المرجع: 39/2016
التاريخ: 9 أغسطس 2016
التوقيت: 11:44 بتوقيت جرينتش
شهدت الضفة الغربية عدداً من الأحداث الأمنية التي واكبها استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة واعتقال عدد من المواطنين في مدينتي طولكرم وجنين. المركز يتابع بقلق التطورات في المدينتين ويؤكد على ضرورة الالتزام بالمعايير القانونية والدولية في التعامل مع المواطنين في كل الاحوال ومهما كانت التهم الموجهة لهم، ويطالب النيابة العامة بمتابعة ملف المعتقلين والتأكد من الالتزام بالإجراءات القانونية. ومن ناحية أخرى يؤكد المركز على واجب قوات الأمن بالعمل على حظر حيازة واستخدام السلاح الناري وضبط الأمن وحماية المواطن في حدود القانون، مع الالتزام الصارم بالمعايير الدولية ذات العلاقة، سيما مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين لسنة 1979.
ففي فجر اليوم، حوالي الساعة 2:00 بعد منتصف الليل، حاصرت الأجهزة الأمنية منزل عائلة المواطن رائف فتحي رشيد منصور، 32 عاماً، في الحارة الجنوبية من بلدة كفر قليل جنوب شرقي مدينة نابلس، بهدف اعتقاله. على الفور تجمهر عدد من الأهالي والأطفال والنساء ورشقوا بالحجارة أفراد الشرطة، فردت تلك القوات على راشقي الحجارة بالأعيرة النارية، ما أسفر عن إصابة مواطنين، بينهما طفل بأعيرة نارية.
وكانت قوات الأمن قد قمعت وقفة احتجاجية خرجت في بلدة اليامون أمام شركة الكهرباء، بتاريخ 4 أغسطس 2016، اعتراضاً على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي هناك. وحدث ذلك بعد أن قامت الشركة بالاتصال بالشرطة في اعقاب رشق بعض الفتية الشركة بالحجارة، حيث حضرت قوة كبيرة من قوات الأمن، وشرعت بضرب كل المتواجدين في الشارع بالهروات. وقد اعتقلت قوات الأمن خمسة من المواطنين على خلفية تلك الاحداث.
كما وشنت الأجهزة الأمنية بتاريخ 1 أغسطس 2016 حملة اعتقالات واسعة طالت عشر اعضاء من حركة فتح في مدينة طولكرم، بادعاء توجيه شتائم لرئيس الوزراء الفلسطيني ووزارة الحكم المحلي على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، على خلفية الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في المدينة. وفي اعقاب حملة الاعتقال قام بعض انصار حركة فتح بالخروج في الشوارع واشعال الاطارات واطلاق النار في الهواء، وقد ترتب على ذلك احتكاك بالجمهور، وتم اعتقال عدد آخر من المواطنين. وما زالت المدينة تشهد حالة من التوتر على خليفة اعتقال اعضاء في حركة فتح، برغم محاولات تطويق الموقف والتي تدخل فيها الرئيس الفلسطيني بنفسه.
وفي ذات السياق، وبتاريخ 5 أغسطس 2016، قام افراد من الأمن برش غاز الفلفل في وجه أمين عام المجلس التشريعي إبراهيم خريشة، نُقل على إثرها إلى مستشفى طولكرم. ووقعت الحادثة أثناء قيام قوات الأمن باعتقال أحد اعضاء حركة فتح، محمد أعرج. وعلى أثر ذلك تدخلت مجموعة من المواطنين لمنع اعتقاله، ومن بينهم خريشة، وكان متواجد بالصدفة في بيت أحد ذويه، وقد أوضح بأنهم اعتدوا عليه بعد أن قال لهم “تريدون اعتقاله ليس لدينا مانع، ولكن لماذا تعتدون عليه بالضرب”، حيث أفاد خريشة أن الاعرج تعرض للضرب أثناء اعتقاله.
وإذ يؤكد المركز على واجب قوات الأمن في حفظ الأمن وحماية المواطنين والشركات من أية اعمال شغب وضرورة القضاء على ظاهرة حمل السلاح واستخدامه في التظاهرات، فإنه يشدد على ضرورة التزام قوات الأمن بمبدأي التناسب والمشروعية في استخدام القوة، ويدين المركز بشدة أي استخدام مفرط أو عشوائي للقوة. وفي ضوء ذلك فإن المركز: