يوليو 11, 2025
استمرار جرائم الإبادة بحق الصحفيين الفلسطينيين: قوات الاحتلال تغتال صحفيًّا باستهداف مباشر وسط قطاع غزة
مشاركة
استمرار جرائم الإبادة بحق الصحفيين الفلسطينيين: قوات الاحتلال تغتال صحفيًّا باستهداف مباشر وسط قطاع غزة

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات جريمة اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي أحمد أبو عيشة، باستهدافه في حديقة منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، امتدادا لنهج قتل الصحفيين بشكل متصاعد منذ أكثر من 21 شهراً، بما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم، وهو جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ووفق المعلومات التي جمعها طاقم المركز، فعند حوالي الساعة 16:50 من مساء يوم الخميس الموافق 10/7/2025، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية الصحفي أحمد سلامة هاشم أبو عيشة، 34 عامًا، وهو صحفي في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، يحمل درجة الدكتوراه، بصاروخ أثناء تواجده في حديقة منزله الواقع في منطقة السوارحة جنوب غرب مخيم النصيرات. أسفر ذلك عن إصابته بشظايا متعددة تركزت في الظهر والأطراف السفلية، نُقل إثرها إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات، وأُدخل غرفة العناية المركزة، وبعد أقل من ساعة أعلن عن وفاته متأثرًا بإصابته.

وأفاد شقيقه محمود سلامة هاشم أبو عيشة، 38 عاما، لباحث المركز:

“كنت متوقفًا أمام بوابة المنزل من الخارج، وكان شقيقي الصحفي أحمد، 34 عامًا، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الأدب والنقد، جالسًا على سرير في حديقة المنزل، يقرأ القرآن، فجأة، سُمع صوت انفجار قوي، وامتلأ المكان بالغبار والدخان، فهرعت إلى داخل المنزل لأجد شقيقي أحمد ملقى على الأرض، والدماء تنزف منه بغزارة. تبيّن أنه قد استُهدف بشكل مباشر من طائرة مسيّرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أدت لإصابته في ظهره وأطرافه السفلية. كان لا يزال يتنفس، فحملته على الفور خوفًا من استهدافه مرة أخرى، ووضعته على دراجة نارية (توكتوك) وتوجهنا به إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات. نظرًا لخطورة إصابته جرى نقله إلى غرفة العناية المركزة، وفي حوالي الساعة 5:40 من مساء اليوم ذاته أعلن عن وفاته متأثرا بجراحه”.

وبمقتل الصحفي أبو عيشة، يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، إلى (229) صحفياً، منهم (14 صحفية)، وفق المكتب الإعلامي الحكومي. بين القتلى (42) صحفياً قتلوا أثناء تأدية واجبهم المهني، حسب توثيق منظمة مراسلون بلا حدود. كما قتل عشرات الصحفيين جراء استهداف منازلهم. ووثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قصف (152) منزلا، راح ضحيتها (665) من عائلات وأقارب الصحفيين. وقتل صحفيون آخرون خلال جرائم القصف العشوائي على امتداد حرب الإبادة المستمرة.  كما أصيب خلال العدوان مئات الصحفيين الآخرين في ظروف مختلفة. هذا عدا عن نشطاء التواصل الاجتماعي الذين استهدف الاحتلال عددا كبيًرا منهم ودأب على التحريض عليهم وتهديدهم بالقتل إذا لم يصمتوا. وكذلك أكثر من 150 من الأكاديميين والعلماء والنخب حملة الدرجات العلمية الذين قتلتهم قوات الاحتلال ضمن سياسة تبدو عمدية لإحداث خلل بنيوي في المجتمع الفلسطيني.

 يؤكد المركز أن استهداف الصحفيين؛ جاء بهدف الاستفراد بالضحية وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيات والمدنيين في قطاع غزة. ولذلك نطالب المجتمع الدولي بإدانة استهداف العاملين بالصحافة بشكل علني، والضغط على دولة الاحتلال لوقف استهدافهم بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بمن فيهم الصحفيات والصحفيين في قطاع غزة.

كما يؤكد المركز أن القتل العمد والممنهج للصحفيين يعد جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة، وهي جريمة تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة. كما يعد حرمانًا تعسفيًّا من الحياة وفقًا للمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويستوجب مساءلة مرتكبيه.

ويؤكد المركز أن استمرار فشل منظومة العدالة الدولية في مساءلة قادة الاحتلال ومحاسبتها على جرائمها شجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين وعائلاتهم دون رادع.

وإزاء ذلك، يطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيين بما فيهم الصحفيين في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط على سلطات الاحتلال بوقف جرائمها والامتثال لقواعد القانون الدولي، وحماية المدنيين.

ويطالب المركز أجسام الصحافة الدولية منها الاتحاد الدولي للصحفيين بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال محاسبته على قتل واستهداف الصحفيات والصحفيين في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة.

كما يدعو المقررة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير بالأمم المتحدة إلى تعزيز وتكثيف الجهود لحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، والتحقيق في جرائم الاحتلال المقترفة بحق الصحفيين ووسائل الاعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *