نوفمبر 23, 2025
رغم وقف إطلاق النار .. الاحتلال يصعّد عدوانه ويقتل 24 مواطنًا ويصيب 87 بغارات مكثفة في غزة
مشاركة
رغم وقف إطلاق النار .. الاحتلال يصعّد عدوانه ويقتل 24 مواطنًا ويصيب 87 بغارات مكثفة في غزة

من جديد تلجأ قوات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ موجة من القصف العنيف في قطاع غزة متجاهلة اتفاق وقف إطلاق النار لتعيد إنتاج أفعال الإبادة الجماعية بقرارات صريحة من أعلى المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

 وخلال غارات مكثفة استمرت عدة ساعات أمس السبت قتلت قوات الاحتلال 24 موطنًا وأصابت 87 آخرين، في وقت تواصل فيها يوميا جرائم القتل بإطلاق النار والقصف الجوي، إلى جانب نسف ما تبقى من منازل ومباني في إصرار على إعدام جميع فرص الحياة والعيش حاليا ومستقبلا في القطاع.

تعكس هذه الجرائم المتكررة سعي إسرائيل لتكريس سياسة جديدة تتحكم فيها بنمط القصف والقتل اليومي دون اعتبار لوقف إطلاق النار المعلن في 10 أكتوبر الماضي، إذ لم تتوقف الغارات والقصف المدفعي منذ ذلك التاريخ، وأسفرت بمجملها حتى الآن عن 342 قتيلًا و875 مصابا، وفق معطيات وزارة الصحة.

وضمن أبرز ما وثقته طواقمنا أمس السبت الموافق 22/10/2025، هجوم طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 15:15 على منزل عائلة عابد في مدينة دير البلح في المحافظة الوسطى، مستهدفة الطابق الثالث منه، ما أدّى إلى مقتل المواطنة نفين محمد حسن عابد (أبو شنب)، 39 عامًا، والطفل طه أسامة سليمان منصور، 14 عامًا، وإصابة 10 مواطنين بجراح متفاوتة، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة بالمنزل والمباني المحيطة.

وهاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 15:25 من اليوم نفسه، الطابق الرابع من منزل عائلة أبو أمونة الكائن في بلوك 5 بمخيم النصيرات في المحافظة الوسطى. أسفر القصف عن مقتل أربعة مدنيين من بينهم زوجان وطفلتهما، وهم: أسامة جميل عبد الرحيم أبو أمونة، 48 عامًا، وزوجته سناء فؤاد عبد الرحيم أبو أمونة، 46 عامًا، وطفلتهما إيمان، 14 عاما، ومصطفى سعيد عبد الرحمن أبو حسب الله، 65 عامًا. كما أصيب حوالي 15 مواطنًا بجراح متفاوتة.

وهاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 16:05، منزلًا لعائلة أبو شاويش في بلوك 2 بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. أسفر الهجوم عن مقتل 12 مدنيًا، من بينهم 4 أطفال و3 سيدات، إضافة إلى إصابة عدد آخر من سكان المنزل والمنازل المجاورة بجراح متفاوتة، بعضها خطيرة. والقتلى هم: غالب عبد الرحمن محمود أبو شاويش، 51 عامًا، وزوجته كاميليا فايق خالد أبو شاويش، 45 عامًا، وأبنائهما: بلال، 24 عامًا، وشهد، 22 عامًا، وديالا، 11 عامًا، وسحر عبد الرحمن يوسف أبو شاويش/ البحيصي، 40 عامًا، وأبنائها محمد، 18 عاما، وتيما، 16 عاما، ويوسف، 14 عاما، وحبيبة، 11 عاما، وهم أبناء رامي محمد أبو شاويش، وسلام شكري علي أبو شاويش،30 عامًا، وأحمد تيسير عايش حمدان (31 عامًا).

وجاءت هذه الموجة من القصف بعد موجة مماثلة مساء الأربعاء الماضي الموافق 19/11/2025، أسفرت عن مقتل 32 مواطنًا منهم 12 طفلا و8 سيدات، وإصابة 88 آخرين بجروح.

وضمن ما وثقته طواقمنا خلال هذه الموجة، مهاجمة طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 03:30 من يوم 19/11/2025، منزلا لعائلة أبو سبت في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى إلى مقتل 3 من سكانه منهم طفلان وإصابة آخرين بجروح مختلفة. والقتلى هم: رزان صبري فايق أبو سبت، 17 عاما، وشقيقها محمد، 20 عاما، وطفلة شقيقهما أيلول علي صبري أبو سبت، 11 شهرا.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 17:20 من اليوم نفسه، خيمة لأحد النازحين بالقرب من نادي الوكالة على البحر جنوب غرب مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل 6 مواطنين، منهم امرأتان، وإصابة آخرين بجروح. والقتلى هم: توفيق حيدر توفيق حماد، 30 عاما، وزوجته الاء صبحي محمد النجار، 30 عاما، وعبد الله توفيق عبد الله أبو شمالة، 42 عاما، وناهض عبد المالك عابد أبو شهلا، 54 عاما، وابراهيم علي عبد الهادي أبو جاسر، 40 عاما، وربى جودة محمد أبو العلا، 23 عاما.

وهاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 18:05 خيمة أحد النازحين في منطقة البراق الشمالي غرب حي الأمل بخان يونس، ما أدى إلى مقتل 7 نازحين، منهم 3 نساء و3 أطفال، فيما أصيب آخرون بجراح متفاوتة. والقتلى هم: فادي عبد إبراهيم أبو مصطفى، 37 عاما، وأطفاله: عبد الله، 10 سنوات، ووصلت، 11 عاما، ومحمد 6 شهور (رضيع)، وأشواق عبد الكريم محمود أبو معمر، 27 عاما، ورمزي صالح الجبور 21 عاما، وشروق فتحي أحمد شيخ العيد، 20 عاما.

كما أقدمت قوات الاحتلال على توسيع المنطقة التي تسيطر عليها في قطاع غزة والتي تصل إلى حوالي 60 % من مساحة القطاع بتغيير أماكن العلامات الصفراء (التي تفصل بين المنطقة التي لا تزال تتمركز فيها قوات الاحتلال وباقي قطاع غزة) ونقلها مسافات تتراوح بين 250-300 متر في شوارع الشعف والنزاز وبغداد، شرقي مدينة غزة، ما اضطر عشرات العائلات على النزوح مجددا من تلك المناطق ومحيطها.

ووفق متابعة باحثينا، لم تتوقف قوات الاحتلال منذ وقف إطلاق النار عن تنفيذ غارات جوية أو القصف المدفعي وإطلاق النار، إلى جانب تنفيذ عمليات نسف متكررة في المناطق الواقعة داخل الخط الأصفر لتدمير ما تبقى من منازل ومباني في تلك المناطق. كل ذلك يأتي في وقت تستمر فيه معاناة جميع سكان القطاع نتيجة عدم توفر أماكن إيواء ملائمة بعد تدمير نحو 90 % من مباني القطاع على مدار ال 25 شهرًا الماضية، مع استمرار تداعيات العدوان والحصار على مجمل الحياة الصحية والاقتصادية والإنسانية.

تمثل كل هذه الاعتداءات نمطًا ثابتًا من سياسة العدوان العسكري الإسرائيلي وأفعال الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في القطاع، في انتهاك جسيم لميثاق روما وأحكام اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية.

يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم، وغياب أي إجراءات للمساءلة، يمنح إسرائيل ضوءًا أخضر للاستمرار في القتل والتدمير، ويمهد لمرحلة جديدة من جرائم الإبادة الجماعية الممنهجة بحق المدنيين الفلسطينيين.

ويطالب المركز المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تشمل فرض حماية عاجلة للمدنيين، وإنهاء الوجود العسكري لقوات الاحتلال في قطاع غزة، ووقف استخدام الأساليب والأسلحة التي تستهدف الأحياء المدنية، وإلزام إسرائيل بوقف هجماتها وحصارها على القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *