منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل 19 يومًا، عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكه يوميًّا، لكنّ الليلة الماضية شكّلت تحولًا خطيرًا، بعدما اتخذت حكومة الاحتلال قرارًا سياسيًا بشنّ هجوم عسكري واسع النطاق استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف كامل مناطق قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، حيث كان المدنيون والمرافق المدنية في صدارة الأهداف.
وأسفر هذا الهجوم خلال أقل من 14 ساعة عن مقتل 104 مواطنين بينهم 46 طفلا و20 امرأة وصحفي، وإصابة 253 آخرين منهم 78 طفلا و84 سيدة، في جرائم تعبر عن سياسة إسرائيلية ممنهجة لاستمرار سياسة القتل الجماعي واستهداف المدنيين عن سبق إصرار.
تدلل الجرائم المتكررة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة من جديد أن إسرائيل تعمل على تكريس سياسة جديدة تتحكم فيها بنمط القصف والقتل اليومي دون اعتبار لوقف إطلاق النار المعلن في 10 أكتوبر الجاري، إذ لم تتوقف الغارات والقصف المدفعي منذ ذلك التاريخ، وأسفرت بمجملها حتى الآن عن 211 قتيلًا منهم نحو 70 طفلا وفق معطيات وزارة الصحة في غزة.
ووفق توثيقات المركز، نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعد الساعة الثامنة مساء الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، حتى الساعة العاشرة صباح اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، سلسلة غارات هي الأعنف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، كان أبرزها:
هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 20:00 من يوم الثلاثاء الموافق 28/10/2025، منزلا لعائلة البنا في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 10 مواطنين، منهم 3 سيدات و4 أطفال. والقتلى هم: مها ايهاب زياد البنا، 18 عاما، وفاطمة وليد اسماعيل البنا، 37 عاما، وعبد الرحمن ايهاب زياد البنا، 15 عاما، ومصطفى ايهاب زياد البنا، 3 أعوام، وعبد العزيز فتحي حيدر عويضة، عامان، وفتحي حيدر فتحي عويضة، 36 عاما، وأنس فواز حيدر عويضة 9شهور، وفتحية محمد سلمان فايز عويضة 24 عاما، ومحمد ابراهيم عطية ابو سريعة، 30 عاما وزوجته مها محمد عثمان الحداد، 26 عاما.
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 20:55 من اليوم نفسه، مركبة من نوع جيب أبيض اللون من نوع توسان في شارع القسام بخان يونس. أسفر ذلك عن مقتل ستة مواطنين، وهم: عايش سعدي عايش العمصي، 33 عاما وزوجته هبة غازي عيسى القدرة، 28 عاما، وأطفالهما انس 8 سنوات، وسعدي 6 سنوات، وريما 3 سنوات، ومهند عبد الرؤوف توفيق صافي، 26 عاما، فيما أصيب آخرون بجروح.
هاجم طيران الاحتلال عند حالي الساعة 21:45، منزلا لعائلة القدرة في حي الأمل في خان يونس، ما أدى إلى مقتل الطفل كريم حازم ماهر القدرة، 12 عاما، وعمه حاتم ماهر موسى القدرة 38 عاما.
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 22:30، منزلا لعائلة هنا بشارع اليرموك وسط مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 10 مواطنين، بينهم سيدة و7 أطفال. والقتلى هم: ابراهيم سعيد مصطفى هنا، 59عاما، وياسر محمد فتحي عفانة، 18عاما، وسارة محمود سمير شكشك، 8 أعوام، وفادي محمود سمير شكشك 5 أعوام، وكنزي احمد سالم ابو نحل، 7 أعوام، وإسلام ابراهيم سعيد هنا 12 عاما، والتوأم حليمة وحلا على سعيد هنا، 13 عاما، ونور ابراهيم سعيد هنا، 14 عاما، وحليمة محمد عبد هنا، 75 عاما.
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 23:50، منزلًا يعود لعائلة أبو شرار، في مخيم البريج وسط المحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل المواطن محمد حسني أبو شرار (36 عامًا)، وطفليه كريم (3 أعوام) ومحمد (عام واحد)، فيما لا يزال عدد من سكان المنطقة تحت الأنقاض حتى اللحظة. كما أدى القصف إلى إصابة عدد من المواطنين من سكان المنازل المجاورة بجراح متفاوتة.
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 00:15 من اليوم الأربعاء الموافق 28/10/2025، منزلًا لعائلة أبو دلال، في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى. أسفر القصف عن مقتل تسعة مواطنين، بينهم أربع أطفال وسيدتان، إضافة إلى إصابة عدد من سكان المنازل والخيام المجاورة لموقع الاستهداف. من بين الجرحى: المحامية في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أحلام علي محمد الأقرع “ميمة” (50 عامًا)، وزوجها منير محمد عبد الله ميمة (61 عامًا)، وابنتهما (21 عامًا)، ووصفت إصابتهم بأنها متوسطة.
والقتلى في القصف هم: يحيى أمين حلمي أبو دلال (51 عامًا) وزوجته هالة حسن عبد الجليل السباخي (أبو دلال) (46 عامًا)، وأبناؤهما محمد (19 عامًا) وبيان (9 سنوات) ومصطفى (11 عامًا) وأمين (26 عامًا) وزوجته عبير يوسف محمد دياب (أبو دلال) (24 عامًا) وطفليهما التوأم شام ويحيى (4 سنوات).
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 00:30، منزلًا يعود لعائلة عقل، في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل ستة مواطنين، بينهم سيدتان إحداهما حامل و3 أطفال، إضافةً إلى إصابة عدد آخر من السكان وسكان المنازل المجاورة بجروح متفاوتة، والقتلى هم: هناء سعيد أبو مطر “عقل” (42 عامًا) وطفليها بتول ومحمد زيد زكي عقل (12 عامًا و7 أعوام)، ونور أسعد سعيد الزيان (35 عامًا) من جيران العائلة، حامل في الشهر الخامس والمواطن زيد زكي عبد الهادي عقل (44عاما)، وطفلته حلا (15عاما).
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 02:00، خيمة داخل ساحة مدرسة ذكور البريج الإعدادية “ب” في مخيم البريج بالمحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل الشاب زكي زكي إبراهيم دويك (19 عامًا)، وإصابة خمسة مواطنين آخرين بجراح متفاوتة.
هاجم طيران الاحتلال، عند حوالي الساعة 02:40، خيمة أحد النازحين في محيط مخيم فجر شمال غرب مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال، وهم: المعتصم بالله عبد العزيز عبد الناصر أبو اطعيمة (11 عاما)، وجهاد عبد العزيز أبو طعيمة (8 سنوات)، وشقيقته ياسمين ( 16 سنة).
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 03:45، منزلًا لعائلة أبو دلال، في مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل تسعة مواطنين، من بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، وإصابة عدد من سكان المنزل والمنازل المجاورة بجراح متفاوتة، فيما لا يزال مصير عدد من السكان مجهولًا تحت أنقاض الركام نتيجة شدة القصف. والقتلى هم: نزار عزمي محمود أبو دلال (47 عامًا) وابنه مجد نزار عزمي أبو دلال (24 عامًا) وهناء مصطفى محمود اللوح (أبو دلال) (44 عامًا) وهي زوجة نظمي عزمي أبو دلال، وأبناؤها: بدر (16 عامًا) ومحمد (12 عامًا) وبراءة (21 عامًا) وضحى (18 عامًا) ورغد (20 عامًا) ومسك أبو دلال (15 عامًا).
وهاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 03:45، خيمة أحد النازحين جنوب غربي مواصي خان يونس، ما أسفر عن مقتل 8 نازحين منهم امرأة و5 أطفال ومسن، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. والقتلى هم: بيان ابراهيم عبد الشواف، 39 عاما، وأبناؤها: عبد الرحمن، 19 عاما، وسوار، 6 أعوام، وسنا، و13 عاما، وسلمى، 16 عاما، وميرا جميل محمود البيومي، 3 سنوات، وحلا رامي محمد العفيفي، 12 عاما، والمسن محمد سالم عبد المعطي ضهير، 84 عاما.
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 04:15، خيمة داخل مخيم إنسان، في مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل خمسة مواطنين، من بينهم طفلان وسيدتان، إضافة إلى إصابة خمسة آخرين بجراح متفاوتة، والقتلى هم: إسلام طارق محمد البطريخي (34 عامًا) وعمر صبحي محمود روبي (35 عامًا) وزوجته شيماء سامي روبي (30 عامًا) وطفليهما: أويس (9 سنوات) ورسيل (5 سنوات).
هاجمت طائرة انتحارية لقوات الاحتلال عند حوالي الساعة 04:40، خيمة تؤوي نازحين وسط ساحة بلدية دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أدى لمقتل زوجين وأطفالهما الثلاثة، وهم: محمود إسماعيل أحمد العطار (40عاما) وزوجته سهى فتحي العطار (31عاما) وأطفالهما عبد الله (11عاما) وجهاد (8 سنوات) وجوري (4 سنوات).
هاجم طيران الاحتلال عند حوالي الساعة 05:40، خيمة تؤوي نازحين تقع جنوب دوّار أبو صرار في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل الصحفي محمد أحمد يوسف المنيراوي (36 عامًا)، ويعمل في صحيفة فلسطين المحلية، وحماته ميرفت يوسف محمد الخالدي (55 عامًا). كما أصيب 3 مواطنين آخرين بجراح متفاوتة.
تمثل هذه الهجمات حلقة جديدة في مسلسل الخروقات اليومية ونمطًا ثابتًا من سياسة العدوان العسكري الإسرائيلي والعقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد سكان القطاع، في انتهاك جسيم لأحكام اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية. كما يشير تكرار استهداف الأطفال والنساء والصحفيين ومواقع الإيواء إلى نية مبيتة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا وبث الرعب في نفوس المدنيين.
يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم، وغياب أي إجراءات للمساءلة، يمنح إسرائيل ضوءًا أخضر للاستمرار في القتل والتدمير، ويمهد لمرحلة جديدة من جرائم الإبادة الجماعية الممنهجة بحق المدنيين الفلسطينيين.
ويطالب المركز المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم واتخاذ إجراءات فورية تشمل فرض حماية عاجلة للمدنيين، وإنهاء الوجود العسكري لقوات الاحتلال في قطاع غزة، ووقف استخدام الأساليب والأسلحة التي تستهدف الأحياء المدنية، وإلزام إسرائيل بوقف هجماتها وحصارها على القطاع.
