أبريل 20, 2018
في الجمعة الرابعة لمسيرة العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، قوات الاحتلال تواصل استخدام القوة المميتة تجاه المدنيين الفلسطينيين السلميين
مشاركة
في الجمعة الرابعة لمسيرة العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، قوات الاحتلال تواصل استخدام القوة المميتة تجاه المدنيين الفلسطينيين السلميين

المرجع: 45/2018
التاريخ: 20 ابريل 2018
التوقيت: 19:30 جرينتش

مقتل 4 مدنيين أحدهم طفل وإصابة 274 آخرين منهم 41 طفلا و6 نساء وصحفي
ارتفاع اعداد الضحايا القتلى إلى 33 منهم 4 أطفال وصحفي خلال 22 يومًا

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة الموافق 20/4/2018، أربعة مدنيين فلسطينيين، أحدهم طفل، وأصابت 274 آخرين بجروح، منهم 41 طفلا و6 نساء وصحفي، فضلا عن إصابة المئات بحالات اختناق، ضمنهم طاقم باحثي المركز، خلال توثيقهم قمع الاحتلال المشاركين في تظاهرات سلمية بالكامل، قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق قطاع غزة، حيث استخدمت تلك القوات وبقرار من أعلى المستويات العسكرية والسياسية وللأسبوع الرابع على التوالي القوة المفضية إلى الموت تجاه المتظاهرين السلميين، الذين لم يشكلوا أي تهديد على حياة الجنود. وبهذا يرتفع عدد القتلى إلى 33 قتيلا منهم 4 أطفال، ومصور صحفي، و2436 مصابا منهم 410 أطفال و66 امرأة، و22 صحفيا و9 من المسعفين، منذ 30 مارس الماضي.

تؤكد التحقيقات والمشاهدات الميدانية لباحثي المركز خلال هذا الاسبوع ، على ما يلي:

تقديم أماكن مخيمات العودة مسافات تتراوح بين 50-100 متر عن اماكنها الحالية، مع إقامة سواتر ترابية حولها.

قوات الاحتلال زادت من ارتفاع بعض التلال الرملية التي يتمركز عليها القناصة بحيث تكشف المنطقة بأسرها، فيما واصل عشرات القناصة من تلك القوات التمركز خلف سواتر وتلال رملية، وجيبات عسكرية، داخل الشريط الحدودي الفاصل شرق القطاع.

-أطلقت طائرات الاحتلال في ساعات الصباح آلاف المنشورات قرب أماكن الاعتصام والتظاهر، محذرة فيها من الاقتراب من الشريط الحدودي، وقالت إنها ستمس بشكل مباشر من يقترب من الحدود أو يحاول المس بها، وهو ما يأتي امتدادا لتصريحات محددة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من إسرائيل، هددوا فيها بإيقاع قتلى وإصابات في صفوف المتظاهرين، إضافة إلى اعتبارهم ان التظاهرة بحد ذاتها تشكل خطرًا، بما يناهض الحق في التجمع السلمي الذي كفلته المواثيق الدولية.

أطلق قناصة الاحتلال النار بشكل عمدي وانتقائي تجاه المشاركين في التجمعات السلمية التي ضمت آلاف المواطنين، في 5 مناطق شرق قطاع غزة، موقعين 4 قتلى أحدهم طفل و274 مصاباً، علمًا أن أغلب الإصابات تقع في منطقة التظاهر على بعد مسافات تتراوح بين 50-300 متر من الشريط الحدودي.

تميزت المسيرات كعادتها بالطابع السلمي الكامل، ولم يشاهد باحثو المركز، مظاهر مسلحة أو مسلحين حتى بألبسة مدنية بين المتظاهرين، فيما كان بين المشاركين آلاف الشيوخ والنساء والأطفال، وبعضهم كانوا عبارة عن عائلات بأكملها، ومن مختلف الفئات العمرية، الذين تقدموا لمسافات قريبة وصلت إلى 100 متر وأقل من الشريط الحدودي ورفعوا الأعلام ورددوا الهتافات والأغاني الوطنية، وأطلقوا الطائرات الورقية بأعداد كبيرة، وأشعلوا إطارات سيارات. وفي الكثير من تلك التجمعات جرت عروض فلكلورية ورياضية، فضلا عن التجمعات النسوية، ومع ذلك لم يسلموا من استهداف قوات الاحتلال.

استخدمت قوات الاحتلال هذا الأسبوع قنابل الغاز المسيل للدموع على نطاق واسع، على شكل رشقات، ووصلت إلى عمق ساحات الاعتصام، إلى جانب المتظاهرين قرب الشريط الحدودي، ما تسبب بإصابة المئات بحالات اختناق ضمنهم طاقم الباحثين الميدانيين في المركز خلال توثيقهم الأحداث. كما أن هذه الغازات تسببت بحالات تشنج واختناق شديد جدًا، ونقل العديد منهم للمستشفيات، حيث لايزال عدد منهم تحت طائلة العلاج.

  • للأسبوع الثاني على التوالي، أطلقت قوات الاحتلال عدة قنابل غاز سقطت قرب المستشفى الميداني والمركز الطبي التابع لجمعية البركة الجزائرية في خزاعة ومحيطهما، ما أجبر الطواقم الطبية على إخلائهما لبعض الوقت، علماً بأنهما يبعدان حوالي 800 متر عن الشريط الحدودي.
  • تكرر استهداف الطواقم الصحفية بشكل مباشر ما أدى إلى إصابة الصحفي محمد حسن محمد الصوالحي، 40 عامًا، بعيار ناري في يده اليمنى كما أصاب كاميرا الفيديو التي كان يصور بها، خلال تغطية الأحداث شرق غزة، رغم أنه يرتدي سترة زرقاء مكتوب عليها press. كما استهدفت قوات الاحتلال سيارة تابعة لمكتب المنارة للصحافة، فيما أصيب العديد من الصحفيين بحالات اختناق من الغاز المدمع.
  • –تشير تحقيقات المركز أن 3 من القتلى كانت إصابتهم مباشرة في الرأسي والعنق، والرابع في الظهر، وكذلك العديد من الإصابات كانت في الرأس والعنق والصدر والبطن، وكذلك الأطراف حيث هناك 10 حالات حرجة أحدهم؛ ما ينذر بارتفاع أعداد الضحايا في أي لحظة.
  • لاحظ باحثو المركز زيادة وتيرة إطلاق النار وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين بشكل عشوائي عندما تمكن عدد من المتظاهرين من نزع وسحب أجزاء من الأسلاك الشائكة الثانية الموضوعة داخل الأراضي الفلسطينية على بعد حوالي 50 مترًا من الشريط الحدودي الأساسي؛ حيث سجلت العديد من الإصابات نتيجة ذلك خاصة شرق رفح وخزاعة.
  • وفقا لما صرحت به المصادر الطبية في مستشفيات القطاع من خلال تعاملهم مع المصابين، فإن العديد من المصابين بالرصاص الحي كان لديهم تهتكات كبيرة في الأنسجة، وفتحات كبيرة مكان الإصابة، مما يدلل على أن الاحتلال مستمر في استخدام الرصاص الحي المتفجر.

وكانت الأحداث لهذا اليوم الموافق 20/4/2018 على النحو التالي:

منذ وقت مبكر صباح اليوم بدأ آلاف المواطنين، وضمنهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها، بالتدفق إلى 5 مخيمات أقامتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، شرق رفح، وخزاعة في خانيونس، والبريج بالوسطى، وحي الشجاعية بغزة، وشرق جباليا شمال القطاع.

وبدأت قوات الاحتلال مبكرًا حوالي الساعة 7:00 صباحا بإطلاق النار شرق خزاعة؛ ما أدى إلى إصابة مواطن، فيما أدى إطلاق نار مماثل شرق جباليا عند الساعة 11:15 صباحا لإصابة مواطن بجروح خطيرة سرعان ما أعلن عن وفاته.

وعقب صلاة الظهر، بعد الساعة 1:30 مساءً، زادت أعداد المشاركين في التجمعات الخمس، وقدرت أعدادهم بالآلاف من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، حيث تواجدوا داخل ساحات المخيمات المذكورة اعلاه، وخارجها، ورفعوا أعلام فلسطين ورددوا هتافات وطنية، وأطلقوا عشرات الطائرات الورقية، واقترب المئات منهم وضمنهم نساء وأطفال من الشريط الحدودي، مع إسرائيل، وأشعلوا إطارات سيارات، وحاولوا رشق قوات الاحتلال بالحجارة.

أسفر إطلاق النار من قوات الاحتلال الذي استمر حتى الساعة 7:00 مساء اليوم وفق توثيق باحثي المركز عن المناطق الخمسة عن مقتل أربعة مدنيين فلسطينيين، أحدهم طفل، ثلاثة منهم من شمال القطاع، كانوا يتواجدون على بعد يتراوح بين 100-150 مترًا من الشريط الحدودي شرق منطقة أبو صفية شمال شرقي جباليا.

والقتلى هم:

  1. أحمد نبيل محمد أبو عقل، 25 عاما، سكان مخيم جباليا، وأصيب بعيار ناري في الرأس أدى إلى تهشم جزء منه، حوالي الساعة 11:15 صباحًا أثناء تواجده شمال شرقي جباليا، وأعلن وفاته حوالي الساعة 1:15 مساءً.
  2. أحمد رشاد عبد الله العثامنة، 24 عاما، سكان بيت حانون، وأصيب في حوالي الساعة 2:40 مساءً، بعيار ناري في الظهر، أثناء تواجده شمال شرقي جباليا.
  3. محمد إبراهيم أيوب أيوب، 14 عامًا، من سكان مخيم جباليا، وأصيب في حوالي الساعة 3:45 مساءً بعيار ناري في الرأس، أثناء تواجده شمال شرقي جباليا.
  4. سعد عبد المجيد عبد العال أبو طه، 31 عاما، سكان القرارة في خانيونس، وأصيب في حوالي الساعة 6:00 مساءً، بعيار ناري في الرقبة أثناء تواجده على بعد يتراوح بين 70-100 متر شرق خزاعة بخانيونس.

كما أصيب 274 آخرين بجروح، منهم 41 طفلا و6 نساء وصحفي، فضلا عن المئات بحالات اختناق، ضمنهم طاقم باحثي المركز، خلال توثيقهم قمع الاحتلال المشاركين في تظاهرات سلمية بالكامل.

الجدول التالي يوضح اعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال الاسابيع الاربعة الماضية من تلك الفعاليات

التصنيف اجمالي اطفال نساء صحفيين طواقم طبية ملاحظات
القتلى 33 4 – 1 –
المصابين 2436 410 66 22 9 من المصابين 122 حالة خطيرة، و28 بتر في الأطراف السفلية أو العلوية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يرى أن سقوط هذا العدد من الضحايا، القتلى أو الجرحى أو الإصابات بالغاز، هو أمر غير مبرر واستهداف للمدنيين الذين يمارسون حقهم في التظاهر السلمي، ويؤكد أن استمرار إسرائيل في نهجها هذا مخالف لميثاق روما الأساسي الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ويشكل ما تمارسه جرائم حرب. وعليه، يؤكد المركز على ضرورة ملاحقة ومحاسبة كل من تورط في إصدار القرارات في جيش الاحتلال بالمستوى السياسي والأمني ومن نفذها، من المحكمة الجنائية الدولية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يدين هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يرى أنها نتيجة لإفلات إسرائيل من العقاب وما تتمتع به بفضل الولايات المتحدة والأوروبيين من حصانة ما يشجع قواتها على اقتراف الجرائم بقرار رسمي من أعلى المستويات العسكرية والسياسية.

ويؤكد المركز سلمية التظاهرات وحق المدنيين في إعلاء صوتهم ومواقفهم ضد الاحتلال وضد الحصار وحقهم في العودة؛ لذلك يؤكد المركز على ضرورة إخضاع إسرائيل للمساءلة والمحاسبة عبر التحقيق معها فيما ترتكبه من جرائم.
كما يؤكد المركز أن الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة عليها التزام قانوني بموجب المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.

ويدعو المركز سويسرا بصفتها الدولة المودعة لديها الاتفاقية أن تدعو الأطراف السامية المتعاقدة لعقد اجتماع وضمان احترام إسرائيل للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *