يناير 30, 2014
قوات الاحتلال تقتل مدنياً فلسطينياً بشكل عمد شمالي رام الله
مشاركة
قوات الاحتلال تقتل مدنياً فلسطينياً بشكل عمد شمالي رام الله

المرجع: 07/2014
التاريخ: 30 يناير 2014
التوقيت: 13:00 بتوقيت جرينتش

في جريمة جديدة من جرائم القتل العمد، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس، الأربعاء الموافق 29/1/2014، عاملاً فلسطينياً، وذلك عندما أطلقت نيرانها بشكل كثيف تجاهه من مسافة لا تزيد عن 50 متراً. ادعت تلك القوات أن القتيل أطلق النار تجاه برج عسكري تابع لها، إلا أن شهود عيان دحضوا روايتها، وأكدوا أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاه العامل بشكل عمد، ومن مسافة قريبة، بينما كان يؤدي عمله في تنظيم حركة السير على شارع رام الله – نابلس، شمالي قرية عين سينيا، شمالي مدينة رام الله.

واستناداً لتحقيقات المركز، ولشهود العيان، ففي حوالي الساعة 10:30 صباح اليوم المذكور أعلاه، كان العامل الفلسطيني محمد محمود عبد العزيز مبارك، 20 عاماً، من سكان مخيم الجلزون، شمالي مدينة رام الله، ويعمل في شركة الطريفي للمقاولات العامة، يقوم بتنظيم حركة السير بالقرب من الدوار المؤدي لمنطقة عيون الحرامية، شمالي المدينة. أمره جنود الاحتلال المتحصنون في برج عسكري مقام في المنطقة بالتقدم نحو البرج. سار باتجاه البرج واقترب منه حوالي 40 متراً، ثم أمروه بالاستدارة، وخلع السترة البرتقالية (الفسفورية) الخاصة بعمله، ورميها بعيدا. وبعد حوالي دقيقة من ذلك، فتحوا النار تجاهه بشكل كثيف ما أسفر عن إصابته بثلاثة أعيرة نارية في الرجل اليسرى والفخذ الأيسر والخاصرة اليسرى، وقُتِلَ على الفور. وذكر شهود العيان أن قوات الاحتلال منعت المواطنين وسيارة الإسعاف التي حضرت إلى المكان لمدة ساعتين تقريباً من الاقتراب منه قبل السماح بنقل جثمان القتيل إلى مجمع رام الله الطبي.

وأفاد شاهد عيان، لباحث المركز بما يلي:

{{ أعمل مقاولاً في مشروع إسكان عين سينيا التابع للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، المقابل والقريب من شارع رام الله – نابلس. وفي حوالي الساعة 10:30 صباح يوم الأربعاء الموافق 29/1/2014، سمعت صوت إطلاق نار، وبشكل كثيف في الخارج. على الفور نظرت والعمال المتواجدين معي من نافذة الطابق الثاني في المنزل الذي كنا نعمل فيه، فشاهدت الشاب محمد مبارك، والذي أعرفه، ويعمل في تنظيم حركة السير في شركة مقاولات تقوم بإعادة تأهيل الشارع المذكور، كان متوقفا على المدخل الشمالي للطريق باتجاه منطقة عيون الحرامية، قرب الدوار، وكان يتقدم خطوات قليلة باتجاه البرج العسكري الذي يبعد عنه حوالي 40 متراً، ويرجع إلى الخلف. وكما رأيته يخلع السترة البرتقالية الخاصة بعمله، ويرمي بها بعيداً. وبعد دقيقة تقريبا أطلق جنود الاحتلال من داخل البرج النار بصورة كثيفة ومتعمدة عليه، ورأيته يرفع رجله ويسقط أرضاً، فأدركت أنه أصيب. على الفور اتصلت بجمعة الهلال الأحمر الفلسطيني هاتفياً، وطلب سيارة إسعاف، ونزلت مسرعاً إلى سائق الجرافة الذي يعمل في الطريق وأخبرته بما جرى. توجهت أنا والسائق وعاملين آخرين نحو الدوار، مكان تواجد العامل مبارك، ولكن على بعد حوالى 10 أمتار من الجثة، منعنا جنود الاحتلال من الاقتراب. وبعد حوالي 5 دقائق حضرت سيارة الإسعاف إلى المكان، وتم منع طاقمها من أخذ الجثة، كما تم احتجاز السيارة لمدة حوالي ساعتين. وخلال هذه الفترة حضر عدد من شبان وأهالي مخيم الجلزون من بينهم والد القتيل، الذي أيضا تم منعه من الاقتراب من جثة نجله، وشرع جنود الاحتلال بإلقاء قنابل الغاز والقنابل الصوتية من أجل تفريق المواطنين. وفي حوالي الساعة 12:40 ظهراً، سمحت قوات الاحتلال لطاقم الإسعاف بأخذ الجثة، وتم نقلها إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله}}.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة هذه الجريمة الجديدة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *