أكتوبر 5, 2015
قوات الاحتلال تستمر في تصعيد إجراءاتها التعسفية في الضفة الغربية
مشاركة
قوات الاحتلال تستمر في تصعيد إجراءاتها التعسفية في الضفة الغربية

المرجع: 60/2015
التاريخ: 5 أكتوبر 2015
التوقيت: 12:00 بتوقيت جرينتش

مقتل مدني فلسطيني في طولكرم، ونابلس تحت الحصار لليوم الخامس على التوالي
إصابة (171) مدنياً بالأعيرة النارية والمعدنية وشظاياها في مدينة القدس وضواحيها

لليوم الخامس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي الاستخدام المفرط للقوة ضد المسيرات التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون احتجاجاً على سياسة التصعيد التي تمارسها في الضفة الغربية بشكل عام، وفي مدينة القدس الشرقية بشكل خاص. ومنذ مقتل مستوطن وزوجته جنوب شرقي مدينة نابلس في الأول من أكتوبر (تشرين أول) الجاري، تشهد محافظة نابلس حصاراً مشدداً ما يزال مستمراً حتى صدور هذا البيان. ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم ضد المدنيين الفلسطينيين ومركباتهم على الطرقات العامة، ومنازلهم الواقعة على أطراف القرى المحاذية للمستوطنات، تحت حماية قوات الاحتلال، وبتشجيع مباشر منها.

ففي جريمة جديدة من جرائم الاستخدام المفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات مساء أمس، الأحد الموافق 4/10/2015، مدنياً فلسطينياً، وأصابت اثنين آخرين بجراح، وذلك عندما فتح أفرادها النار تجاه عشرات المدنيين الفلسطينيين الذين نظموا تظاهرة في محيط مصانع (غيشوري)، غربي مدينة طولكرم. واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 5:00 مساء اليوم المذكور، تجمهر عشرات المدنيين الفلسطينيين من الفتية والشبّان على شارع “نتانيا”، بالقرب من مصانع غيشوري الإسرائيلية المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين غربي مدينة طولكرم، للتنديد باعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة. وفور اقترابهم من محيط المصانع، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة، وشرع أفرادها بإطلاق قنابل الغاز بكثافة تجاههم، فرّد المتظاهرون برشق الحجارة والزجاجات تجاهها. وفي أعقاب ذلك، شرع جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية تجاه المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم بجراح. نقل المصابون إلى مستشفى الشهيد د. ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم لتلقي العلاج. وفي ساعة متأخرة من الليل أعلنت المصادر الطبية في المستشفى المذكورة عن وفاة أحدهم متأثراً بجراحه أثناء خضوعه لعملية جراحية، وهو الفتى حذيفة عثمان راجح أبو سليمان، 18 عاماً، من بلدة بلعا، شرقي مدينة طولكرم، حيث أصيب بعيار ناري دخل من البطن ونفذ من الظهر، ومزّق أحد الشرايين الرئيسة. وأما المصابان الآخران، فقد أصيب الأول (20 عاماً) بعيار ناري في الفخذ، وأصيب الثاني (19 عاماً) بعيار ناري أعلى الفخذ.

وفي ساعات مساء يوم الأحد الموافق 4/10/2015، شهدت عدة أحياء في مدينة القدس الشرقية المحتلة مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبين مئات المدنيين الفلسطينيين الذين نظموا مسيرات احتجاج على مقتل المواطنين فادي علون ومهند الحلبي. وشهدت بلدات وقرى وأحياء: سلوان، العيسوية، الطور، الصوانة، وادي الجوز، شعفاط، بيت حنينا، أبو ديس، والعيزرية، مواجهات استخدمت خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأعيرة النارية، والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط والقنابل الصوتية وقنابل الغاز بكثافة. أسفر ذلك، وفق ما أفادت به مصادر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المدينة، عن إصابة (171) مواطناً فلسطينياً بالأعيرة النارية، والأعيرة المعدنية، وبشظاياها. وأفاد الدكتور أمين أبو غزالة، رئيس قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني، لباحثة المركز، أن أكثر من 150 مواطناً أصيبوا بالشظايا خلال مواجهات متفرقة شهدتها بلدتا أبو ديس والعيزرية، شرقي مدينة القدس. وذكر أن 5 مواطنين أصيبوا بالأعيرة النارية، اثنان منهم من بلدة العيسوية، شمال شرقي مدينة القدس، واثنان في حي شعفاط، شمالي المدينة، وأصيب الخامس في بلدة سلوان، جنوبي المدينة. وأوضح أنّ 12 مواطنا من حي شعفاط؛ و4 مواطنين من حيي الطور ووادي الجوز، أصيبوا بالأعيرة المعدنية.

وخلال الأيام المذكورة، استهدفت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف بشكل عمد. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ جنود الاحتلال أطلقوا بتاريخ 4/10/2915، الأعيرة المعدنية، وقنابل الغاز تجاه إحدى سياراتها أثناء قيامها بواجبها الإنساني أمام جامعة القدس في أبو ديس، شرقي مدينة القدس المحتلة، فيما اعتدوا على سيارة أخرى في قرية العيسوية، شمال شرقي المدينة، وقاموا باعتقال أحد المصابين من داخلها. وكان جنود الاحتلال قد اعتدوا بالضرب على طاقم سيارة إسعاف في منطقة جبل الطويل، شرقي مدينة البيرة بتاريخ 2/5/2015، واعتقلوا طفلاً مصاباً من داخلها. وحسبما أفاد ضابط وسائق سيارة الإسعاف رائد فتحي حوتري، 34 عاماً، لباحث المركز، فإن جنود الاحتلال قاموا بمهاجمة سيارة الإسعاف مباشرة بعد وضع المصاب داخلها، وقام أحد الجنود بإطلاق ستة أعيرة نارية بجانب السيارة وأربعة أعيرة أخرى أمامها. وأثناء رجوع السائق للخلف، وتحت التهديد السلاح، تم منعها من مغادرة الموقع ونقل المصاب، وأجبروه على إطفاء محرك السيارة، وصادروا مفتاحها. وذكر أنّ حوالي 20 جنديا أحاطوا بالسيارة وقاموا بفتح الباب الخلفي، وهنا حصلت مشادة كلامية بين الجنود وبين زميليه نمر مليصه، 21 عاماً، ومحمد فقية، 33 عاماً، اللذين حاولا منع الجنود من اعتقال الطفل المصاب، وقام أحد الجنود بركل نمر على الركبة اليمنى، وسحبوا الطفل بطريقة عنيفة جدا من رجليه ورموه أرضاً واعتدوا عليه بالضرب والركل بالأرجل برغم إصابته ونزف الدماء من رجله. وعندما ترجل السائق من السيارة وتوجه إلى الخلف، منعه أحد الجنود بدفعه والصراخ على باللغة العبرية، وصوّب آخر السلاح بوجهه ودفعه مره أخرى إلى داخل السيارة، وركل برجله باب السائق بقوة على قدمه الأيمن مما أدى إلى إصابته برضوض وكدمات في القدم، ثم اعتقلوا الطفل واقتادوه إلى داخل مستوطنة (بسيجوت).

وفي إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، تشهد محافظة نابلس منذ ساعات مساء يوم الخميس الموافق 1/10/2015، حصاراً مشدداً يعيد إلى الأذهان الحصار الذي فُرِضَ عليها في بداية انتفاضة الأقصى. وأفاد باحثو المركز أن قوات الاحتلال أغلقت طريق (يتسهار) الالتفافية، جنوبي مدينة نابلس، وحاجز بيت فوريك، شرقي المدينة، بشكل كامل أمام حركة المواطنين الفلسطينيين، فيما أعادت تواجدها على حاجز حوارة، على المدخل الجنوبي للمدينة والمؤدي إلى وسط وجنوبي الضفة الغربية، وحاجز جيت، جنوب شرقي المدينة المؤدي إلى مدينة قلقيلية، وحاجز مفترق قرية الناقورة، شمال غربي المدينة المؤدي إلى مدينة جنين، وحاجز سهل دير شرف، غربي المدينة المؤدي إلى مدينة طولكرم. ويتعمد جنود الاحتلال المتمركزون على تلك الحواجز إذلال المواطنين الفلسطينيين الذين يُضْطَرون لاستخدام تلك الحواجز في طريقهم إلى أماكن عملهم، أو قضاء حاجاتهم اليومية.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة جريمة مقتل المواطن المذكور، والتي تقدم دليلاً جديداً على استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد الموطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. كما ويدين المركز سياسات العقاب الجماعي التي تنفذها تلك القوات ضد المدنيين الفلسطينيين، وكذلك اعتداءات المستوطنين التي تتم تحت سمع وبصر قوات الاحتلال. ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *