المرجع: 72/2018
التاريخ: 14 يوليو 2018
التوقيت: 16:00 بتوقيت جرينتش
في جريمة جديدة من جرائم الحرب، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم السبت الموافق 14/7/2018، طفلين فلسطينيين، وأصابت 23 مواطنًا آخر، منهم طفلان في سلسلة غارات جوية استهدفت مبنى الكتيبة غير المأهول، الملاصق لمنتزه عام في منطقة مكتظة بالسكان والمؤسسات الحكومية والمدنية وسط مدينة غزة. وأدى القصف إلى إلحاق أضرار بالغة بالمبنى المركزي للإسعاف التابع لوزارة الصحة، ومسجد الكتيبة في المنطقة وسجن الكتيبة المركزي.
وجاءت الغارات الإسرائيلية على المنطقة، في ظل موجة تصعيد إسرائيلية واسعة منذ فجر اليوم، أطلقت خلالها طائرات الاحتلال الحربية عشرات الصواريخ تجاه أراضٍ زراعية ومواقع للمقاومة في أرجاء متفرقة من قطاع غزة، بالتوازي مع قصف مدفعي شرق القطاع؛ ما تسبب بإلحاق أضرار مادية في الأراضي والعديد من المنازل، فضلا عن حالة هلع شديدة لدى المواطنين خاصة الأطفال والنساء منهم.
ويشير المركز إلى أن هذه الغارات جاءت في ظل تهديدات إسرائيلية رسمية، كما ورد على لسان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي بأن الجيش سيوسع وتيرة غاراته في قطاع غزة لطالما ستكون حاجة لذلك، مستحضرا صورا من عدوان 2014 على غزة، واحتمال تكرار السيناريو الخاص بها.
كما أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وجه عبر صفحته في وقت مبكر اليوم، رسالة يطلب فيها من أهالي غزة “الابتعاد كليًّا عن كلّ مبنى أو بنية تحتية تخدم العناصر الإرهابية، ومن كلّ شخص يُعرف كإرهابيّ، وكلّ منطقة تعمل فيها المنظمات الإرهابية. حافظوا على حياتكم، وقد أُعذر من أنذر”، ما يشير إلى وجود نية إسرائيلية للتصعيد، رغم أن غالبية الضحايا الذين يقعون نتيجة هذا العدوان هم من المدنيين الفلسطينيين.
واستناداً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة 6:00 مساء اليوم السبت الموافق 14/7/2018، أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، 9 صواريخ متلاحقة تجاه مبنى غير مأهول مكون من 5 طوابق في منطقة الكتيبة وسط مدينة غزة، والملاصق لمنتزه عام، ويقع في منطقة مكتظة بالسكان والمؤسسات المدنية والحكومية. أسفر ذلك عن تدمير جزء من المبنى، ومقتل الطفلين: لؤي مازن نبيل كحيل، 14 عامًا، وصديقهأمير محمد وليد النمرة، 14 عامًا، وهما من سكان غزة. كما أصيب جراء القصف وتناثر الشظايا والركام 23 مواطنًا آخر، منهم طفلان .
وتسبب القصف بإلحاق أضرار في مسجد الكتيبة، والعديد من المنشآت من ضمنها مقر للإسعاف التابع لوزارة الصحة، وتضرر مرافقه، وعدد من سيارات الإسعاف في المكان، وكذلك مقر سجن الكتيبة الذي سجلت إصابات داخله.
ووفق متابعة باحثي المركز، فقد شنت طائرات الاحتلال أكثر من 88 غارة على أراضٍ زراعية وخالية، ومواقع للمقاومة منذ فجر اليوم وحتى ساعات المساء في أرجاء متفرقة من قطاع غزة، إلى جانب قصف مدفعي للأطراف الشرقية، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي، أعاد للأذهان أجواء العدوان 2014، وتسبب بخلق حالة شديدة من الهلع في صفوف المواطنين.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة هذه الجريمة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار الاحتلال في استخدام القوة المدمرة وسط التجمعات السكنية والمناطق المكتظة بالسكان، وبشكل ويحذر بأن استمرار التهديدات الإسرائيلية ينذر بشن المزيد من العدوان وبالتالي سقوط المزيد من الضحايا.
ويدعو المركز مجدداً المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.