المرجع: 122/2014
التاريخ: 10 أغسطس 2014
التوقيت: 10:30 بتوقيت جرينتش
مع استمرار عدوانها الدموي على قطاع غزة، وجرائم الحرب التي تقترفها ضد المدنيين الفلسطينيين، استمرت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة المشاركين في مسيرات التنديد بالجرائم التي تقترفها تلك القوات في القطاع. واستخدمت تلك القوات الأسلحة النارية على نطاق واسع ضدهم، وذلك بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوفهم. ومنذ يوم الجمعة الموافق 8/8/2014، قتلت تلك القوات (3) مدنيين فلسطينيين، أحدهم طفل، وأصابت (63) مدنياً فلسطينيا، من بينهم (16) طفلاً، ووصفت جراح عدد منهم بالخطيرة. وبمقتل هؤلاء المواطنين، يرتفع عدد المدنيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بتاريخ 8/7/2014 إلى (18) مدنياً، من بينهم (3) أطفال، فيما قُتِلَ مدني آخر على أيدي المستوطنين. كما ويرتفع عدد المصابين منذ ذلك التاريخ إلى (459) مدنيا، من بينهم (88) طفلا.
واستناداً لتحقيقات المركز، فقد كانت جرائم القتل على النحو التالي:
• ففي أعقاب انتهاء صلاة يوم الجمعة الموافق 8/8/2014، نظّم مئات المدنيين الفلسطينيين مسيرة على دوار ابن رشد، وسط مدينة الخليل، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. توجهت المسيرة نحو منطقة باب الزاوية، وعلى الفور شرع جنود الاحتلال بإطلاق القنابل الصوتية، وقنابل الغاز، والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط والأعيرة النارية تجاههم بكثافة. أسفر ذلك عن إصابة (40) متظاهراً، من بينهم (13) طفلاً بجراح، أصيب (25) منهم بالأعيرة النارية، فيما أصيب (15) بالأعيرة المعدنية. كان من بين المصابين المواطن نادر محمد سعدي إدريس، 42 عاماً، حيث أصيب بعيار ناري أصاب الشريان الرئيس للقلب. نقل المصاب إلى مستشفى الميزان التخصصي في المدينة، وأخضع لعملية جراحية عاجلة. وفي حوالي الساعة 1:20 فجر يوم السبت الموافق 9/8/2014، أعلنت المصادر الطبية عن وفاته متأثرا بجراحه.
• وفي ساعات مساء يوم الجمعة المذكور، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطن محمد أحمد يوسف قطري، 19 عاماً، من سكان مخيم الأمعري، وسط مدينتي رام الله والبيرة، أثناء مشاركته في مسيرة جرى تنظيمها في منطقة جبل الطويل، المحاذي لمستوطنة بسجوت، المقامة على أراضي المواطنين على الجبل المذكور. رشق المتظاهرون الحجارة باتجاه سياج المستوطنة، وعلى إثر ذلك قام ثلاثة من جنود الاحتلال المتمركزين في المنطقة بإطلاق النار تجاههم وملاحقتهم إلى داخل المنطقة. وفي حوالي الساعة 7:00 مساءً، أطلق جندي كان منبطحاً على الأرض، ويوجه سلاحه من مسافة تتراوح ما بين (60م -70م)، عيارا ناريا تجاه المواطن قطري، وأصابه في صدره. قام أربعة جنود بسحب المصاب من أكتافه على الشارع لمسافة حوالي 10 أمتار بعد ركله وضربه بالأرجل (البساطير)، حيث كان رأسه يرتطم بالأرض، وتم وضعه خلف المكعبات الإسمنتية داخل بوابة المستوطنة المذكورة. وفي حوالي الساعة 7:45 مساءً، حضرت سيارة إسعاف فلسطينية تابعة للخدمات الطبية العسكرية، واستلمته جثة هامدة.
• وفي ساعات صباح اليوم، الأحد الموافق 10/8/2014، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفل خليل محمد أحمد العناتي، 12 عاماً، من مخيم الفوار للاجئين، جنوبي مدينة الخليل. واستناداً للتحقيقات الأولية، فإن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت المخيم، وتمركزت في منطقة “نبعة الحفارة”. رشق عدد من الأطفال والفتية الحجارة تجاههم، وعلى الفور شرع جنود الاحتلال بإطلاق النار تجاههم، ما أسفر عن إصابة الطفل المذكور بعيار ناري اخترق ظهره وخرج من أسفل بطنه بينما كان متوقفا أمام منزل عائلته. نقل الطفل المصاب بواسطة سيارة مدنية إلى مستشفى الأهلي في مدينة الخليل في حالة خطرة جداً، وحاول الأطباء انعاشه والسيطرة على نزيف حد للدماء من جسده، إلا أنه سرعان ما فارق الحياة.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وبشدة تلك الجرائم الجديدة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.