أغسطس 12, 2018
المركز يدين الاستخدام المفرط للقوة ومقتل مواطن خلال حملة أمنية فلسطينية في العيزرية
مشاركة
المركز يدين الاستخدام المفرط للقوة ومقتل مواطن خلال حملة أمنية فلسطينية في العيزرية

المرجع: 85/2018
التاريخ: 12 أغسطس 2018
التوقيت: 10:40 بتوقيت جرينتش

قُتِل يوم أول أمس المواطن عودة إبراهيم حسن، 24 عاماً، جراء إصابته بعيار ناري في رأسه، أثناء تواجده بالقرب من منزله في تجمع عرب الجهالين، القريب من دوار وادي النار، ببلدة العيزرية، شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، وذلك خلال حملة امنية شنتها الاجهزة الامنية الفلسطينية على محطات الوقود غير القانونية في البلدة. يعبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ حيال الحادث ويؤكد على ضرورة إعلان نتائج التحقيق فيها على الملأ، واتخاذ المقتضى القانوني.

ووفقا لتحقيقات المركز، وما أفاد به شهود العيان ففي حوالي الساعة 8:30 مساء يوم الخميس الموافق 9 أغسطس 2018، توجهت دورية من الضابطة الجمركية التابعة للسلطة الفلسطينية، باتجاه محطة داليا للمحروقات، القريبة من مدخل بلدة العيزرية الشرقي، بعد ورود معلومات عن وصول صهريج محروقات مهرب مقابل المحطة. وخلال تواجد الدورية في المحطة تعرضت لإطلاق نار من قبل مجهولين، ما استدعى استقدام دوريات امن فلسطينية الى محطة الوقود، حيث دار في محيط المكان اشتباك كثيف بالنيران بين قوات الأمن والمسلحين المجهولين، قام خلاله أفراد الامن بتحطيم المحطة المذكورة وتكسير محتوياتها. وعند ساعات الفجر الاولى لليوم التالي انتقل افراد الضابطة الجمركية والأمن الوطني الى محيط محطة وقود غير قانونية أخرى تبعد حوالي 500 متر عن المحطة الاولى، في منطقة تجمع عرب الجهالين القريب من طريق دوار وادي النار، ويملكها أحد قاطني التجمع، حيث اقتحم عناصر من الامن الوطني التجمع وقاموا بمداهمة عدد من المنازل السكنية واعتدوا على قاطنيها، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة في المكان، ما أدى إلى إصابة الشاب عودة إبراهيم الجهالين 24 عاما، بعيار ناري في رأسه وذلك أثناء تواجده أمام منزله. وقد نقل على إثرها الى مستشفى هداسا بالقدس الغربية، حيث أعلن عن وفاته بعد وقت قليل.

وأفاد رئيس المجلس القروي في تجمع عرب الجهالين، داوود جهالين، إن الشاب عودة كان يرعى ماشيته على بعد كيلومتر من المنطقة، وعندما سمع أصوات إطلاق النار عاد إلى المنزل وفور وصوله للمكان أطلقت النار عليه بشكل مباشر ما أدى لإصابته بالرأس. وأوضح جهالين قائلا: “حملته وتوجهت به إلى مفرق مستوطنة معاليه ادوميم، ثم تم نقله إلى مشفى هداسا بالقدس إلا أنه أعلن عن وفاته فورًا”.

بالمقابل، نقلت وسائل اعلام عن “مصدر أمني مسؤول”، حول الحادثة قوله، أن القوة الأمنية تعرضت لإطلاق نار نحوها، مما حدا بها لإطلاق عدة أعيرة تحذيرية، والتراجع للخلف، إلا أنه حدث اطلاق نار كثيف نحوها مجدداً، فقامت بالرد على مصدر النيران بالمثل وفقا لقواعد الاشتباك ودفاعا عن النفس. بعدها تم إبلاغ قوى الأمن أن هناك مواطنا مصابا بحالة خطرة تبين أنه يدعى عودة إبراهيم حسن السعيدي (24 عاما) جرى على إثرها نقله إلى مستشفى “هداسا” حيث أعلن لاحقا عن وفاته. وأضاف المسؤول الأمني بأنه صدرت التعليمات الفورية بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث ورفع توصياتها للقيادة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا للقانون.

وعقب الاعلان عن مصرع الشاب عودة جهالين، أغلق سكان التجمع طريق وادي النار ببلدة العيزرية، الذي يصل جنوب الضفة الغربية بوسطها، بالحجارة وإطارات السيارات، احتجاجا على مقتل الشاب، واستمر التوتر في بلدة العيزرية. وعند ساعات عصر يوم الجمعة حاولت قوات الامن الفلسطينية فتح طريق وادي النار بالقوة وقامت بإطلاق وابل من الاعيرة النارية في المكان.

ويؤكد المركز إن عدم وجود سيارات إسعاف في مكان العملية الأمنية وفق ما يستنتج من شهود العيان لهو مؤشر خطير على إهمال واضح في توفير تدابير السلامة من قبل قوات الأمن، ويمثل إخفاقاً واضحاً للجهات المسؤولة عن العملية، يستوجب المساءلة.

كما يؤكد المركز على حق السلطة بفرض القانون وملاحقة المخالفين والخارجين عن القانون، مع ضرورة التزام قوات الأمن بمعايير إطلاق النار، والتي تلزم رجال الأمن باستخدام السلاح الناري فقط في حال الدفاع عن النفس أو الغير من خطر محدق، ووفق قواعد التناسب حسبما أقرته المعايير الدولية.

وإذ يعبر المركز عن بالغ قلقه من تكرار مثل هذه الحوادث فإنه يطالب ان تكون التحقيقات جدية، وأن تعلن نتائجها على الملأ، واتخاذ المقتضى القانوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *