المرجع: 65/2012
التاريخ: 14 يونيو 2012
التوقيت: 12:00 بتوقيت جرينتش
اعتدت قوات البحرية الإسرائيلية المحتلة يوم أمس على قارب أوليفا الدولي لمراقبة مياه غزة، كما احتجزت قارب صيد في مياه مدينة رفح بعد أن احتجزت صيادين اثنين على متنه. وقد أخلت القوات المحتلة سبيل القارب الدولي بعد أن تعرض طاقمه للمهاجمة بخراطيم المياه وسط محاولة لإغراق القارب واعتقال أفراد طاقمه، فيما أفرجت عن الصيادين بعد أن احتجزا لساعات في ميناء اسدود، وأبقت على احتجاز القارب الفلسطيني.
ووفقاً لتحقيقات المركز، وعند الساعة 7:20 من صباح يوم الأربعاء، الموافق 11/6/2012، أبحر طاقم القارب الدولي أوليفا لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في مياه غزة، والمكون من الناشطة الإيطالية روزا سكيانو( Rosa Schiano) والصحفية البريطانية رقية عز الدين ( Rugaya Ezzedien )، برفقة كابتن القارب صلاح عمار، من ميناء غزة باتجاه الغرب، ووصلت عند الساعة الثامنة صباحاً على بعد مئات الأمتار من الطوافات العائمة في مياه بحر غزة، والتي كانت قوات البحرية الإسرائيلية قد وضعتها كعلامات لمنع الصيادين الفلسطينيين من تجاوزها، والتي تمنعهم من الإبحار لأكثر من ثلاثة أميال بحرية.
وأفادت الصحفية رقية عز الدين لباحث المركز أن طاقم القارب الدولي بدأ بممارسة مهامه الاعتيادية، وكان على بعد نحو ميل ونصف ميل بحري إلى الجنوب من سفينة حربية للقوات البحرية الإسرائيلية المحتلة. وأضافت أن كابتن قارب أوليفا الدولي توجه إلى الجنوب على بعد نحو نصف ميل بحري تجاه مركب صيد فلسطيني كان يتواجد في البحر. وأضافت الصحفية عز الدين أنهم سمعوا صوت إطلاق نار في البحر. وقالت الصحفية عز الدين أنها شاهدت عند الساعة 40 :8 السفينة الحربية الإسرائيلية تسير بسرعة فائقة تجاههم، وعند وصولها قارب أوليفا الدولي بدأت تحوم حوله بسرعة وأطلق جنوده خراطيم المياه تجاههم ما أدى لملء قارب أوليفا بالماء.
وقد طالب طاقم القارب الدولي الجنود بوقف مهاجمتهم بخراطيم الماء، وقالوا أنهم لا يشكلون أي خطر على الجنود فرد عليهم جندي من أفراد القوات البحرية المحتلة باللغة العربية “أخرس”. وقد أجبر جنود البحرية المحتلة كابتن قارب أوليفا الدولي على الإبحار إلى أقصى الحدود الشمالية لمياه غزة، وأجبر كابتن القارب على وقف المحرك، وأمر الجنود طاقمها بالوقوف في مقدمة القارب. وقد أبلغ جنود القوات البحرية المحتلة أفراد الطاقم أنهم سيقومون باعتقالهم. وبعد أن أجرى الجنود الاتصالات عبر أجهزة الراديو سمحوا لطاقم القارب الدولي بالمغادرة، وخاطب أحد الجنود كابتن أوليفا قائلاً: “هذا هو التحذير الأخير، وفي المرة القادمة لن يكون لطيفا وأنت تعرف ما أعني “. وقد غادر القارب الدولي المكان تجاه ميناء غزة.
وهاجمت القوات البحرية الإسرائيلية المحتلة قارب صيد مساء أمس الأربعاء، كان على متنه الصيادان محمد عزيز رضوان بكر، 26 عاماً، وأخيه محمود 28 عاماً، من سكان مدينة غزة، بينما كانا يصطادان على مسافة نحو ميلين ونصف الميل البحري، في بحر مدينة رفح. وقد قام جنود القوات البحرية المحتلة باعتقال الصيادين وقطر القارب إلى ميناء أسدود، حيث أخضعا للتحقيق لساعات إلى أن أفرج عنهما، فيما احتجزت القارب الذي يملكه والدهما.
وقد تزامنت تلك الاعتداءات الجديدة مع تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين وممتلكاتهم في بحر قطاع غزة منذ بداية العام الحالي، وشهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عددها ونوعها. ووثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان منذ بداية العام وقوع 54 انتهاكاً ضد الصيادين على أيدي القوات البحرية المحتلة، منها 31 حادثة إطلاق نار. كما رصد المركز 12 عملية مطاردة وملاحقة للصيادين، أدت إلى اعتقال 30 صياداً. ورصد المركز قيام جنود القوات البحرية باحتجاز 11 قارباً لصيادي القطاع.
جدير بالذكر أن قارب أوليفا الدولي قد أعلن عن انطلاقه في 20/4/2011، تحت مظلة منظمة السلام المدني الأسبانية، وبدأ أول رحلة مراقبة لمياه قطاع غزة في 8/6/2011. وهو مشروع لمراقبة وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون الفلسطينيون أثناء مزاولة مهنة الصيد. ويشترك المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مع جمعية الصيد والرياضة البحرية، اتحاد لجان العمل الزراعي واللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية فيه، وبدعم من عشرات المنظمات المحلية والدولية. ويتكون طاقم الرقابة من متضامنين دوليين من كل من إيطاليا، السويد، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الصيادين الفلسطينيين، ومحاربتهم في وسائل رزقهم. كما ويدين المركز استهداف القوات البحرية المحتلة قارب أوليفا الدولي، والذي يقوم بمهمة مراقبة حقوق الإنسان في مياه قطاع غزة. ويدعو المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى:
• وقف انتهاكات القوات المحتلة لقواعد القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، بما في ذلك محاربة الصيادين الفلسطينيين في وسائل رزقهم ومنعهم من الصيد بحرية في مياه القطاع.
• الوقف الفوري لاعتداءات قوات البحرية الإسرائيلية المحتلة ضد قارب أوليفا الدولي، كونه يقوم بمهام رقابة مدنية سلمية، هدفها تعزيز حقوق الصيادين في ركوب البحر في مياه القطاع، وحماية حقهم في العمل بحرية.
• رفع الحصار البحري المفروض على القطاع والسماح لهم بالصيد بحرية في عرض مياه القطاع.