المرجع: 48/2015
التاريخ: 1 أغسطس 2015
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وبأشدّ العبارات الممكنة، جريمة الحرق البشعة التي اقترفتها مجموعة من المستوطنين بحق منزلين فلسطينيين في قرية دوما، جنوب شرقي نابلس، فيما كان سكان أحدهما نياماً في داخله؛ ما أدى إلى مقتل الطفل الرضيع علي سعد دوابشة، وإصابة والديه وطفلهما الثاني بحروق بالغة. وتأتي هذه الجريمة بعد مرور أيام على الذكرى الأولى لجريمة اختطاف الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، من حي شعفاط في مدينة القدس الشرقية المحتلة على أيدي المستوطنين، وإخضاعه للتعذيب، وقتله، وحرقه بوحشية. يؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن تستر قوات الاحتلال على جرائم المستوطنين، بل ومساندتهم وتوفير الحماية الدائمة لهم، وعدم إخضاعهم للقانون، يشكل عوامل تشجيع لهم على مواصلة اقتراف جرائمهم المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين.
واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 2:00 فجر يوم الجمعة الموافق 31/7/2015، تسللت مجموعة من المستوطنين، إلى داخل بلدة دوما جنوب شرقي مدينة نابلس، والتي تبعد حوالي 2 كيلومتر إلى الشرق عن البؤرتين الاستيطانيتين (يش كديش) و(يحياه) وأضرموا النار في منزلين سكنيين، بينما كان سكان أحدهما، ويعود للمواطن سعد محمد حسن دوابشة، 32 عاماً، نياماً في داخله. حاصرت النيران المواطن المذكور، وزوجته ريهام حسين حسن دوابشة، 27 عاماً، وطفليهما، علي، 18 شهراً، وأحمد، 5 أعوام، قبل أن تمتد إليهم النيران وتشتعل فيهم. أدى ذلك إلى مقتل الطفل الرضيع علي، بعد أن اشتعلت النيران لمدة 40 دقيقة في المنزل، قبل وصول سيارة الإطفاء التابعة للدفاع المدني الفلسطيني، حيث تم إخراج الرضيع من غرفة نومه جثة متفحمة، ونقله إلى مستشفى رفيديا الجراحي في مدينة نابلس. كما أصيب والداه اللذان عُثِرَ عليهما أمام منزلهما، وطفلهما الثاني أحمد، الذي أخرجه الجيران من صالون المنزل، بحروق بالغة في أنحاء متفرقة من الجسم، تركزت في الوجه والجزء العلوي من الجسم، صنفت بأنها حروق من الدرجة الثانية والثالثة، ووصفت حالة الوالدين بأنها خطيرة للغاية. نقل المصابون الثلاثة في سيارة خاصة إلى حاجز زعترة، جنوبي مدينة نابلس، ومن هناك نقلوا بواسطة سيارة إسعاف فلسطينية إلى مستشفى رفيديا أيضاً، وفي ساعات الصباح الأولى جرى نقل المصابين الثلاثة إلى مستشفى (سوروكا) في بئر السبع لتلقي العلاج بسبب خطورة حالتهم.
ويعود المنزل الثاني الذي تعرض للحرق، للمواطن مأمون رشيد راشد دوابشة، وأتت النيران على المنزل بالكامل، ونجا سكانه من كارثة محققة كونهم يقيمون في شقة أخرى لهم في مدينة نابلس، ولم يكونوا في منزلهم في تلك الأثناء. هذا وقد خطّ المستوطنون شعارات عنصرية على جدران المنزلين، تدعو للانتقام من العرب.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي دأب على التحذير من تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، التي تصنف جرائم ضد الإنسانية، وإذ يجدد إدانته الشديدة لتصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في الأرض الفلسطينية المحتلة، فإنه: