المواطن خميس علي ربيع البرديني (55 عاماً) من سكان حي الزيتون في مدينة غزة
أعطيت الإفادة لطاقم المركز بتاريخ 24/12/2023
في ساعات الظهيرة يوم 1/12/2023، هدمت قوات الاحتلال جزءا من منزلي الواقع شرق مركز شرطة حي الزيتون في غزة، بواسطة دبابة، أثناء تواجدي فيه مع عائلتي وأنبائي المتزوجين وزوج ابنتي، وعددنا 17 فرداً في وقت كان الحي هادئا. بعد هدم المنزل خرجنا ونحن نرفع رايات بيضاء. على الفور اعتقل جنود الاحتلال الرجال منا، وهم: أنا وابني حسام، 32 عاما، وتامر، 28 عاما، وزوج ابنتي محمد ابو عفش، 26 عاما، وأجبرونا على خلع ملابسنا كلها باستثناء اللباس الداخلي السفلي وقيدوا أيدينا خلف ظهورنا، بقيود بلاستيكية ووضعوا قطع قماش (عصبة) على أعيننا. وتعرضنا للضرب والركل بعنف ووحشية وبأي شيء يحمله الجنود أثناء سيرنا أمامهم أو أثناء نقلنا في الآليات. وهو ما تسبب بإصابات وجروح لغالبيتنا.
وخلال 3 أيام وفي أماكن مجهولة للمعتقلين تعرضنا للضرب بعنف ونحن عراة ومقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين وفي أحيان كان الجنود يلقوا بالمعتقلين من فوق الآليات مثل الأكياس. لم يقدم لنا الماء أو الطعام ولم يسمح لنا بقضاء الحاجة وأجبرنا على الجلوس على ركبنا، وكان المعتقلون يتمنون الموت على استمرار هذا العذاب.
بعد مرور 3 أيام من الاعتقال، تمكنت من تحديدها عن طريق شروق وغياب الشمس وسماع صوت الأذان، نقلونا إلى معسكر اعتقال مجهول لديهم وسلمونا ملابس عبارة عن بيجاما رمادية اللون. وضعنا تقريبا كل 100 معتقل في مردوان مكون من الصفيح وحوله سياج شائك، واستمر تقييد أيدينا بقيود بلاستيكية للأمام ووضع عصبة على أعيننا والجلوس معظم الوقت على الركب.
خلال ذلك، تم استجوابي من محقق مرتين، في كل مرة لمدة 10 دقائق، يتم خلال الاستجواب فقك القيود ورفع العصبة، ويدور الاستجواب حول عناصر حماس وصلة المعتقل بهم، وفي حال لم تعجب المحقق الإجابات كان يجبرني على الجلوس على ركبتي علمًا أن الأرضية عبارة عن حصى (حصمة). خلال ذلك كنت أسمع صوت صراخ معتقلين آخرين أثناء الاستجواب. خلال فترة الاعتقال في المكان المذكور كان يجري تقديم وجبات طعام قليلة جدا لنا، حيث كان الفطور عبارة عن علبة لبنة صغيرة وقطعتي خبز، والغداء علبة سردين، والعشاء مربى. كان أغلبنا يقلل الأكل لأنهم لا يسمحون بالذهاب للحمام للتبرز.
وأفرجت قوات الاحتلال عني في 24/12/2023، مع مجموعة من المعتقلين (حوالي 20 معتقلا) عن طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح ومنه نقلت إلى مستشفى النجار في مدينة رفح لتلقي العلاج.