولت أكثر من مرة فأصيبت اصابع يدي اليمنى بحروق لكن النيران حالت بيني وبينه فانتقلت الى زاوية اخرى للابتعاد عن النيران ومحاولة سحبه ولكني لم اتمكن من شدة النيران.  في هذه الأثناء جاء عدد من الزملاء الصحفيين والمتواجدين في المكان ومعهم زجاجات مياه وقاموا بإطفاء النار واخمادها، وتمكنا من اخراج  احمد منصور…”

وبهذه الجريمة، يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى (210) صحفيين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي، وهو العدد الأعلى في العالم منذ بدء الإحصاء للقتلى الصحفيين في العام 1992.  بين هؤلاء القتلى (13) صحفية. وقتل الغالبية العظمى من الصحفيين خلال غارات جوية، سواء من الطائرات الحربية، وطائرات الاستطلاع، بينما قتل آخرون جراء إطلاق النار عليهم من قناصة. العدد الأكبر من الشهداء الصحافيين قتلوا هم وعائلاتهم خلال عمليات استهدفت منازلهم، فيما قتل صحفيونً خلال جرائم القصف العشوائي على امتداد حرب الإبادة المستمرة، وقتل صحفيون خلال استهداف مباشر، فيما قتل آخرون خلال قيامهم بمهام صحفية.  كما أصيب خلال العدوان (194) صحفياً آخرون في ظروف مختلفة. هذا عدا عن نشطاء التواصل الاجتماعي الذين استهدف الاحتلال عددا كبيًرا منهم ودأب على التحريض عليهم وتهديدهم بالقتل إذا لم يصمتوا.

يؤكد المركز أن استهداف الصحفيين جاء بهدف الاستفراد بالضحية وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيات والمدنيين في قطاع غزة. ولذلك نطالب المجتمع الدولي بإدانة استهداف العاملين بالصحافة بشكل علني، والضغط على دولة الاحتلال لوقف استهدافهم بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بما فيهم للصحفيات والصحفيين في قطاع غزة.

ويطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيين بما فيهم للصحفيات والصحفيين في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط على سلطات الاحتلال بوقف جرائمها والامتثال لقواعد القانون الدولي، وحماية المدنيين. كما ونطالب أجسام الصحافة الدولية منها الاتحاد الدولي للصحفيين بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال محاسبته على قتل واستهداف الصحفيات والصحفيين في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *