أغسطس 18, 2016
قوات الاحتلال الإسرائيلي تستبيح مخيم الفوار، جنوبي مدينة الخليل، مقتل مدني فلسطيني، وإصابة (32) آخرين، وإحداث تخريب بالعديد من المنازل السكنية
مشاركة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تستبيح مخيم الفوار، جنوبي مدينة الخليل، مقتل مدني فلسطيني، وإصابة (32) آخرين، وإحداث تخريب بالعديد من المنازل السكنية

المرجع: 40/2016
التاريخ: 18 أغسطس 2016
التوقيت: 11:33 بتوقيت جرينتش

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين، جنوبي مدينة الخليل، وأعمال التنكيل بسكانه، والتخريب العمد في منازلهم السكنية، واستخدام القوة المفرطة ضدهم، والتي أسفرت عن مقتل مدني، وإصابة (32) مدنياً آخرين. يؤكد المركز على أنّ عملية اقتحام المخيم المذكور تندرج في إطار تطبيق سياسة العقاب الجماعي المحرّمة وفق قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويطالب المجتمع الدولي بالعمل على توفير الحماية للمدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، وضمان تطبيق إجراءاتها.

وقد أجرى المركز على مدى اليومين الماضيين تحقيقاته بشأن تلك الجرائم، حيث حصل على إفادات من ضحايا وشهود عيان. ووفقا لتلك التحقيقات، ففي حوالي الساعة 1:30 فجر يوم أمس الأول الثلاثاء الموافق 16 أغسطس 2016، اقتحمت قوة راجلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُقَدّرُ عددها بحوالي (500) ضابط وجندي، مخيم الفوار للاجئين، جنوبي مدينة الخليل. اقتحمت تلك القوات المخيم من المنطقة المحاذية لمستوطنة “بيت حجاي” وقرية الريحية، حيث يوجد معسكر لها هناك. وفور وصول القوة إلى المخيم والانتشار في محيطه، وصلت تعزيزات من الآليات العسكرية، يزيد عددها عن خمسين سيارة جيب وناقلة جند، وجرافة عسكرية، وجرى إغلاق المدخلين الغربي والشرقي للمخيم، والبوابة الحديدية التي تربطه بالشارع الالتفافي رقم (60). منعت قوات الاحتلال المواطنين من التحرك، وحاصرت المخيم وقريتي الحدب والريحية المجاورتين له، ويستخدم سكانهما الطريق الرئيسة وسط المخيم للوصول إلى مدينتي دورا والخليل.

شرع جنود الاحتلال بمداهمة العديد من المنازل السكنية، واعتلاء أسطحها، وتحويلها لنقاط مراقبة عسكرية، ثمّ شرعوا بإجراء أعمال تفتيش وتخريب بمحتوياتها بشكل ممنهج، بعد فرض حالة من الرعب والخوف في نفوس ساكنيها، كاحتجازهم في غرفة واحد، ومنعهم من التحرك، ومصادرة هواتفهم المحمولة. وفي تلك الأثناء، تجمهر عشرات الأطفال والشبّان الفلسطينيين في أزقة المخيم، ورشقوا الجنود المتمركزين بين المنازل السكنية وفوق أسطحها بالحجارة، فيما أستخدم الجنود قوة مفرطة في إطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز بين المنازل السكنية بشكل عمد، بالإضافة لإطلاق الأعيرة النارية والمعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط تجاه المتظاهرين، وذلك من خلال فتحات أحدثها الجنود في جدران المنازل المطلة على الطرق الفرعية في المخيم. أسفرت المواجهات التي استمرت حتى ساعات المساء عن إصابة (32) مواطناً بأعيرة نارية في أنحاء مختلفة من أجسادهم، وجرى نقلهم إلى مركز عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ومركز العيادة التابع لمتطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المخيم.

شملت أعمال التفتيش في المنازل خلع بلاط الأرضيات، وهدم جدران داخلية، وعُرِفَ من بين أصحاب تلك المنازل كل من: محمود أبو وردة؛ علي أبو هشهش؛ هاني أبو هشهش؛ خضر المعيوي؛ فضل الخضور؛ يوسف حسنين؛ رياض عبد القادر البايض؛ خالد غطاشة؛ محمد حمدان؛ عصام إدريس حمدان؛ أشرف العزة؛ نعيم العزة؛ موسى زيدات؛ عايد محمد الحموز، وغيرهم. وخلال عمليات المداهمة صادر جنود الاحتلال أجهزة حاسوب من نوع (لابتوب) وكاميرات تصوير من منزل المواطن احمد أبو وردة، وتعود لنجله خالد، 22 عاماً، والذي أفاد للباحث بأن الجنود حطموا جدراناً خشبية، واقتلعوا البلاط من غرفة في منزل عمه خالد، وصادروا عدة أجهزة حواسيب خاصة له حيث يعمل في صيانتها، واقتادوه إلى عدة منازل، وجرى التحقيق معه عن المخيم. وقبل أن يفرج عنه أعطي الحواسيب بعد مصادرة أجهزة (الهاردسك) الخاصة بها.

وفي حوالي الساعة 4:50 مساءً، وأثناء تمركزهم في منزل المواطن باجس محمود احمد الحموز، واحتجاز أفراد أسرته المكونة من 7 أفراد في غرفة واحدة، شرع جنود الاحتلال بعمل حفرة في الجدار الشرقي لغرفة الصالون، قطرها 30سم. قام أحد الجنود المتمركزين داخل المنزل بإطلاق عيار ناري من الفتحة التي أحدثوها في الجدار تجاه المواطن محمد يوسف صابر أبو هشهش، 19 عاماً، وذلك أثناء خروجه من بناية سكنية يقطنها أعمامه وجدته، بينما كان على مسافة تقدر بحوالي 40 متراً. أسفر ذلك عن إصابته بعيار ناري تحت إبطه الأيسر، وجرى نقله إلى مركز جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني داخل المخيم، حيث أجريت له الإسعافات الأولية ومحاولة إنعاش للقلب. ووصف أحد المسعفين أن الإصابة كانت بالغة الخطورة، وأن الشاب فارق الحياة نتيجة استقرار العيار الناري في صدره، وحدوث نزيف داخلي.

وأفادت الطفلة روان عايد الحموز، 16 عاماً، لباحث المركز، بما يلي:

}} … كنت أشاهد ما يحدث في المخيم من نوافذ منزلنا، وفي حوالي الساعة 4:00 مساءً، شاهدت عدداً من الجنود يداهمون منزل المواطن باجس الحموز، بعد أن غادروا سطح بناية سكنية مكونة من ثلاث طبقات تعود لعائلة أبو هشهش، وتبعد عن منزلنا 4 أمتار. توقفت على مدخل منزلنا حيث كان الجنود يقومون بعمل فتحة في الجدار الخارجي من منزل المواطن الحموز، في غرفة مطلة على الشارع وسط الحي. سمعت الشاب محمود أبو هشهش، 19 عاماً ، والذي كان يتواجد في شقة جدته في عمارة أبو هشهش، وهو يقول: “احذروا… الجيش عمل فتحة في البيت”. كنت أشاهد البندقية تخرج من الفتحة التي ذكرها. وبعد لحظات خرج المذكور من باب البناية الرئيس والتف لليسار، سمعت صوت عيار ناري، فصرخ محمد وسار خطوتين وسقط على الأرض. لم تكن هناك أي مواجهات، أو أي أعمال رشق بالحجارة، وكان الحي هادئاً. توجه والدي مسرعا إليه، وكذلك شقيقتي، وهي مسعفة متطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وعدد من الشباب نحوه. أجرى والدي عدة محاولات إنعاش لمحمد، لكن دون جدوى، وشاهدته يفقد الوعي. حضر المسعفون ونقلوه إلى المستوصف الطبي، وعلمت من والدي عبر اتصال هاتفي أنه فارق الحياة}}.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يدين عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين، وأعمال التنكيل بسكانه، والتخريب العمد في منازلهم السكنية، واستخدام القوة المفرطة ضدهم، فإنّه:

1) يطالب الأمم المتحدة بالعمل على توفير حماية للمدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
2) يطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، العمل على ضمان إلزام إسرائيل، كدولة عضو في هذه الاتفاقيات، بتطبيق اتفاقيات جنيف في الأرض الفلسطينية المحتلة.
3) يدعو الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف الإيفاء بالتزامها بالعمل على ضمان تطبيقها، وذلك بمد ولايتها القضائية الداخلية لمحاسبة مجرمي الحرب، بغض النظر عن جنسية مرتكب الجريمة ومكان ارتكابها، لتمهيد الطريق لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وإنهاء حالة الحصانة التي يتمتعون بها منذ عقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *