المرجع: 23/2014
التاريخ: 01 مارس 2014
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
في جريمة جديدة من جرائم القتل الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنة فلسطينية، تعاني من اضطرابات نفسية، بعدما أطلقت النار تجاهها، مساء يوم أمس الجمعة الموافق 28/2/2014، لدى اقترابها من الشريط الحدودي، شرق بلدة عبسان الكبيرة، إلى الشرق من خان يونس، جنوب قطاع غزة،وبقيت تنزف حتى الموت، إلى أن عثر عليها جثة هامدة صباح اليوم السبت. وفي حادث منفصل، أصابت قوات الاحتلال مواطناً بجروح عندما فتحت نيران أسلحتها تجاه عشرات المدنيين الذين تظاهروا ضدها في ساعات بعد ظهر يوم الجمعة شرقي بلدة جباليا، شمال القطاع.
واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 9:00 مساء يوم أمس الجمعة الموافق 28/2/2014، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل الشريط الحدودي الفاصل مع إسرائيل، شرقي بلدة عبسان الكبيرة، إلى الشرق من خان يونس، جنوب القطاع، أعيرة نارية، تجاه المواطنة آمنة عطية محمود قديح، 57 عاماً، من سكان بلدة خزاعة شرق خان يونس، وتعاني من اضطرابات نفسية، لدى اقترابها من الشريط الحدودي المذكور. وقد أسفر إطلاق النار عن إصابة المواطنة المذكورة بعيار ناري في جانبها الأيسر. وفي وقت لاحق، وصلت سيارة إسعاف وطاقم تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد التنسيق مع قوات الاحتلال، ونفذوا أعمال بحث عن المواطنة المذكورة، استمرت حتى الساعة 2:30 فجراً دون أن يتم العثور عليها، حيث أوقف أعمال البحث على أن تستكمل صباحاً. وفي حوالي الساعة 6:30 صباحاً، توجه عدد من أقارب المواطنة المذكورة إلى المنطقة التي شهدت إطلاق النار، حيث عثروا على جثتها على مقربة من الشريط الحدودي، وكانت مصابة بعيار ناري اخترق الجانب الأيسر ونفذ من الجانب الأيمن، وكانت جثة هامدة بعد أن نزفت حتى الموت، وقاموا بحملها والجري بها مسافة 400 متر ومن ثم تم نقلها عبر عربة كاروا يجرها حصان، مسافة 200 متر حتى مفترق بلدة خزاعة، حيث قدمت سيارة إسعاف وقامت بنقلها إلى مستشفى غزة الأوروبي.
وأفاد شقيق المذكورة لباحث المركز، أن المتوفاة تعاني من اضطرابات نفسية منذ 15 عاماً، وكانت خرجت في ساعات المساء للمشاركة في حفل زفاف لأحد أفراد العائلة على مقربة من سكنها في بلدة خزاعة، شرق خان يونس، ومن ثم ضلت الطريق لتصل إلى منطقة الشريط الحدودي شمال شرقي خزاعة، حيث تعرضت لإطلاق النار من قوات الاحتلال.
سبق ذلك، في حوالي الساعة 2:45 مساءً، من نفس اليوم، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل الشريط الحدودي الفاصل مع إسرائيل، شرقي مقبرة الشهداء، شرقي بلدة جباليا، شمالي القطاع، النار، مستخدمة الذخيرة الحية والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط، تجاه مجموعة من الأطفال والشبان الذين تظاهروا على مقربة من الشريط المذكور. وقد أسفر إطلاق النار عن إصابة الشاب خالد وليد النمنم، 20 عاماً، من سكان مخيم جباليا، بعيار ناري في ساقه اليسرى. وجرى نقل المصاب إلى مستشفى كمال عدوان، ووصفت حالته بالمتوسطة.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.