المرجع: 116/2014
التاريخ: 03 أغسطس 2014
التوقيت: 11:30 بتوقيت جرينتش
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة المجزرة الجديدة التي نفذتها القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة اليوم، أمام مركز إيواء، تابع للأمم المتحدة، والتي أدت إلى مقتل 9 أشخاص، من بينهم 4 أطفال، وإصابة 45 شخصاً، من بينهم 25 طفلاً. وتعد هذه الجريمة السابعة التي تقترفها القوات المحتلة ضد مراكز الإيواء، ما يؤكد عدم اكتراثها بحياة المدنيين، واستهتارها بقواعد القانون الدولي، بما فيها قواعد القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يعرب عن استهجانه الشديد لغياب أي تحرك من المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين الأبرياء، ووقف ويلات هذه العدوان وحمايتهم من عواقبه.
ووفقاً لتحقيقات المركز الأولية، وفي حوالي الساعة 10:50 من صباح اليوم الأحد، الموافق 3/8/2014، أطلقت طائرة حربية اسرائيلية بدون طيار صاروخاً تجاه دراجة نارية على بعد أقل من 5 أمتار من البوابة الشرقية لمدرسة ذكور رفح الإعدادية “أ” للاجئين، التابعة لوكالة الغوث الدولية (UNRWA)، والواقعة في مخيم الشابورا في مدينة رفح، والتي تأوي أكثر من 3000 نازح. وتزامن القصف مع تواجد أعداد كبيرة من النازحين معظمهم من الأطفال قرب بوابة المدرسة (داخلها وخارجها)، وقد أدى ذلك إلى مقتل 9 أشخاص، بينهم 4 أطفال ويشتبه بوجود موظف في الأونروا من بين القتلى، وإصابة 45 شخصاً، بينهم 25 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 2-12 عاماً، نقلوا إلى مستشفيي الإمارات والكويتي غرب المدينة.
وكان السكان النازحون في تلك المدرسة قد لجأوا إليها، طلباً لمأوى آمن، بعد أن أعلنت القوات المحتلة عن هجومها البري على القطاع، بتاريخ 17/7/2014، وطالبت تلك القوات السكان المدنيين بإخلاء منازلهم، عبر الاتصالات الهاتفية بالسكان وإلقاء آلاف المنشورات بواسطة الطائرات على سكان المناطق الحدودية.
وتعتبر هذه الجريمة السابعة من نوعها، التي يتم فيها استهداف مراكز الإيواء، وقد كان أبرزها بتاريخ 24/7/2014، عندما أطلقت الدبابات الحربية الإسرائيلية 5 قذائف مدفعية تجاه مدرسة بيت حانون الابتدائية المشتركة، التابعة لوكالة الغوث الدولية(الأنروا)، والتي خصصتها الأنروا كمركز لإيواء عشرات الأسر المشردة، وقد أدت إلى مقتل 11 مواطناً، بينهم 7 أطفال وامرأتان، وإصابة 110 أشخاص بينهم 55 طفلاً و31 سيدة. وبتاريخ 30/7/ 2014، أطلقت الآليات العسكرية ست قذائف مدفعية، سقطت ثلاثة منها على مدرسة بنات جباليا الابتدائية ا، ب ” مدرسة ابو حسين” في مخيم جباليا، وهي مدرسة ايواء، نزح لها مئات الأهالي منذ بداية العدوان، وقد أسفر ذلك عن مقتل 15 مواطناً من النازحين داخل المدرسة، من بينهم خمسة اطفال. كما قتل مواطنان من خارج المدرسة.
يشار إلى أن عدد السكان المدنيين الذين فروا من منازلهم بحثاً مأوى آمن، منذ بدء العدوان الحربي الحالي، قد ارتفع إلى نحو 520.000 نازح/ة، من بينهم 240.000 38 نازح/ة يقيمون في مدارس الأنروا في القطاع، وتتميز هذه المدارس بشكل واضح في مرافقها، حيث تتلون باللونين الأبيض والأزرق لكافة مبانيها، ويرفع عليها أعلام الأمم المتحدة الزرقاء بشكل واضح ومن كافة الاتجاهات. كما أن الأنروا قد نسقت تدشين مراكز إيواء للسكان المدنيين في مدارسها مع السلطات الحربية المحتلة، والتي يتوفر لديها مخططات جغرافية شاملة عن تلك المنشآت، وبكامل إحداثياتها الهندسية.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إذ يؤكد على أن هذه الجريمة تمثل استمراراً لمسلسل جرائم الحرب التي لم تتوقف بسبب غياب المسائلة عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي ترتكبها القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة ضد السكان المدنيين، فإن المركز:
• يدعو الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق خاصة بالمجزرة الدموية التي ارتكبتها القوات المحتلة في المدرسة. وتقديم توصياتها وملاحقة المتورطين في تلك المجزرة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
• يجدد تأكيده على أن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي تشكل برهاناً واضحاً على أعمال الانتقام التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.
• يؤكد المركز إلى أنه بموجب القانون الدولي، فإن وجود مقاومة مسلحة لا يبرر بأي حال من الأحوال استخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة، دون التمييز بين الأهداف المدنية وغير المدنية.
• يدعو المجتمع الدولي وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة إلى التدخل الفوري من أجل الوقف الفوري للعدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع.