يوليو 4, 2025
الاحتلال يكثف جرائم القتل الجماعي وإبادة العائلات إمعانا في جريمة الإبادة الجماعية
مشاركة
الاحتلال يكثف جرائم القتل الجماعي وإبادة العائلات إمعانا في جريمة الإبادة الجماعية

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير والمتسارع، وجرائم القتل الجماعي وإبادة العائلات من المدنيين الفلسطينيين الذين دفعتهم أوامر التهجير والقصف إلى التكدس في مساحة تقل عن 15% من مساحة قطاع غزة الكلية.

وخلال الأيام الماضية، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها الجوية والمدفعية في جميع أرجاء قطاع غزة، مستهدفة منازل، وخيام نازحين، ومراكز إيواء، وتجمعات ما أدى إلى مقتل 375 مواطنًا وإصابة أكثر من 1560 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، بما في ذلك إبادة عائلات بأكملها، خلال الأيام الثلاثة الماضية. ووفق هذه المعطيات فإن قوات الاحتلال قتلت بمعدل 5 فلسطينيين وأصابت 22 آخرين كل ساعة.

وقد وثّقت طواقم المركز استهدافات متعمدة لأحياء مكتظة كمنطقة غرب مدينة غزة، التي لجأ إليها مئات الآلاف بعد أوامر تهجير متتالية شرق المدينة وشمالها، ما يؤشر إلى أن الاحتلال يتعمد تهجير السكان ومن ثم استهدافهم في أماكن نزوحهم، في إطار سياسة الترويع والإبادة الجماعية، إلى جانب دفعهم تحت وطأة القتل الجماعي للنزوح باتجاه جنوب قطاع غزة بهدف تفريغ غزة وشمال غزة بالكامل.

وضمن أبرز ما وثقته طواقم المركز، هجوم طائرات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 01:40 من يوم الخميس الموافق 03/07/2025، على مدرسة مصطفى حافظ الإعدادية للبنات، والتي كانت تأوي مئات النازحين، وتقع في حي الرمال غرب مدينة غزة، وسط منطقة تضم عدداً من المدارس التي تم تحويلها جميعاً إلى مراكز إيواء للنازحين.

أسفر القصف المباشر للطابق الأرضي من المبنى الشرقي الجنوبي للمدرسة عن مقتل 16 مواطنًا، بينهم 8 أطفال وامرأتان، وثلاثة من مبعدي الضفة الذين أفرج عنهم في صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011. بين القتلى 12 من عائلة واحدة هي عائلة حجيلة[1]. كما أصيب آخرون بجروح، وغالبيتهم ممن كانوا استجابوا لخرائط الاحتلال التي تأمرهم بالإخلاء والتوجه غرب غزة، وتحديداً إلى المدارس.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 23:00 من مساء يوم الخميس نفسه، خيمة أقامتها عائلة الشلبي إلى جانب أنقاض منزلهم المُدمّر سابقًا، والواقع في محيط دوّار السكران بمخيم البريج في المحافظة الوسطى. أسفر القصف عن مقتل المواطن فريد أحمد محمد الشلبي (67 عامًا)، وزوجته صباح إبراهيم الشلبي/ الصعيدي (62 عامًا)، وابنهما إياد فريد أحمد الشلبي (38 عامًا).

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 16:40 من يوم الأربعاء الموافق 02/07/2025، مبنىً لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، يؤوي عشرات النازحين في منطقة عسقولة بحي الزيتون شرق مدينة غزة. أسفر القصف المباشر عن مقتل 12 مواطناً، من بينهم 6 أطفال و4 سيدات، إضافة إلى إصابة نحو 45 آخرين وصفت المصادر الطبية جراحهم بالمتفاوتة. علمًا أن 10 من القتلى هم من عائلة الغرابلي، ويحتفظ المركز بأسمائهم جميعا.

وفي الوقت الذي تستمر فيه قوات الاحتلال في استهداف طالبي المساعدات قرب نقاط التوزيع التي تقيمها في مناطق تحت سيطرتها في رفح وجنوب مدينة غزة، وتقتل العديد منهم يوميا، شهدت الساعات الماضية استهداف مواطنين خلال محاولتهم الحصول على طعام من بسطات محلية.

فقد هاجمت طائرة مُسيّرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 20:25 من يوم الأربعاء نفسه، بصاروخ تجمعًا للمواطنين أمام بسطة لبيع الفلافل أقامها أحد المواطنين بجانب المبنى الإداري لمستشفى العودة من الجهة الجنوبية، التابع لجمعية العودة الصحية والمجتمعية، الواقعة في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى. أسفر القصف عن مقتل 8 مواطنين، من بينهم 3 أطفال وسيدة، ويحتفظ المركز بأسمائهم. وأصيب نحو 25 مواطنًا بجراحٍ متفاوتة، وُصفت جراح عددٍ منهم بأنها بالغة الخطورة، من بين المصابين اثنان من رجال أمن المستشفى، وقد وُصفت إصابتهما بأنها متوسطة. كما تضرر المبنى الإداري للمستشفى ومولدات الطاقة الكهربائية بشكل جزئي جراء الاستهداف.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 19:00 من يوم الأربعاء نفسه، بصاروخ تجمعًا للمواطنين أمام بسطة لبيع الخضار قرب نادي الأقصى في المخيم الجديد بمخيم النصيرات في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل 9 مواطنين، من بينهم خمسة أطفال ورجل مسن، يحتفظ المركز بأسمائهم. كما أصيب نحو 30 مواطنًا بجراحٍ متفاوتة، وُصفت جراح عددٍ منهم بأنها بالغة الخطورة.

وبقي مئات آلاف النازحين المجوّعين في مواصي خانيونس وأطراف المخيم عرضة للقصف المباشر والقتل الجماعي من قوات الاحتلال. فقد هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 23:00 من يوم الأربعاء نفسه، خيام النازحين شمال غرب مواصي خان يونس. أسفر ذلك عن مقتل 16 نازحا منهم 9 أطفال، و3 نساء جميعهم، ويحتفظ المركز بأسمائهم. وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 02:25 من اليوم نفسه، خيام النازحين شمال غرب مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل 5 مواطنين، منهم أب وثلاثة من أبنائه أحدهم طفل وهم من عائلة أبو طعيمة و3 نساء أيضأ، فيما أصيب آخرون بجراح مختلفة.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 10:50 من يوم الثلاثاء الموافق 1/7/2025 منزلا لعائلة الحلاق مكون من طابقين في المخيم الغربي غرب خان يونس. أسفر القصف عن مقتل 12 مواطنًا، بينهم 8 أطفال، و3 نساء منهم صاحب المنزل وزوجته وأطفاله الثلاثة، جاري البحث عن أحدهم تحت الانقاض، والبقية قتلوا في منازلهم وأطفال وهم يلعبون في مكان الاستهداف، فيما أصيب آخرون بجراح مختلفة.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 12:10 من اليوم نفسه، خيام النازحين شمال غرب مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل 8 نازحين وهم 5 نساء، و3 أطفال يحتفظ المركز بأسمائهم جميعا. كما أصيب آخرون بجراح متفاوتة.

كما هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 15:45 من اليوم نفسه، خيمة أحد النازحين جنوب غرب مواصي خان يونس. أسفر القصف عن مقتل 7 نازحين منهم 3 أطفال وامرأة من عائلتي أبو لبدة وأبو عيادة ويحتفظ المركز بأسمائهم.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 15:30 من اليوم نفسه، مربعاً سكنياً شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير أربعة منازل بالكامل على رؤوس ساكنيها، من عائلات: أبو سمرة، المدهون، كشكو، وسمور. أسفر القصف عن مقتل 31 مواطناً، بينهم 9 أطفال و5 نساء، يحتفظ المركز بأسمائهم، وإصابة العشرات وفقدان 10 مواطنين آخرين.

وإزاء هذه التطورات، يخشى المركز من أن هذا التصعيد العنيف والذي يجري في ظل الحديث عن مفاوضات تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة، جزء من سياسة إسرائيلية تستخدم المدنيين والمجازر ضدهم كرهائن للابتزاز وتحقيق مكاسب تفاوضية غير مشروعة.

إن استهداف المناطق التي لجأ إليها السكان بعد تهجيرهم قسرًا من شمال وغرب القطاع، وتكثيف القتل الجماعي فيها يعكس تعمّد قوات الاحتلال توسيع نطاق الإبادة الجماعية التي تمارسها منذ نحو 21 شهرًا.

يطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم، وتأمين الحماية الفورية للمدنيين في قطاع غزة، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي تغذيها ازدواجية المعايير والتواطؤ الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *