المرجع: 45/2022
التاريخ: 14 ابريل 2022
التوقيت: 11:30 بتوقيت جرينتش
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات صباح اليوم ومساء أمس، أربعة مواطنين، في جرائم استخدام القوة المفرطة وإطلاق نار دون مبرر خلال اقتحامها جنين ورام الله وبيت لحم في الضفة الغربية.
وعكست عمليات القتل تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار ضد الفلسطينيين، دون وجود خطر أو تهديد جدي على حياة الجنود، في ظل دعم من المستوى السياسي الإسرائيلي، ما يؤكد وجود غطاء من أعلى مستوى سياسي في إسرائيل لجرائم قتل الفلسطينيين. وازدادت وتيرة القتل بعد إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بتاريخ 8/4/2022، أنه منح قوات الأمن كل الحرية والدعم بعد هجوم تل أبيب، وفق هيئة البث الإسرائيلية. ومنذ هذا الإعلان، قتل 9 مدنيين فلسطينيون، بينهم طفلان وامرأتان.
ووفق تحقيقات المركز، حول مقتل مواطنين في جنين، ففي حوالي الساعة 7:00 صباح اليوم الخميس الموافق 14/4/2022، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة كفردان غربي مدينة جنين. داهمت تلك القوات عدة منازل واعتقلت 3 أشقاء للمعتقل أيهم كممجي. تجمع عدد من المواطنين ورشقوا بالحجارة آليات الاحتلال المتوغلة، في حين أطلقت تلك القوات النار بكثافة تجاه المتظاهرين، وزاد إطلاق النار عند انسحابها قرابة الساعة 9:15 صباحًا. أسفر ذلك عن إصابة 7 مواطنين بجروح، وصفت حالة اثنين منهم بأنها خطيرة، توفي أحدهما بعد قليل من وصوله مستشفى بن سينا في المدينة، وهو المواطن شأس فؤاد نايف كممجي، 29 عاماً، وهو شقيق المعتقلين الأربعة.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة عثر على المواطن مصطفى فيصل أبو الرب، 30 عاماً، من سكان قرية مسلية، جنوب شرقي مدينة جنين، مصابًا بعيار ناري في الصدر، بالقرب من حرش السعادة على مدخل قرية كردان، وهو المدخل الذي انسحبت منه القوة الإسرائيلية، وبمجرد وصوله إلى مستشفى ابن سينا أعلن عن وفاته متأثرًا بإصابته. ولم يتوفر شاهد عيان عن ملابسات مقتله.
ووفق تحقيقات المركز، حول مقتل مواطن في رام الله، ففي حوالي الساعة 7:40 مساء يوم الأربعاء الموافق 13/4/2022، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بعدة آليات عسكرية، ومدعومة بوحدات اليمام الخاصة، بلدة سلواد شمال شرقي مدينة رام الله. تمركزت تلك القوات في حي رأس علي، وعلى طول الشارع الرئيسي، ونفذت عمليات دهم واقتحام واستخدمت إطلاق النار بكثافة، وأغلقت بعض الشوارع الفرعية، وانتشر الجنود في أحياء البلدة وبين المنازل السكنية، واعتلى بعضهم أسطح 3 منازل سكنية وتمركز عليها قناصة. حاصرت قوات الاحتلال منزلًا مكونًا من طابقين: الأرضي، تقطنه عائلة المواطن عبد الله صلاح حماد، والثاني غير مأهول، وهو لعائلة أبو عيشة المغتربة، وأطلقت تلك القوات أعيرة نارية باتجاه الطابق الثاني ما أدى إلى تكسير زجاج النوافذ. ومن ثم بدأ أحد أفراد تلك القوة بالمناداة عبر مكبرات الصوت يطلب من الموجودين بالداخل الخروج، ولم يذكر أسماء أشخاص، وبعدها أطلقوا قذائف وقنابل صوتية مما أدى الى تفجير الباب الرئيسي للطابق الثاني وداهموه وخلعوا الخزائن وخربوا محتوياته، واحتجزوا أفراد عائلة المواطن عبد الله حماد المذكور، في محيط المنزل، واعتقلوا نجله أحمد، 22 عاماً، ومواطنين آخرين، بعدما حققوا معهم ميدانيًّا واعتدوا عليهم بالضرب المبرح. علمًا أنه لم يبلغ عن اعتقال أو وجود مواطنين في المنزل المستهدف.
وفي حوالي الساعة 10:00 مساءً، لحظة انسحاب قوات الاحتلال من البلدة، تجمهر عشرات المواطنين وتصدوا بالحجارة والزجاجات الفارغة للآليات المتوغلة مما أدى إلى اصطدام أحد الجيبات العسكرية في الجدار المقابل للدوار الرئيسي وسط البلدة، لحظتها عاودت قوات الاحتلال إطلاق النار وقنابل الغاز بكثافة تجاه الشبان الذين رشقوا تلك القوات بالحجارة. أسفر ذلك عن إصابة 7 مواطنين بأعيرة نارية، نقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي ومركز طوارئ بلدة المزرعة الشرقية، في رام الله، وتبين أن إصابة أحدهم حرجة وهو المواطن عمر محمد عليان، 20 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الصدر، وبعد حوالي 40 دقيقة أعلنت المصادر الطبية وفاته متأثرًا بإصابته الخطيرة.
ووفق تحقيقات المركز حول مقتل الطفل في بيت لحم، ففي حوالي الساعة 10:00 مساء الأربعاء أطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي المتمركزون على الحاجز العسكري المقام جانب الطريق المؤدية إلى بلدة حوسان، غرب بيت لحم، والمقام على جانب السياج الأمني المطل على الطريق الالتفافي الموصل الى مستوطنة ” بيتار عيليت”، النار تجاه الطفل قصي فؤاد محمد حمامرة، 14 عاماً، أثناء وجوده بالقرب من أحد المنازل السكنية هناك، عن مسافة لا تتجاوز 15 متراً، ما أسفر عن مقتله على الفور بعد إصابته بعدة أعيرة نارية. نقلت تلك القوات جثمان الطفل بسيارة عسكرية إسرائيلية إلى جهة غير معلومة. وادعت قوات الاحتلال أنها استهدفت الطفل بعدما رصدته يحاول إلقاء زجاجة حارقة تجاه حاجز عسكري في المنطقة. وفجر اليوم الخميس، سلمت جثمان الطفل على حاجز النشاش العسكري، جنوب بيت لحم.
ومنذ بداية العام، قتلت قوات الاحتلال 30 مواطنًا، بينهم 7 أطفال وامرأتان، في حوادث متفرقة في الضفة الغربية، أغلبهم خلال استخدام مفرط للقوة رافق فض تظاهرات وتجمعات اتسمت بالسلمية.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.