المرجع: 41/2023
التاريخ: 11 إبريل 2023
التوقيت: 09:30 بتوقيت جرينتش
قتل طفل فلسطيني وأصيب ثلاثة مدنيين آخرون بجروح، إثر إصابتهم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، خلال مواجهات اندلعت بعد اقتحام تلك القوات مخيم عقبة جبر في أريحا. وتأتي هذه الجريمة في إطار جرائم القتل الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة، وإطلاق النار بهدف القتل رغم عدم وجود أي خطر أو تهديد على حياة الجنود، وهي نتيجة سجل طويل من الإفلات من العقاب والحماية التي توفرها إسرائيل لجنودها.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 9:54 صباح أمس الاثنين الموافق 10-4-2023، تسللت قوة خاصة من وحدات (المستعربين) في قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي يتشبّه أفرادها بالمدنيين الفلسطينيين، مستخدمة سيارة بيضاء اللون، إلى منطقة الدوار وسط مخيم عقبة جبر في أريحا، وحاصرت مقهى حندوس وسط المخيم قبل أن تداهمه. في التوقيت نفسه كانت قوة من جنود الاحتلال تداهم منزل عائلة المواطن ياسين عزات، 18 عاماً، واعتقلته بعد تفتيش منزل عائلته. وبعد ذلك، خرجت القوة من المقهى وأطلقت النار عشوائيًّا تجاه المواطنين في المنطقة. وعلى الفور، توغلت آليات الاحتلال وحاصرت المنطقة لمساندة القوة الخاصة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز بهدف تفريق المواطنين. وقد تجمع عدد من الفتية والشبان في منطقة الدوار، واندلعت مواجهات عنيفة، أسفرت عن إصابة ثلاثة مواطنين: أصيب الأول، 23 عاما، بعيار ناري أسفل الظهر، والثاني، 34 عاماً، بعيار ناري في القدم، والثالث، 26 عاماً، بعيار ناري في القدم، ونقلوا إلى مشفى أريحا الحكومي. وفي حوالي الساعة 10:28 صباحًا، وبينما كان الطفل محمد فايز عوضات،17 عاماً، يتقدم وبيده حجارة لإلقائها تجاه جنود الاحتلال، وكان على بعد 50- 60 متراً منهم، أطلق عليه أحد الجنود عيارًا ناريًّا في صدره ووقع على الأرض، وفور وقوعه استمر الجنود بإطلاق النار تجاهه وأصابوه بثلاثة أعيرة نارية أخرى في منطقة البطن والخاصرة، ومقدمة الرأس، ونقل بسيارة إسعاف إلى مشفى أريحا الحكومي، حيث جرت محاولات لإنعاشه دون جدوى، وفي تمام الساعة 11:05 صباحاً أعلن الأطباء عن وفاته بسبب إصاباته الخطيرة.
وأفاد شاهد عيان لباحثة المركز، بما يلي:
“كنت أتواجد خلف جدار، وكان صديقي محمد فايز عوضات يتقدم صوب الجنود وهو يحمل الحجارة التي سيلقيها عليهم، وكان يركض باتجاه الدوار، عندها تقدم حوالي خمس خطوات سريعة، فأطلق أحد الجنود تجاهه رصاصة وهو على بعد 50 إلى 60 مترا فقط من الجنود، فأصيب برصاصة في صدره من الجهة اليسرى ووقع على الأرض، ثم أطلق الجنود عليه ثلاث رصاصات إضافية بشكل متتالي وكانت الساعة حوالي العاشرة والنصف صباحا. على الفور تجمعنا حوله وحضرت سيارة إسعاف، وكان محمد ملقى على الأرض وشاهدت عدة إصابات في الرأس وفي البطن والخاصرة والدماء تملا وجهه، ثم وضعناه داخل سيارة الإسعاف وحاول المسعفون إنعاشه إلاّ أنه لم تكن هناك علامات حيوية عليه، وأعلن عن وفاته بعد قليل من وصوله مستشفى أريحا”.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.
