المرجع: 74/2013
التاريخ: 5 يوليو 2013
التوقيت: 00:15 بتوقيت جرينتش

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة اختطاف سبعة مواطنين من سكان محافظة شمال غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية، على أيدي مسلحين يشتبه بانتمائهم لجهاز مكافحة المخدرات وكتائب القسام، والتحقيق معهم حول حيازتهم عقار (الترامادول) وتعرضهم لتعذيب شديد أسفر عن إصابتهم بكسور في الأرجل ومن ثم إلقائهم في الشوارع. ويطالب المركز النائب العام والحكومة في غزة بفتح تحقيق جدي في هذه الجرائم وتقديم مقترفيها للعدالة، وإنصاف الضحايا.

ووفقاً لتحقيقات المركز وإفادة عدد من الضحايا وذويهم، ففي ساعات فجر يوم أمس الخميس الموافق 04 يوليو 2013، وصل إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان، ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، سبعة مواطنين مصابين بكسور في الأقدام ورضوض بالغة في أنحاء متفرقة من أجسامهم جراء تعرضهم للشبح والتعذيب الشديد بعد اختطافهم والتحقيق معهم في أماكن مجهولة من قبل مسلحين. وذكر الضحايا بانتماء عدد من المسلحين لجهاز مكافحة المخدرات وكتائب الشهيد عز الدين القسام. وكان المذكورون قد تعرضوا للاختطاف خلال الأيام الثلاثة الماضية، خضعوا خلالها للتحقيق حول حيازتهم مواد مخدرة (عقار الترامادول).

وذكر أحد الضحايا ويدعى (ي.أ.ش)، 34 عاماً، من سكان بلدة بيت لاهيا، لطاقم المركز، بأن أحد ضباط جهاز مكافحة المخدرات قد قدم إلى منزله يوم الاثنين الماضي الموافق 01 يوليو 2013، وطلب الحديث معه في الشارع. وأضاف الضحية بأنه خلال سيره على الأقدام والحديث مع الضابط تفاجأ باختطافه من قبل مجموعة من المسلحين بعد حجب رؤيته بقميصه، ونقله إلى مكان مجهول حيث تعرض للضرب المبرح فور وصوله. وقال الضحية بأنه نُقل إلى مكان آخر وجرى احتجازه برفقة مواطنين آخرين حتى ساعات فجر يوم الخميس المذكور، وأنه قد تعرض للتعذيب الشديد خلال فترة احتجازه والشبح في الهواء من يديه بينما كانتا مربوطتين خلف ظهره. كما أضاف بأنه قد تعرض والمواطنون الآخرون المحتجزون للضرب باستخدام مواسير حديدية على أرجلهم مما أدى إلى تكسيرها، وإصابتهم في أنحاء أخرى من الجسم. وذكر بأنه في النهاية قد أُلقي به في ساعات فجر الخميس قبالة المطعم السوري بمخيم جباليا، شمال القطاع، حيث نقله المواطنون إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان لتلقي العلاج.

وذكر آخر ويدعى (خ. ع. ع)، 26 عاماً، من سكان بلدة جباليا، لطاقم المركز، بأنه في ساعات مساء يوم الأربعاء الموافق 03 يوليو 2013، حضر إلى منزله أحد نشطاء كتائب الشهيد عز الدين القسام، وطلب منه مرافقته. وأضاف الضحية بأن ناشط القسام قد قام بتسليمه لمسلحين مجهولين حيث نقلوه بدورهم إلى مكان مجهول واحتجزوه. وقال بأنه قد تعرض خلال احتجازه للتحقيق حول حيازته مواد مخدرة (عقار الترامادول)، والضرب المبرح في مناطق متفرقة من الجسم والشبح من يديه بينما كانتا مربوطتين خلفه، ومن ثم نقله إلى مكان آخر حيث تعرض للضرب على رجليه وكسرهما. وذكر الضحية بأنه قد جرى نقله وإلقائه في شارع الترنس بمخيم جباليا، حيث نُقل من قبل المواطنين إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان لتلقي العلاج.

وفي ضوء ذلك فإن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وإذ يؤكد أن من حق وواجب السلطات المختصة والمكلفين بإنفاذ القانون فقط بملاحقة آفة المخدرات ومروجيها، فإنه:

1. يؤكد على وجوب احترام رجال الشرطة للقانون، بما في ذلك المادة (13) من القانون الأساسي والتي حظرت التعذيب والاستناد للأدلة المرتبطة به. ويجب أن لا يكون القضاء على جريمة بارتكاب جريمة أخرى.
2. يطالب النائب العام بفتح تحقيق في هذا الاعتداء، بما في ذلك التحقيق في مشاركة أفراد من غير المكلفين بإنفاذ القانون، وتقديم المتورطين فيه للعدالة.
3. يذكر بإن التعذيب محظور بموجب القانون الفلسطيني وأنه يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان التي تكفلها المعايير والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984.ي
4. يرى بأن هذا الاعتداء يندرج ضمن حالة الفلتان الأمني والاعتداء على سيادة القانون.
5. يطالب الحكومة في غزة بإتخاذ إجراءات صارمة لوضع حد لممارسة جريمة التعذيب، وإن كانت على خلفية جنائية، ومحاسبة مقترفيها.