المرجع: 146/2014
التاريخ: 15 أكتوبر 2014
التوقيت: 10:35 بتوقيت جرينتش
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الجريمة التي اقترفها المستوطنون في ساعات صباح أمس، الثلاثاء الموافق 14/10/2014، وقيامهم بإضرام النيران داخل مسجد أبو بكر الصديق في بلدة عقربا، جنوب شرقي مدينة نابلس، وخَطِّ شعارات على جدرانه الخارجية. ويرى المركز أن تستر قوات الاحتلال على جرائم المستوطنين، بل ومساندتهم وتوفير الحماية الدائمة لهم، وعدم إخضاعهم للقانون، يشكل عوامل تشجيع لهم على مواصلة اقتراف جرائمهم المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين. كما ويرى المركز أنّ تلك الجرائم تأتي في سياق التحريض المستمر من قبل حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ما يدفع المستوطنين للمزيد من التطرف والكراهية ضد الفلسطينيين. وفي الوقت الذي يدين فيه المركز تلك الاعتداءات، وصمت حكومة الاحتلال عليها، بل وتشجيعها لها، فإنّه يدعو المجتمع الدولي للتحرك السريع في توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
واستناداً لتحقيقات المركز ولشهود العيان، ففي حوالي الساعة 6:15 صباح يوم الثلاثاء الموافق 14/10/2014، وفي أعقاب انتهاء صلاة الفجر في مسجد أبو بكر الصديق، في بلدة عقربا، جنوب شرقي مدينة نابلس، شاهد أحد المواطنين الدخان ينبعث من النافذة الجنوبية لمصلى النساء في الطابق الأول من المسجد. على الفور أبلغ المصلّين الذين شرعوا بمغادرة مصلى الرجال في الطابق الثاني من المسجد، من مدخله الشرقي بالأمر، فهرعوا إلى مصلى النساء من مدخله الغربي لإخماد النيران، وتمكنوا من ذلك بعد حوالي 20 دقيقة. وبعد معاينتهم المكان لاحظوا أنه تم تحطيم النافذة الجنوبية لمصلى النساء، وسكب المواد المشتعلة منها على سجاد المسجد وإشعال النيران به، وترك الأغطية والزجاجات الفارغة للمواد المشتعلة على نفس النافذة. وفي وقت لاحق، وصلت قوة من الشرطة الفلسطينية إلى المسجد، وعاينت الأضرار، وجمعت الزجاجات الفارغة وأغطيتها، وتحفّظت عليها. وفي حوالي الساعة 10:30 صباحاً حضر إلى المسجد الارتباط العسكري الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية وفتحوا تحقيقاً في الجريمة.
يشار أن المسجد يقع في حي “رأس كركس” في الجهة الجنوبية الغربية من بلدة عقربا، وهذه المنطقة لا تبعد أكثر من أربعمائة متر عن شارع (عابر السامرة). هذا وقد خطّ المستوطنون على جدار المسجد شعاراً باللغة العبرية موقعاً باسم (مجموعات تدفيع الثمن في مستوطنة تفوح)، وأن هذه العملية جاءت انتقاما للمستوطن كهانا من سكان المستوطنة المذكورة الذي قتل قبل عدة سنوات على يد فلسطيني من بلدة عقربا، وتصادفت ذكرى مقتله في اليوم المذكور.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي دأب على التحذير منذ فترة من تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وإذ يجدد إدانته الشديدة لتصاعد تلك الاعتداءات، والتي كان آخرها إضرام النار في مسجد أبو بكر الصديق في بلدة عقربا، وصمت حكومة الاحتلال عليها، فإنه: