نوفمبر 12, 2014
قوات الاحتلال تقتل مدنياً فلسطينياً في مخيم العروب شمالي مدينة الخليل
مشاركة
قوات الاحتلال تقتل مدنياً فلسطينياً في مخيم العروب شمالي مدينة الخليل

المرجع: 153/2014
التاريخ: 12 نوفمبر 2014
التوقيت: 12:20 بتوقيت جرينتش

في جريمة جديدة من جرائم الاستخدام المفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس، الثلاثاء الموافق 11/11/2014، مدنياً فلسطينياً في مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة الخليل. قُتِلَ المذكور عندما أطلق جندي إسرائيلي عياراً نارياً واحداً من على سطح منزل اعتلاه عدد من الجنود أثناء تنظيم عشرات الفتية الفلسطينيين مسيرة سلمية على مدخل المخيم، وبينما كان القتيل يقف خلف نافذة في الطابق الثاني من منزل عائلته، والمطلة على مدخل المخيم من الناحية الغربية.

واستناداً لتحقيقات المركز، ولشهود العيان، ففي حوالي الساعة 8:00 صباح يوم الثلاثاء المذكور أعلاه، تجمهر عدد من الفتية الفلسطينيين على مدخل مخيم العروب للاجئين، شمالي مدينة الخليل، لتنظيم مسيرة بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس ياسر عرفات. وصلت إلى المكان عدة آليات عسكرية إسرائيلية، وانتشر أفرادها على مدخل المخيم الرابط بالشارع الالتفافي (60). شرع الفتية بإلقاء الحجارة تجاه الجنود الذين ردّوا بإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز، والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط، تجاههم. أسفر ذلك عن إصابة المواطن محمد عماد أحمد جوابرة، 19 عاماً، بعيار معدني في إحدى قدميه، وغادر إلى المنزل. استمرت المواجهات بين المتظاهرين وجنود الاحتلال الذين اعتلى خمسة منهم سطح منزل المواطن هشام الشريف على مدخل المخيم. توقف المواطن جوابرة خلف نافذة في الطابق الثاني من منزل عائلته، التي تطل على مدخل المخيم، وكان برفقته ابن عمه عصام، 24 عاماً، وهو طبيب مخبري، وطفل يبلغ من العمر 17 عاماً. وأثناء وقوفهم على النافذة، صرخ محمد فجأة بكلمة (أخ)، وهوى على وجهه، بعد سماع صوت عيار ناري واحد فقط. انبطح الآخران على الأرض، ثمّ قاما بحمل محمد إلى الطابق الأرضي حيث تسكن عائلته، وكانت الساعة حوالي 11:45 قبل الظهر. أجرى عصام محاولة إنعاش للقلب وتنفس اصطناعي لمحمد الذي كان في حالة تشنج، ثم نقله بواسطة سيارة خاصة إلى سيارة إسعاف كانت تنتظر على مدخل بلدة بيت أمر المجاورة، بعد اتصال عصام على طاقمها. نُقِلَ جوابرة إلى مستشفى الميزان التخصصي في مدينة الخليل، وأُدْخِلَ إلى غرفة العناية الخاصة بإنعاش القلب والرئة، إلا أنّ الأطباء أعلنوا عن وفاته بعد حوالي خمس عشرة دقيقة، وأبلغوا العائلة أنه كان متوفياً قبل وصوله المستشفى. وذكرت المصادر الطبية أن الوفاة نتجت عن عيار ناري اخترق الجهة اليمنى السفلية من الصدر، ونفذ من وسط الظهر، وتسبب في تهتك في الأجزاء الداخلية، وأحدث نزيفاً حاداً أدى إلى الوفاة. وأفاد شهود عيان أن الإصابة نتجت عن عيار ناري أُطْلِقَ من قبل أحد الجنود المتمركزين على سطح منزل المواطن هشام الشريف، وعلى بعد حوالي 70 متراً جنوبي منزل عائلة جوابرة.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة هذه الجريمة الجديدة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *