المرجع: 166/2014
التاريخ: 30 ديسمبر 2014
التوقيت: 11:10 بتوقيت جرينتش
في استخدام مفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس، الاثنين الموافق 29/12/2014، طفلاً فلسطينياً، وأصابت آخر بجراح في أراضي بلدة بيتا، جنوب شرقي مدينة نابلس. جرى ذلك أثناء تواجد الطفلين في منطقة جبلية بهدف التنزّه، وفي وقت كانت المنطقة تشهد فيه هدوءاً تاماً، وكان بإمكان تلك القوات اعتقال الطفلين والتحقيق معهما في حال اشتباهها بأسباب تواجدهما هناك.
واستناداً لتحقيقات المركز، ولإفادة الطفل المصاب، ففي حوالي الساعة 1:00 بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 29/12/2014، كان الطفلان إمام جميل أحمد دويكات،17 عاماً؛ ونائل طلعت محمد ذياب، 16 عاماً؛ وكلاهما من قرية بيتا، جنوب شرقي مدينة نابلس، يتنزّهان في منطقة الشعب، في جبل النمر الذي يبعد مسافة كيلومتر واحد جنوب شرقي البلدة المذكورة. وبينما كانا متواجدين على بُعْدِ حوالي (150) متراً من مسبح دار النمر، شمال غربي الشارع الاستيطاني (ألون) المتفرع من مفترق زعتره باتجاه الشرق، وعلى مسافة حوالي (150) متراً من الشارع المذكور، فتح جندي إسرائيلي النار تجاههما من مسافة تتراوح بين مئة إلى مئة وخمسين متراً، وأطلق أربعة أعيرة نارية لم يصبن أحداً منهما. أنزل الطفلان رأسيهما، واستدارا للخلف حتى يتمكنا من الفرار من المكان، فأطلق الجندي عياراً نارياً خامساً أصاب الطفل إمام دويكات في الجهة اليمنى من ظهره، وخرج من الجهة اليسرى من صدره. وعندما صرخ من الألم وسقط على وجهه، عاد إليه نائل ذياب، والذي كان يتقدمه بحوالي متر، فطلب منه إمام أن يهرب ويتركه. تركه نائل الذي كان قد شاهد جندياً يقف على صخرة في الجبل المذكور، فحاول الفرار، إلا أن الجندي أطلق عياراً نارياً لكنه لم يصبه، فأطلق عياراً آخر، وأصابه في فخذه الأيسر من الخلف. واصل نائل السير مسافة تقدر بحوالي كيلومتر واحد حتى وصل إلى منطقة آمنة، فاتصل عبر هاتفه النّقال بابن عمه، وأخبره بما جرى، فأحضر الأخير سيارة أجرة فلسطينية، ونقله إلى مستوصف بيتا، ومن هناك نُقِلَ بواسطة سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى رفيديا الجراحي في مدينة نابلس لتلقي العلاج. يشار إلى أن المنطقة المذكورة تشهد تواجداً دائما لقوات الاحتلال التي تعمل على توفير الحماية لسيارات المستوطنين التي تسلك الشارع المذكور، ويصل بين مستوطنات الأغوار وحدود الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة هذه الجريمة الجديدة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.