المرجع: 25/2014
التاريخ: 08 مارس 2014
التوقيت: 10:00 بتوقيت جرينتش
يوافق اليوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي الذي كرسه المجتمع الدولي لدعم النساء والتأكيد على أهمية تمتعهن بحقوقهن في العام 1977، عندما أصدرت منظمة الأمم المتحدة قراراً دعت من خلاله دول العالم لاعتماد يوم من السنة كيوم للاحتفال بالمرأة. وقد اختارت غالبية الدول الثامن من آذار تخليداً للدور الذي لعبته النساء الأمريكيات في احتجاجات العام 1909، على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل بموجبها.
ويحل يوم المرأة العالمي لهذا العام وما تزال النساء الفلسطينيات عرضة لأبشع أشكال العنف الممارس بحقهن، فهن من ناحية ضحية للسياسات المنتهجة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن ناحية أخرى ضحية لممارسات المجتمع المحلي.
لقد وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان منذ 8 مارس 2013 وحتى يومنا هذا مقتل 13 إمرأة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بأيد فلسطينية في سياقات متعددة عنوانها الرئيسي الفلتان الأمني والعنف المحلي بحق النساء، مقارنة بـ 5 نساء قتلن خلال العام المنصرم. بين ضحايا العام، 5 نساء قتلن على أيدي أفراد من عوائلهن على خلفية ما يسمى بجرائم الشرف، 5 نساء قتلن أثناء شجارات عائلية، إمرأتان قتلن في حوادث سوء استخدام السلاح والعبث به، وإمرأة قتلت جراء تعذيبها على أيدى أفراد من أسرتها.
وقعت أحدث جرائم القتل التي طالت نساء فلسطينيات بتاريخ ٤ مارس 2014، عندما أقدم محامي على قتل زوجته طعناً في مدينة رام الله على خلفية خلاف نشب بينهما. سبق هذه الجريمة مقتل فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها من سكان محافظة شمال القطاع جراء تعرضها للتعذيب داخل منزل عائلتها وذلك بتاريخ 20 فبراير 2014.
أما على مستوى الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة، فقد وثق المركز خلال الفترة ذاتها مقتل إمرأتين فلسطينيتين، قضت إحداهما متأثرة بإصابة سابقة، فيما شكل مقتل الثانية وهي المواطنة آمنة قديح، 56 عاماً، مريضة نفسياً، دليلاً جديداً على استهتار قوات الاحتلال الإسرائيلي بأرواح المدنيين الفلسطينيين، حيث استهدفتها القوات المتمركزة قرب الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل في منطقة عبسان الكبيرة بتاريخ 20/2/2014 بعيار ناري اخترق جانبها الأيسر ونفذ من الجانب الأيمن، وتركت تنزف حتى الموت. وقد عثر عدد من أقارب الضحية الذين خرجوا للبحث عنها بعد تغيبها عن المنزل على جثمانها في اليوم التالي لوفاتها.
ولا تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية المنفذة بحق النساء الفلسطينيات على أعمال القتل أو الإصابة فإلى جانب هذه الجرائم تواجه النساء الفلسطينيات ظروفاً بالغة التعقيد والقساوة نتيجة للسياسات التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية. وعلى نحو خاص، تعاني النساء الفلسطينيات في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات. وتتفاقم هذه المعاناة بفعل ما يخلفه الحصار من أزمات إنسانية متتالية ومتجددة أبرزها: أزمة انقطاع التيار الكهربائي وأزمة الوقود وغيرها من أزمات تحول دون تمتع النساء بالعديد من حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية وتلقي على عاتقهن المزيد من الأعباء وتزيد حياتهن صعوبة وتعقيداً.
وفي الضفة الغربية، تعاني النساء الفلسطينيات جراء استمرار إسرائيل في انتهاج العديد من السياسات التي تشكل انتهاكاً لحقوقهن كالاستيطان ومصادرة الأراضي الزراعية ومداهمة المنازل والاعتقالات العشوائية عدا عن تقييد حرية الحركة والتنقل بين المدن والقرى الفلسطينية عبر مئات الحواجز العسكرية الإسرائيلية الثابتة والمتنقلة.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على ضوء استمرار تفاقم معاناة النساء الفلسطينيات وتدهور أوضاعهن، يؤكد على أن المرأة الفلسطينية بأمس الحاجة لدعم ومساندة المجتمعين المحلي والدولي فكلاهما ملزم بحمايتها وضمان تمتعها بحقوقها المختلفة.
وعلى نحو خاص يدعو المركز: