المرجع: 22/2013
التاريخ: 27 فبراير 2013
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
أظهر تقرير مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني، د. صابر العالول، الذي شارك في تشريح جثمان المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات أن سبب الوفاة هو الصدمة العصبية نتيجة آلام شديدة ناتجة عن إصابات متعددة جراء التعذيب الشديد والمباشر.
وكان المعتقل الفلسطيني عرفات شاليش جرادات، 30 عاماً، من الخليل قد توفي في سجن مجدو، داخل إسرائيل، يوم السبت الماضي الموافق 23 فبراير 2013، في اليوم الخامس لاعتقاله . وادعت سلطات الاحتلال أن سبب الوفاة ناجمة عن إصابته بنوبة قلبية، فيما شككت السلطة الفلسطينية والمنظمات الحقوقية في الرواية الإسرائيلية وطالبت بتحقيق مستقل في ملابسات وظروف وفاته.
وقد جرى تشريح جثمان المتوفى جرادات في معهد الطبي الشرعي الإسرائيلي “أبو كبير”، بحضور الطبيب الفلسطيني، د. صابر العالول وطبيبين إسرائيليين، في اليوم التالي للوفاة. وبخلاف ما ادعته سلطات الاحتلال بأن سبب الوفاة كان ناجماً عن إصابته بنوبة قلبية، فإن نتائج تشريح القلب-وفقاً لتقرير الطبيب الفلسطيني- أثبتت أن “عضلة القلب خالية من أية علامات مرضية أو أية إصابات..”. كما أكد التقرير وجود إصابات متعددة في جسد المتوفى جرادات، مثل: وجود تسحج مع تكدم في باطن الشفة السفلية؛ وجود تكدمات شديدة وبليغة في منطقة الظهر الجهة اليمنى العلوية؛ وجود تكدمات دائرية الشكل تقع أسفل الثدي الأيمن الجهة الأمامية الجانبية الصدرية؛ وجود تكدم بالمرفق الأيسر الوجه الوحشي؛ وجود تكدم في منتصف العضد الأيمن (لليد اليمنى) الوجه اليمنى؛ وجود تكدمات بمساحة 4 X9 سم تقع أعلى الكتف الأيسر تحت الجلد بداخل العضلة بمحاذاة العمود الفقري اسفل العنق عميقة داخل الأنسجة؛ وجود تكدمات بمساحة 4 X 10 سم تقع بالجهة الجانبية الصدرية اليمنى تحت الجلد بداخل العضلات تبعد عن الخط المنصف للظهر مستوى العمود الفقري 27 سم وعن أعلى قمة الرأس ب 53 سم؛ وجود كسر بالضلع الثاني والثالث من الجهة الأمامية الصدرية اليسرى مع وجود تكدمات حيوية حول الكسر؛ ووجود كسر في الضلع الثاني من الجهة الأمامية الصدرية اليمنى. وأكد التقرير أن جميع التكدمات (الإصابات) المذكورة حديثة جداً وشديدة ناتجة عن تعذيب مباشر.
يؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن التعذيب جريمة دولية قد ترتقي إلى جريمة ضد الانسانية، وأنه من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، التي لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، وتحرمها العديد من المواثيق الدولية، وأهمها الاتفاقية الدولية الخاصة بمناهضة التعذيب لسنه 1984، الموقعة من قبل إسرائيل في العام 1991، و نظام روما المنشىء للمحكمة الجنائية الدولية. وتؤكد تحقيقات المركز أن هذه الحالة جزء من ظاهرة يتعرض خلالها الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون والمعتقلات ومراكز التوقيف الإسرائيلية يتعرضون للتعذيب على أيدي أجهزة الأمن الإسرائيلية. ولذا وفي ضوء هذه النتائج، فإن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان،