يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات جريمة القتل المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الخميس، عندما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من المدنيين ورجال الأمن المحليين خلال إشرافهم على مبادرة مجتمعية تهدف إلى توزيع الطحين بسعر رمزي على السكان في دير البلح، وسط قطاع غزة.
ووفق المعلومات التي توفرت لطاقم المركز، وقعت الجريمة عند حوالي الساعة 13:20 من بعد ظهر اليوم الموافق 26 يونيو 2025، قرب مفترق البركة شمال المدينة، بجوار مطبعة الرضوان في حارة أبو سمرة، حيث كان عدد من عناصر الأمن، بالتعاون مع عائلات من المدينة، يعملون على جمع كميات من الطحين من تجار يبيعونه بأسعار باهظة، بهدف إعادة بيعه للمواطنين بسعر مخفّض. وأثناء تجميع الطحين داخل مخزن لعائلة أبو سمرة، وبينما كان العشرات من المواطنين يتجمعون لشراء الطحين، أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية صاروخًا مباشرًا تجاه المكان، ما أدى إلى مقتل 18 مدنيًا على الأقل، بينهم عناصر أمن ومواطنون، وإصابة نحو 22 آخرين بجراح متفاوتة، من بينهم حالات حرجة نُقلت إلى قسم العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى.
تأتي هذه الجريمة في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف المدنيين المجوّعين، وتضرب بشكل نمطي ودون أي مبرر كل محاولات تنظيم وصول المساعدات، سواء من مبادرات مجتمعية أو منظمات محلية، أو أفراد أمن بما في ذلك لجان محلية؛ ما يعكس نية متعمدة لإحداث فوضى إنسانية وتجويع منظم بحق السكان المدنيين المحاصرين في القطاع، ما يعزز ذلك استمرارها في آلية توزيع المساعدات في نقاط تحت سيطرتها تحولت إلى مصائد للموت وساحات للقتل اليومي بحق المجوّعين.
ويعتبر المركز أن هذا القصف المباشر على موقع لتوزيع مساعدات غذائية تعبير صارخ عن سياسة الاحتلال الإسرائيلي في فرض التجويع واستخدامه كسلاح ضمن جريمة الإبادة الجماعية، إلى جانب استهداف المدنيين وعرقلة جهود الإغاثة وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان تحت الاحتلال.
ويجدد المركز دعوته للمجتمع الدولي، إلى التحرّك العاجل للوقف الفوري للإبادة الجماعية، وضمان توفير حماية فاعلة للمدنيين، وضمان ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المبادرات المحلية التي تسعى لتأمين الحد الأدنى من الغذاء في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
كما يطالب المركز بمساءلة ومحاكمة قادة الاحتلال عن هذه الجريمة وسابقاتها، التي تشكل نمطًا متصاعدًا من استهداف المدنيين في سياق سياسة الإبادة الجماعية والتجويع القسري.