سبتمبر 13, 2015
المركز يدين اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى وإحداث تخريب متعمد بمحتوياته
مشاركة
المركز يدين اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى وإحداث تخريب متعمد بمحتوياته

المرجع: 56/2015
التاريخ: 13 سبتمبر 2015
التوقيت: 10:40 بتوقيت جرينتش

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اقتحام قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يرابطون في المسجد من أجل التصدي لعشرات المستوطنين الذين كانوا يستعدون لاقتحامه عشية الأعياد اليهودية. كما ويدين المركز أعمال التخريب المتعمد التي أحدثته تلك القوات في محتويات المسجد من إحراق للسجاد، وتحطيم للنوافذ والمظلات التي تقي المصلين من حرارة الصيف. وفي الوقت الذي يدين فيه المركز تلك الاعتداءات، فإنّه يحذّر من مخططات حكومة الاحتلال لتقسيم المسجد زمنياً ومكانياً، لذا فإنّه يدعو المجتمع الدولي للتحرك السريع، وتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم في الأرض الفلسطينية المحتلة. ويرى المركز أن صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم يشكل عامل تشجيع لحكومة الاحتلال لمواصلة سياساتها المنافية للقانون الدولي الإنساني.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 5:45 فجر اليوم، الأحد الموافق 13/9/2015، وفور انتهاء المصلين من أداء صلاة الفجر وشروعهم بالخروج من المسجد، اقتحمت أعداد كبيرة من الشرطة الخاصة الإسرائيلية المسجد، وسط إطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط تجاههم. وعلى الفور قامت قوات الاحتلال بإغلاق المسجد القبلي، واعتلى العشرات من أفرادها سطحه، وحاصروا الشبان المعتكفين في داخله، واعتدوا عليهم برشهم بغاز الفلفل، وقامت فرق من قوات الشرطة الخاصة بإخلاء ساحات المسجد جميعها. وخلال ساعات الصباح، قامت تلك القوات بتحطيم نوافذ المسجد القبلي، وإلقاء القنابل الصوتية والأعيرة المعدنية باتجاه الشبان المحاصرين في داخله، ما أدى إلى اشتعال النيران في السجاد. وأسفر إطلاق النار عن إصابة أحد حراس المسجد، وهو المواطن لؤي أبو السعد، بعيار مطاطي في صدره، وإصابة المواطن جاد الغول، وهو رجل إطفاء يعمل داخل المسجد، بعيار معدني في ذراعه الأيسر، فيما أصيب الطفل أنس خليل صيام، 14 عاماً، بعيار معدني في الصدر، وأصيبت الصحافيتان لواء أبو إرميلة، وتعمل في (قناة فلسطين اليوم) الفضائية، وصابرين عبيدات وتعمل مصورة في “شبكة قدس” الإلكترونية، بشظايا قنبلة صوتية. وأفاد شهود عيان أن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب والدفع على أعضاء الكنيست العرب الذين تمكنوا من الدخول إلى المسجد الأقصى وهم: أحمد الطيبي، أسامة السعدي، وطلب أبو عرار.

وترافق مع ذلك منع طلبة مدارس الأقصى الشرعية (رياض الأقصى، مدرسة الأقصى للذكور، ومدرسة الأقصى للإناث)، والذين يبلغ عددهم حوالي 500 طالباً وطالبة، من دخول المسجد للالتحاق بمدارسهم، كما منعت دخول الهيئات الإدارية والتعليمية، وقامت بالاعتداء عليهم بالدفع خلال تواجدهم عند باب حطة، وباب السلسلة. كما ومنعت تلك القوات منذ ساعات ما قبل الفجر دخول المصلين الذين لم يبلغوا الخامسة والأربعين من أعمارهم من دخول المسجد أيضاً.

وفي أعقاب ذلك، شرعت مجموعات من المستوطنين، وبقيادة وزير الزراعة في حكومة الاحتلال “أوري آرئيل”، باقتحام المسجد عبر باب المغاربة، ونظم المقتحمون حلقات طقوس توراتية في منطقة “الحرش” بالقرب من باب الرحمة. يشار إلى أن (جماعات الهيكل) كانت دعت أنصارها، عبر مواقعها الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى أوسع مشاركة في اقتحاماتها للمسجد الأقصى اعتباراً من اليوم الأحد، تزامناً مع بدء موسم الأعياد اليهودية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين بشدة عملية اقتحام المسجد الأقصى، ويؤكد أن هذه الاعتداءات ليست مفصولة عما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من سياسات وإجراءات معلنه وعلى الأرض، ومن وزراء وأحزاب فيها، ومن كبار قاده الاستيطان في الأشهر والسنوات الماضي’ للاستيلاء على المسجد، وتهويده. ويذكر المركز المجتمع الدولي باستمرار انتهاك قوات الاحتلال لقواعد اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، بشأن حماية المدنيين ومقدساتهم، وأعيانهم المدنية في وقت الحرب، يدعو المركز المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *