مايو 10, 2021
الاحتلال يستبيح المسجد الأقصى في القدس الشرقية .. 305 إصابات منها 7 حالات خطيــرة و8 صحفيين وعدد من المسعفين
مشاركة
الاحتلال يستبيح المسجد الأقصى في القدس الشرقية .. 305 إصابات منها 7 حالات خطيــرة و8 صحفيين وعدد من المسعفين

المرجع: 53/2021

التاريخ: 10 مايو 2021

التوقيت: 15:00 بتوقيت جرينتش

استباحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، المسجد الأقصى ومصلياته، ونفذت أوسع عمليات قمع واعتداء وأطلقت قنابل الصوت والأعيرة المطاطية تجاه المصلين داخل المسجد وساحاته. أسفر ذلك عن إصابة 305 فلسطينيين، منهم 7 حالات خطيرة، و8 صحفيين. وتأتي هذه التطورات الخطيرة، قبيل ساعات من موعد مسيرة مقررة لآلاف المستوطنين في منطقة باب العامود وقرب أبواب المسجد الأقصى.

ووفق تحقيقات المركز، فعقب أداء صلاة فجر اليوم الاثنين الموافق 10\5\2021، احتشد الآلاف من المصلين الفلسطينيين، في ساحات ومصليات المسجد الأقصى، بالبلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، استعداداً للتصدي لاقتحام المستوطنين، الذين دعوا لتنظيم مسيرة حاشدة بدعوة من “منظمات المعبد” في ذكرى احتلال القدس عام 1967، وفق التقويم العبري. وفي حوالي الساعة 8:19 صباحاً، أعطى قائد شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمراً لجنوده باقتحام المسجد بأعداد كبيرة، في محاولة منه لإدخال المستوطنين المتجمهرين في ساحة باب المغاربة، إلى المسجد، وتنفيذ اقتحاماتهم المخطط لها. إثر ذلك، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، جميع باحات المسجد الاقصى، ومصلياته، عبر بابي المغاربة والسلسلة، بعنف وسط إطلاق كثيف للأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، بدون توقف، وبشكل متواصل على مدار 4 ساعات.

 خلال ذلك، اعتلى قناصة الاحتلال الإسرائيلي الاسطح الغربية من المسجد، وسطح المصلى القبلي، قبل أن يقتحموه بعنف، وحطموا زجاجه المزخرف، واعتدوا على المصلين داخله بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت. أدى ذلك إلى إصابة العشرات من الشبان والنساء وكبار السن المحتجزين داخل المسجد. ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من نقلهم إلى الخارج، وتقديم الإسعافات الأولية لهم. كما اعتدت قوات الاحتلال على المتواجدين داخل المصلى القديم، والمصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة، ومصلى قبة الصخرة، بالضرب المبرح، وأطلقت قنابل الصوت والأعيرة المطاطية تجاههم، وحاصرتهم داخلها. وداهمت مكاتب موظفي دائرة الأوقاف وطردتهم من داخلها، بالإضافة إلى مكتب الاطفائية، والعيادة الطبية، التي أغلقتها باللحام الحديدي لمنع علاج المصابين داخلها.

وشهدت أبواب المسجد الأقصى خصوصا باب حطة والأسباط والسلسلة، مواجهات عنيفة بعد أن عززت قوات الاحتلال من أعداد عناصرها، مع ازدياد حدة المواجهات في المسجد. ففي باب الاسباط، وخلال نقل طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني المصابين عبره، اعتدت قوات الاحتلال على المسعفين، وأصابت عدداً منهم بالأعيرة المطاطية، ومنعت بعضهم من الدخول لنقل المصابين داخل المسجد إلى مركبات الإسعاف ومن ثم إلى المستشفيات. وفي خضم المواجهات العنيفة داخل المسجد، أقدم مستوطن إسرائيلي مسلح، على تنفيذ عملية دهس لعدد من الشبان الفلسطينيين، بمركبته في محيط باب الاسباط من الجهة الخارجية، وأصاب عدداً منهم، قبل ان يخرج من المركبة ويطلق النار باتجاههم، تحت حماية شرطي إسرائيلي، وفر له الحماية وأبعد الشبان الفلسطينيين الغاضبين عنه.

ووفق المعطيات الصادرة عن جمعية الهلال الأحمر، أسفرت اعتداءات الاحتلال حتى الساعة 1:00 مساء اليوم عن إصابة أكثر من ٣٠٥ فلسطينيين، منهم 7 حالات خطيرة، في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة. وذكرت أن أكثر من ٢٢٨ إصابة نقلت لمستشفيات المقاصد والمطلع في حي الطور، ومستشفى الفرنساوي في الشيخ جراح، والمستشفى الميداني للهلال في حي الصوانة. وأوضحت الجمعية، أن عدداً من المسعفين أصيبوا بالأعيرة المطاطية خلال اسعافهم للمصابين في المسجد الأقصى.

وخلال الأحداث العنيفة التي لم يشهدها المسجد الاقصى منذ أكثر من 20 عاماً، أصيب 8 صحفيين اثناء تغطيتهم الاحداث في المسجد، معظمهم بالأعيرة المطاطية، وهم: ميساء ابو غزالة، ومحمد ابو سنينة، لواء ابو رميلة، ومحمد جرادات، وايثار ابو غربية، وفاطمة البكري، ورامي الخطيب، وأسيد عمارنة.

ولا تزال الأمور مرشحة للمزيد من التصعيد مساء اليوم، بالتزامن مع بلوغ مسيرة المستوطنين ذروتها، حيث أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي شوارع مدينة القدس المحتلة أمام المواطنين الفلسطينيين، ومنعتهم من الدخول عبرها، تمهيدا لمسيرة المستوطنين المقررة قرب باب العامود، وشارع صلاح الدين، وشارع الواد، وفي الحي الإسلامي في الطريق الى حائط البراق، بالقدس القديمة.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات، استباحة قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الفلسطينيين وعموم المسلمين. كما يدين استخدام القوة في قمع المصلين وإطلاق قنابل الصوت داخل المسجد الأقصى ومصلياته وإعاقة عمل الطواقم الطبية واستهدافها المباشر.

يؤكد المركز أن كل هذه الإجراءات الإسرائيلية غير قانونية وتندرج ضمن سياسة أصيلة تنتهجها سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة ومؤسساتها منذ احتلالها في حزيران 1967، لتغيير معالمها لصالح المزيد من الاستيطان، وإضفاء الطابع اليهودي عليها لفرض حقائق على الأرض تلغي الحق الفلسطيني فيها.

ويجدد التأكد أن القدس الشرقية مدينة محتلة، ولا تغير كافة الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في أعقاب احتلال المدينة في عام 1967 من وضعها القانوني كمنطقة محتلة.

ويطالب المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزامها بموجب المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف بضمان احترام الاتفاقية في كافة الظروف. ويرى المركز بأن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على اقتراف المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيها إجراءات تهويد القدس الشرقية المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *