أكتوبر 8, 2022
تصاعد خطير في جرائم القتل الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة، مقتل 4 مواطنين، منهم طفلان، وإصابة 10 آخرين، أحدهم طفل حالته حرجة برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية
مشاركة
تصاعد خطير في جرائم القتل الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة، مقتل 4 مواطنين، منهم طفلان، وإصابة 10 آخرين، أحدهم طفل حالته حرجة برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية

المرجع: 127/2022

التاريخ: 8 اكتوبر 2022

التوقيت: 00:15 بتوقيت جرينتش

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة مواطنين، بينهم طفلان، وأصابت 10 آخرين بجروح، بينهم 3 في حالة خطرة، أحدهم طفل، في ثلاثة حوادث منفصلة، صباح اليوم ومساء أمس، في جنين، ورام الله، وقلقيلية، في الضفة الغربية، في إطار جرائم القتل الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة، ونتيجة التساهل في تعليمات إطلاق النار الصادرة من أعلى المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل.

 المركز يدين التصعيد المستمر من قوات الاحتلال والاقتحامات التي تنفذها في عمق مناطق السيادة الفلسطينية في الضفة الغربية، بهدف القتل أو الاعتقال، ويشير إلى تسجيل ارتفاع كبير في عدد القتلى في الضفة الغربية خلال الأسبوعين الأخيرين، نتيجة هذه التعليمات التي تعني الإصابة بهدف القتل، رغم عدم وجود خطر أو تهديد جدي على تلك القوات.

ووفق تحقيقات المركز حول مقتل مواطنين، أحدهما طفل، وإصابة 9 آخرين في جنين، ففي حوالي الساعة 8:55 صباح اليوم السبت الموافق 8/10/2022، تسللت قوة إسرائيلية خاصة (من وحدة اليمام) إلى مخيم جنين، غرب مدينة جنين، وحاصرت منزل المواطن سمير صالح أبو زينة، وسط المخيم. بعد لحظات توغلت قوات الاحتلال معززة بعدة آليات عسكرية، تساندها طائرتان إحداهما مروحية والأخرى بدون طيار، وحاصرت المخيم المذكور، وأحكمت الحصار في محيط المنزل. شرعت تلك القوات بإطلاق نار كثيف تجاه المنزل المحاصر، وهو مكون من طابقين، وتمكنت من اعتقال نجل مالك المنزل، صالح، 25 عاماً. وخلال حصار المنزل الذي استمر حتى الساعة 10:30 صباحاً، تجمع عدد من المواطنين ورشقوا بالحجارة آليات الاحتلال المتوغلة في المخيم، فيما أطلقت تلك القوات النار تجاههم. وخلال انسحاب قوات الاحتلال اندلعت مواجهات قرب دواري الحمامة (غرب) والبطيخة (شمال غرب) مدينة جنين. أسفر إطلاق النار من قوات الاحتلال عن إصابة 11 مواطنًا، بجروح، منهم 5 وصفت حالتهم بالخطيرة، بينهم طفلان، نقلوا جميعًا إلى مستشفى بن سينا الخاص في مدينة جنين، وهناك أعلن عن مقتل اثنين من الجرحى وهما: الطفل محمود مؤيد محمود صوص، 17 عاماً وهو من سكان مخيم جنين للاجئين، وأصيب بعيار ناري في رقبته، في منطقة دوار حمامة، والشاب أحمد محمد حسين دراغمة، 19 عاماً، من سكان مدينة طوباس، وأصيب بعيار ناري في رأسه في دوار البطيخة.

ووفق تحقيقات المركز حول مقتل مدني وإصابة آخر في رام الله، ففي حوالي 5:00 مساء يوم الجمعة الموافق 7/10/2022، تظاهر عشرات من الشبان والفتية في منطقة جبل الحراشة، في قرية المزرعة الغربية، شمال مدينة رام الله، تنديدا بالاستيطان، حيث إن المنطقة المذكورة مهددة بالمصادرة من قوات الاحتلال التي تقيم نقطة عسكرية لها فيها. ألقى الشبان الحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة تجاه قوات الاحتلال المتمركزة في المنطقة المذكورة، فيما أطلقت تلك القوات الأعيرة النارية والمعدنية وقنابل الصوت والغاز صوب المتظاهرين، واندلعت مواجهات عنيفة في المنطقة. أسفر إطلاق النار في حوالي الساعة5:55  مساءً، عن إصابة مواطنين، أحدهما طفل، ووصفت حالتهما بأنها خطيرة، ونقلا إلى مستشفى الاستشاري العربي التخصصي في رام الله. وفي حوالي الساعة 7:30 مساءً، أعلنت المصادر الطبية عن وفاة أحد الجريحين، وهو الشاب مهدي محمد عبد المعطي لدادوة، 19عاماً، جراء إصابته بعيار ناري في خاصرته اليسرى.

وأفاد شاهد عيان لباحثة المركز، أن أحد جنود الاحتلال أطلق النار من مسافة لا تتجاوز 20 مترًا تجاه المواطن لدادوة، دون أن يشكل خطرًا أو تهديدًا على حياة الجنود، حيث سقط أرضًا ونقل بسيارة مدنية إلى المستشفى قبل الإعلان عن وفاته لاحقا.

أما الطفل المصاب فتبين أنه نور علي السعدي شريتح، 16 عامًا، وأصيب بعيار ناري في الحوض، وحاولت قوات الاحتلال اعتقاله بعد إصابته، ولكن تمكن المواطنون من نقله إلى المستشفى، واعتقل الجنود أحد المواطنين الذين اعترضوا محاولة الاعتقال.

ووفق تحقيقات المركز حول مقتل طفل في قلقيلية، ففي حوالي الساعة 5:00 مساء يوم الجمعة، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزة بمحاذاة جدار الضم، في منطقة البيارات، المسماة، “بيرين” جنوب مدينة قلقيلية، النار تجاه مجموعة أطفال وفتية تواجدوا في إحدى البيارات التي يرتادونها بين الحين والآخر، على بعد نحو 100 متر من موقع تمركز تلك القوات. أسفر ذلك عن إصابة الطفل عادل إبراهيم عادل داوود، 14 عاماً، بعيار ناري في الرأس، نقل إثرها إلى مستشفى قلقيلية الحكومي، ومن هناك حوّل إلى مستشفى رفيديا في نابلس، حيث أعلنت المصادر الطبية عن وفاته.

وأعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال أن قوة من الجيش كانت تقوم بنشاط اعتيادي قرب السياج الأمني في منطقة قلقيلية واجهوا فلسطينيًا كان يلقي زجاجات حارقة باتجاههم مما حدا بهم إلى إطلاق النار عليه، ورصدت إصابته. وأضاف الناطق العسكري أن التحقيق في ملابسات الحادثة مستمر1.

وأفاد مزارع في المنطقة لباحثة المركز، أن الفتية يتواجدون في المنطقة عادةً للهو، وأحيانا يقوم بعضهم برشق قوات الاحتلال بالحجارة، وأن الفتية أبلغوه أن الطفل داوود أصيب خلال جلوسه على أنبوب مياه في المنطقة التي لم تكن تشهد أي أحداث في تلك اللحظة.

ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 137 مواطنا، بينهم 97 مدنياً، منهم 29 طفلاً و8 نساء، ومواطنان قتلهما مستوطنون، فضلاً عن إصابة المئات منهم نساء وأطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة.

يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.

—————————————

  1. https://www.makan.org.il/item/?itemId=135838 ↩︎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *